شانلي أورفا (تركيا)/بيروت (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول كردي إن ميليشيات يقودها الأكراد تدعمها غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اشتبكت مع مقاتلي الدولة الإسلامية في بلدة سورية على الحدود التركية يوم الأحد في تقدم أثار قلق أنقرة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان معبرا عن قلقه من توسع رقعة السيطرة الكردية في سوريا إن الجماعات الكردية تسيطر على مناطق يخليها العرب والتركمان مشيرا إلى أن ذلك قد يهدد في نهاية المطاف الحدود التركية.
وتقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع التحالف الدولي ومجموعات سورية مسلحة صغيرة إلى داخل محافظة الرقة معقل تنظيم الدولة مهددة أحد طرق الإمداد الرئيسية لمدينة الرقة التي تمثل عاصمة التنظيم.
وفضلا عن توجيه ضربة عسكرية للتنظيم فإن السيطرة على تل أبيض ستساعد وحدات حماية الشعب في الربط بين المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا. وتشعر تركيا بالقلق من خطر النزعة الانفصالية بين أقليتها الكردية في جنوب غرب البلاد.
وفر 13 ألف شخص على الأقل إلى تركيا هربا من القتال قرب تل أبيض.
وقال مصدر أمني إن السلطات التركية أعادت اليوم فتح الحدود بعد أيام قليلة من إغلاقها مضيفا أنه يتوقع عبور نحو عشرة آلاف شخص للحدود.
وقالت وسائل إعلام محلية إن مقاتلي الدولة الإسلامية سعوا لمنع اللاجئين من العبور إلى تركيا.
وقال المصدر الأمني "لا يسمحون (مقاتلو الدولة الإسلامية) للناس بالفرار. يقولون لهم إن قوات التحالف ستقصف البلدة لو غادر المدنيون."
وأظهرت لقطات تلفزيونية من الموقع أن مقاتلي الدولة الإسلامية أجبروا اللاجئين الذين فروا من مناطق القتال على العودة إلى تل أبيض في وقت متأخر يوم السبت.
وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب لرويترز إن مقاتليها يحاربون متشددي تنظيم الدولة الإسلامية على المشارف الشرقية لتل أبيض يوم الاحد مشيرا إلى أن التنسيق مع التحالف الدولي "ممتاز" وذكر ان الغارات تنفذ حسب الحاجة.
وأضاف "الطريق الواصل بين تل أبيض والرقة في مرمى نيران وحدتنا."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد مقاتلي الدولة الإسلامية في تل أبيض لا يزيد على 150.
وبرزت وحدات حماية الشعب كشريك أساسي على الأرض في سوريا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف معاقل الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. ويأتي تقدمها في الرقة بعد حملة أخرجت تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق واسعة في محافظة الحسكة المجاورة.
وترى تركيا في وحدات حماية الشعب جزءا من حزب العمال الكردستاني الذي قاتل لعشرات السنوات ضد أنقرة والذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.
وكرر إردوغان في تصريحات نشرت يوم الاحد القول بأن العرب والتركمان هم المستهدفون من هذا التقدم.
وقال إن المجموعات الكردية "توضع في مناطق يجري إخلاؤها. هذه ليست بادرة جيدة لأنها تعني تمهيد الطريق لهيكل قد يهدد حدودنا."
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفارين إلى تركيا يهربون من القتال وإنه لا توجد محاولات منهجية لطردهم.
وأضاف "هناك انتهاكات فردية من الوحدات لكن ليست ممنهجة" نافيا وجود مواطنين تركمان في المنطقة.