برلين/اسطنبول (رويترز) - قالت الولايات المتحدة وألمانيا إنهما ستسحبان بطاريات صواريخ باتريوت من جنوب تركيا بعد إعادة تقييم للتهديدات الناجمة عن الصراع في سوريا المجاورة.
ووفقا لبيان تركي أمريكي مشترك صدر يوم الأحد فإن صواريخ باتريوت الأمريكية الموجودة في تركيا ضمن مهمة حدودية لحلف شمال الأطلسي منذ 2013 ستعود للولايات المتحدة من أجل تطويرها.
وأعلنت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين في مطلع الأسبوع أن برلين ستسمح بانتهاء مهمة الصواريخ باتريوت الخاصة بها ومدتها ثلاثة أعوام في يناير كانون الثاني بدلا من السعي للحصول على موافقة برلمانية لتمديدها.
ونشرت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا صواريخ باتريوت في أوائل عام 2013 بعد أن طلبت تركيا من حلفائها في حلف شمال الأطلسي المساعدة في حماية أراضيها وسط تصاعد الصراع السوري. وأنهت هولندا مهمتها في وقت سابق من العام الحالي وحلت محلها اسبانيا.
وقال البيان التركي الأمريكي "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ملتزمان بدعم أمن تركيا والاستقرار الإقليمي. إذا تطلب الأمر فإن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة صواريخ باتريوت والعاملين عليها إلى تركيا خلال أسبوع واحد."
وجاء القرار بعد أقل من شهر من فتح تركيا قواعدها الجوية أمام المقاتلات الأمريكية لتشن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت فون دير ليين إن طبيعة التهديد الذي تواجهه تركيا من سوريا قد تغيرت من خطر يشكله فقط الرئيس السوري بشار الأسد إلى مخاطر تتمثل في جهاديين.
وأضافت في بيان على موقع وزارة الدفاع على الانترنت "شهد التهديد في هذه الحرب التي تمزق المنطقة تحولا... ينبع الآن من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. ومن ثم سنظل منخرطين في المنطقة في جهد متواصل لإرساء الاستقرار بها."
وصدر القرار بعد انتقادات من مسؤولين ألمان لحملة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العسكرية ضد مقاتلين أكراد وإعلانه الشهر الماضي أن عملية السلام التي بدأها مع حزب العمال الكردستاني في عام 2012 بلغت نهايتها فعليا.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة مع صحيفة بيلد ام زونتاج "استثمرت حكومة إردوغان الكثير في المصالحة مع الأكراد... لا يمكن أن تسمح بهدم كل الجسور التي بنيت على مدار هذه العملية."
وفي الوقت ذاته حذر شتاينماير من الحكم على تركيا سريعا مشيرا إلى أنها تستقبل لاجئين من سوريا والعراق أكثر من أي دولة أخرى وتتعامل مع تهديد كبير على حدودها جراء الحرب الأهلية في سوريا.