لندن (رويترز) - تتوقع مؤسسة ويلكوم تراست الطبية الخيرية جني الأرباح بعد موافقة السلطات الأمريكية المعنية على اختبار تشخيصي جديد للسرطان وهو أول منتج تجاري تموله المؤسسة منذ بيع حصتها في قطاع صناعة الأدوية إلى شركة جلاكسو عام 1995.
وأظهرت الموافقة القانونية الأمريكية كيف باتت كبرى المؤسسات الخيرية الطبية في العالم مصادر هامة لتمويل الشركات المبتدئة في مجال التكنولوجيا الحيوية وتحقيقها للأرباح عندما تنجح الشركات الصغيرة التي تدعمها.
وحققت مؤسسة بيل وميليندا جيتس في الآونة الأخيرة أرباحا حجمها 80 مليون دولار من بيع حصة في شركة أناكور للمستحضرات الصيدلانية وهي شركة دعمتها لأبحاثها عن الأمراض المهملة والتي اشترتها الآن شركة فايزر (NYSE:PFE).
وتُعتبر مؤسسة جيتس بمنحة قدرها 40 مليار دولار أكبر مؤسسة خيرية في العالم في حين تملك مؤسسة ويلكوم استثمارات بقيمة 18 مليار جنيه استرليني (26 مليار دولار). وهذا الحجم يجعل من المؤسستين قوتين هائلتين في سوق الدواء العالمية.
وحصل اختبار السرطان الجديد واسمه التجاري اكسومين على الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الجمعة بعد أن طورته شركة بلو ايرث التي تملكها شركة سينكونا الذراع الاستثمارية لويلكوم في التكونولوجيا الحيوية.
وسينكونا مستثمر كبير في العديد من الشركات الأخرى التي تطور منتجات مبتكرة توفر فوائد هائلة للمرضى وبينها شركتان تعملان على علاج جيني للعمى ومشاكل الكبد.
وتهدف سينكونا التي تملك 250 مليون جنيه استرليني قابلة للاستثمار على المدى الطويل إلى تحقيق عائدات قد تساهم في تمويل أنشطتها الخيرية كما تركز على الاحتياجات الطبية الضرورية وتساعد الشركات التي يصعب عليها الحصول على تمويل.
وتتبع مؤسسة جيتس الخيرية وسيلة مختلفة إذ أنها تستثمر وفقا للبرنامج عبر تشجيع رجال الأعمال والشركات على السعي لتبني أفكار تخدم الصالح العام دون أن تكون غايتها الرئيسية تحقيق الأرباح.
لكن شركة جيتس حققت في صفقة شركة أناكور أرباحا مالية كبيرة بفضل ارتفاع ثمن حصتها نظرا لنجاح شركة الأدوية.
وباعت المؤسسة 99 في المئة من حصتها في مقابل 86.7 مليون دولار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أي أكثر 17 مرة من استثمارها الأساسي فيها عام 2013 والذي بلغ حينها خمسة ملايين دولار.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)