الدوحة (رويترز) - قال أحد أقارب شاعر قطري - صدر ضده حكم بالسجن 15 عاما لنظم أشعار تشيد بالانتفاضة التونسية عام 2011 وتنتقد الأسرة الحاكمة في بلده- اليوم الأربعاء إنه أطلق سراحه بعد حصوله على عفو أميري.
واعتبرت جماعات حقوقية على نطاق واسع حبس الشاعر محمد بن الذيب العجمي نوع من النفاق من العائلة المالكة القطرية التي دعمت الانتفاضات العربية وأنفقت الملايين على شبكة تلفزيون الجزيرة الفضائية.
ولم يعرف على الفور السبب وراء العفو الأميري الذي أصدره الشيخ تميم بن حامد آل ثاني لكنه جاء قبل أيام من استضافة قطر مؤتمرين دوليين لحرية الصحافة.
ولم يرد المسؤولون القطريون على طلبات للتعليق.
وقال قريب الشاعر الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر إن العجمي "بصحة جيدة" وأنه "يشعر بالارتياح لإطلاق سراحه".
وقال محاميه نجيب النعيمي إنه لم يتواصل مع العجمي منذ إطلاق سراحه.
كان العجمي قد أشاد في أشعاره بالربيع العربي الذي أسقط أربعة حكام مستبدين غالبا بتمويل ودعم من قطر. وانتقد أيضا الحكم الأميري المطلق في قطر.
ومثل غيرها من الدول الملكية في الخليج تشدد قطر القيود على حرية التعبير حيث تسود الرقابة الذاتية في الصحف القومية. ولا يوجد في قطر التي بها قاعدة عسكرية أمريكية وتعداد سكان أقل من المليونين نسمة أي معارضة سياسية منظمة.
واهتمت قناة الجزيرة ومقرها الدوحة بدرجة كبيرة جدا بتغطية الحركات الساعية للديمقراطية في العالم العربي لكنها قدمت تغطية متواضعة للغاية لانتفاضة عام 2011 في مملكة البحرين المجاورة.
واعتقل العجمي (39 عاما) في عام 2011 وصدر ضده في البداية حكم بالسجن المؤبد بتهمة "التحريض على الإطاحة بالنظام الحاكم" وتم تخفيف الحكم بعد عام إلى السجن 15 عاما.
وأثارت قضيته اهتماما عالميا. وفي يناير كانون الثاني حث العديد من كبار المترجمين من العربية إلى الإنجليزية والروائيين العرب على الانسحاب من مؤتمر دولي للترجمة ترعاه قطر احتجاجا على حبس العجمي.
ومنذ الفوز بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 تحاول قطر تقديم نفسها كمركز للفنون وحرية الفكر وتدعم بالمال فنانين وكتاب بارزين من شتى أنحاء الشرق الأوسط وتمول جوائز أدبية ودور نشر.
واحتفل بعض القطريين اليوم بنبأ إطلاق سراح العجمي في حين قال آخرون إنه كان لابد أن يظل في السجن عقابا له على ما وصفه أحد النشطاء الشبان المؤيدين للحكومة "بطيشه ووقاحته".
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)