بوجوتا (مؤسسة تومسون رويترز) - قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن باحثين يشعرون بالتفاؤل بشأن الموافقة مطلع العام القادم على اختبار سريع للتأكد من الاصابة بداء التريبانوسوما الطفيلي (مرض تشاجاس) ما سيحدث ثورة في التشخيص وما سيترتب على ذلك من العلاج المبكر للمرض الذي يصيب سبعة ملايين شخص.
وينتقل المرض -الذي يقتل 12 شخص سنويا- من خلال حشرة شبيهة بالصرصور تتوطن في منطقة أمريكا اللاتينية وتختبئ وسط شقوق المنازل المبنية بالطوب اللبن حيث يعيش الفقراء من أهالي المناطق الريفية. وتنتقل طفيليات التريبانوسوما السوطية الى دم أو أنسجة كثير من الفقاريات بما فيها الإنسان من خلال هذه الحشرات.
ويقول أطباء من المنظمة الخيرية إن من الصعب رصد هذا المرض الطفيلي وان خمسة في المئة فقط من المصابين يجري تشخيص حالاتهم وعلاجهم وانه لم تبتكر أي عقاقير جديدة للمرض منذ 40 عاما.
وقال مارتن كازيناف رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في بوليفيا المعنية بمعالجة هذا المرض "من أكبر العقبات اليوم أمام علاج الأشخاص في المناطق الريفية هو ضرورة نقلهم الى المستشفى في مدينة لاجراء اختبار للدم فيما يحتاج التشخيص الى مستوى معين من الخبرة والوقت".
ويشعر الأطباء بالتفاؤل من ان بالامكان اختصار الوقت للازم لتشخيض المرض الى مجرد بضع دقائق بدلا من بضعة أسابيع أو اشهر حاليا وبدرجة دقة عالية وذلك نتيجة للابحاث التي اجرتها منظمة اطباء بلا حدود ومنظمة الصحة العالمية.
وقال كازيناف لمؤسسة تومسون رويترز في مقابلة "يمكن ان يحدث ذلك ثورة في اسلوب التشخيص لانه سيتسنى لك الحصول على تأكيد في غضون 15 دقيقة كما انك لست في حاجة الى معمل متخصص وفنيين. أي شخص في عيادة الرعاية الصحية بالريف يمكنه تأكيد الاصابة بمرض تشاجاس بالاستعانة بهذه الاختبارات السريعة".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الباحثين أجروا تقييما لنحو 11 اختبارا سريعا منذ عام 2010 ووجدوا ان ستة منها أكثر فعالية وموثوق بها ونشرت جميعها في دورية الميكروبيولوجيا الطبية.
ويجري التحقق من فاعلية الاختبارات الستة لدى نحو ألفي شخص في ست من دول أمريكا اللاتينية في اطار المرحلة الثانية من الدراسة التي تنتهي مع أواخر العام الجاري.
وتدرج منظمة الصحة العالمية مرض تشاجاس على قائمة تضم 17 من أمراض المناطق الحارة المهملة التي تحتاج الى استثمارات وبحوث والتي لا تلقى اهتماما يذكر من قبل شركات المستحضرات الطبية.
وقال كازيناف إن واحدا من بين ثلاثة من مرضى تشاجاس سيصابون بمشاكل تهدد حياتهم مثل أمراض القلب المختلفة والمضاعفات المعوية.
ومنذ أكثر من 100 عام بعد ان اكتشف الطبيب البرازيلي كارلوس تشاجاس هذا المرض لم يحرز تقدم يذكر في ابتكار علاج ناجع له.