من بيل بيركورت
نيويورك (رويترز) - قالت شركات وخبراء في صناعة الدواء إن شركات الأدوية تجدد جهودها لتطوير علاجات لمكافحة أنواع جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية لكن إنتاج فئات جديدة من الأدوية على النطاق المطلوب من المستبعد أن يتحقق دون حوافز تمويلية جديدة.
وأعلن باحثون بالجيش الأمريكي يوم الخميس أول حالة لمريض أمريكي مصاب بعدوى ثبت أنها مقاومة للمضاد الحيوي كوليستين الذي يستخدم كملاذ أخير عندما تفشل كل المضادات الحيوية الأخرى.
ويلقي ذلك الضوء على الحاجة الملحة لأدوية جديدة يمكنها مكافحة ما وصفه خبراء الصحة "بالبكتيريا الكابوس".
وأقر صناع الدواء يوم الجمعة بأنه في ظل غياب أسلوب جديد لتعويضهم فإنه ببساطة ليس من المجدي اقتصاديا ضخ موارد كبيرة في العمل على إنتاج أنواع جديدة من المضادات الحيوية.
وقال ديفيد باين الذي يرأس مجموعة المضادات الحيوية بشركة جلاكسو سميث كلاين "العائد على الاستثمار استنادا إلى النموذج التجاري الراهن ليس متناسبا في الحقيقة مع كم الجهد الذي يتعين بذله."
وأبدت شركات دواء أخرى الرأي نفسه.
وفي يناير كانون الثاني وقعت نحو 80 شركة دواء من بينها فايزر وميرك وجونسون أند جونسون وجلاكسو بيانا يدعو إلى التعاون بين الحكومات والشركات لإيجاد حوافز لتجديد البحث والتطوير لإنتاج أنواع جديدة من المضادات الحيوية.
وطرحوا نموذج أعمال جديد لا يرتبط فيه الربح بزيادة المبيعات. على سبيل المثال يمكن للحكومات والمنظمات الصحية عرض مكافآت إجمالية لتطوير مضاد حيوي ناجح. واقترحت لجنة حكومية بريطانية هذا الشهر أن تمنح شركات الأدوية 1.5 مليار دولار لتطوير إنتاج مضاد حيوي ناجح.
وفي الولايات المتحدة وحدها تتسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في مليوني حالة إصابة خطيرة بالعدوى و23 ألف حالة وفاة سنويا وفق مسؤولين أمريكيين بقطاع الصحة.
وكان الاستخدام المفرط من جانب الأطباء والمستشفيات للمضادات الحيوية خاصة عندما لا تكون هناك حاجة لها وانتشار استخدام المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية الغذائية أسهم في ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
لكن في السنوات الأخيرة وجهت شركات الأدوية الكبرى أغلب أموال البحوث للأدوية ذات الربحية العالية لمكافحة السرطان والأمراض النادرة والالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي). وهذه الأدوية لا تباع فقط بأسعار مرتفعة بل أن فترة استخدامها أطول بكثير من المضادات الحيوية.
وردت الشركات التي تعرضت لانتقادات في الأشهر الأخيرة لاستمرارها في رفع أسعار الأدوية الأكثر شيوعا قائلة إن تكلفة تطوير مضاد حيوي جديد تعادل تكلفة إنتاج دواء جديد للسرطان يمكن أن يحقق عائدا أكثر من مئة ألف دولار سنويا من المريض الواحد.
ويقول إريك جوردون الأستاذ بكلية روس لإدارة الأعمال في جامعة ميشيجان "لا يمكن لشركات الدواء تقديم حجج اقتصادية فيما يتعلق بالاستثمار في مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية."
وتابع جوردون أن الحكومات والمؤسسات تحتاج للانخراط بشكل أكبر في البحوث والتمويل لتقود جهود مكافحة هذه المشكلة.
وتقول شركات الأدوية الأمريكية لمنتقديها الذين يرون أن لديها احتياطيات مالية هائلة يمكنها استخدامها في معالجة أزمة تتعلق بالصحة العامة إنها ملتزمة تجاه حملة الأسهم بتعظيم الربح.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)