اسطنبول (رويترز) - في سيرهم داخل مطار أتاتورك في اسطنبول بعد ساعات من الهجوم الذي أودى بحياة 41 شخصا يستطيع المسافرون تعقب خطى المهاجمين من آثار الرصاص والمعادن الملتوية التي لا تزال واضحة للجميع.
استبدل العمال ألواح الأسقف وأزال عمال النظافة الحطام وغسلت سيارات محملة بالمياه الأرصفة في الخارج لكن بقع الدماء والزجاج المتناثر لا تزال مرئية مع امتلاء صالة المغادرة مرة أخرى بالركاب وقيام الشرطة المسلحة بجولات وهم يرتدون سترات واقية.
واستأنفت الخطوط الجوية التركية خدماتها من وإلى ثالث أشد مطارات أوروبا ازدحاما خلال 12 ساعة من هجوم مساء الثلاثاء رغم تغيير مواعيد العديد من الرحلات وعرضها رد تكاليف التذاكر إلى من يرغب في إلغاء السفر.
يتناقض الوضع مع ما أعقب هجوم بروكسل الذي قتل فيه 16 شخصا في مارس آذار حين احتاجت السلطات 12 يوما لإعادة فتح المطار الذي تعرض لأضرار جسيمة.
وقال توني تيلر رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) "كون أن مطار اسطنبول يعمل اليوم يمثل شهادة بمرونة وتصميم الشعب التركي وصناعة الطيران."
وهجوم الثلاثاء هو الأعنف في خمس تفجيرات ضربت اسطنبول كبرى مدن تركيا هذا العام وألقي باللوم في اثنين منهما على تنظيم الدولة الإسلامية واستهدفت مناطق سياحية.
وزعم متشددون أكراد مسؤوليتهم عن الهجمات الثلاثة الأخرى ضمن تصعيد للتمرد القائم منذ ثلاثة عقود في الأشهر الأخيرة.
وبينما أظهر البعض تحديا بإعادة افتتاح المطار سريعا أعرب آخرون عن أسفهم بعدما أصبح هذا النوع من الهجمات معتادا ليس فقط في تركيا ولكن في العالم أجمع.
وقال عدنان وهو عامل في محل داخل المطار "الشيء الغريب هو كيف وضعنا (الهجوم) خلف ظهورنا سريعا. نظفنا الفوضى وعدنا كما كنا."
واضطرت بروكسل لإقامة خيمة كبيرة لإجراءات الفحص بعدما أتت الهجمات على أجزاء من مبنى المطار بينما أخرت المفاوضات -بين الشرطة والحكومة بشأن إمكانية فحص المسافرين قبل دخولهم صالة الركاب- موعد فتح المطار.
وبعد إعادة فتح بعض المناطق بصالة المغادرة في بروكسل في مايو أيار تسببت عمليات فحوص إضافية عند المدخل في طوابير طويلة قالت سلطات المطار إنها شكلت في حد ذاتها مخاطر أمنية.
وفي مطار اسطنبول يمكن للركاب السير على الأقدام حتى موقع التفجيرات المغلقة في بعض منها بشرائط صفراء. وبث أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي صورة له وهو يمسك ما قيل إنها قطع من الشظايا.
وأثر الوضع الأمني على السياحة التركية إذ تراجع عدد الزوار الأجانب بأكثر من الثلث في مايو أيار وهو أكبر انخفاض في 22 عاما على الأقل.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)