من ديفيد برنستروم وراندي فابي
واشنطن/جاكرتا (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون وآسيويون ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيسعى لتعاون أكبر من جانب الصين ودول مسلمة رئيسية في جنوب شرق آسيا مثل اندونيسيا وماليزيا في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية ووقف تدفق المقاتلين الأجانب على التنظيم المتشدد.
وقال دبلوماسي صيني انه من المتوقع ان يزور أرفع دبلوماسي صيني وهو عضو مجلس الدولة يانغ جيه تشي مدينة بوسطن مسقط رأس كيري يومي الجمعة والسبت. وبعد ذلك من المقرر ان يزور كيري أندونيسيا أكبر الدول الإسلامية تعدادا للسكان لحضور تنصيب الرئيس الجديد المنتخب جوكو ويدودو يوم الاثنين.
وزيارة اندونيسيا مهمة على عدة جبهات. فهي منارة سريعة النمو للإسلام المعتدل وأكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا وتتمتع بنفوذ هائل في منطقة شهدت سفر عدد متزايد من المقاتلين الى سوريا للانضمام الى الدولة الاسلامية.
واضعفت الحملات الأمنية التي تنفذها اندونيسيا الجماعات المتشددة وتسببت في تشتيتها وهو ما ساعد في تغيير صورة البلاد بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 عندما كانت مركزا للتشدد الإسلامي وتربة خصبة لتنظيمات مثل الجماعة الإسلامية التي نفذت تفجير بالي عام 2002 وهجمات اخرى على أهداف غربية.
وقال مسؤول بالحكومة الأمريكية ان محور المحادثات مع الزعماء الإندونيسيين سيكون بناء علاقات مع الحكومة الجديدة وبحث سبل وقف تدفق المقاتلين من اندونيسيا وماليزيا ذات الأغلبية المسلمة.
وفي جاكرتا سيجتمع كيري مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق. وقالت وزارة خارجية ماليزيا ان الاثنين سيبحثان التحالف الدولي لمكافحة الدولة الإسلامية.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ورئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونج ورئيس وزراء تايلاند برايوت تشان أوتشا انهم سيحضرون حفل التنصيب. ودعي أيضا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعماء اخرون لكنهم لم يؤكدوا ان كانوا سيحضرون حفل التنصيب.
وحشدت الولايات المتحدة تحالفا تقول انه يضم أكثر من 40 دولة ونفذت ضربات جوية في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا. ونفذت طائرات مقاتلة وقاذفات امريكية 14 غارة على أهداف الدولة الإسلامية بالقرب من بلدة كوباني يومي الأربعاء والخميس.
وقال محللون على دراية بفكر الحكومة الامريكية انه من المتوقع ان يبحث كيري في بوسطن مع يانغ وفي جاكرتا مع مسؤولين اندونيسيين التوسع في التعاون المخابراتي بما في ذلك تتبع الحركات المتشددة وتمويلها.
والمعركة ضد الدولة الاسلامية توفر تقاربا نادرا في المصالح الامنية لبكين واشنطن وابتعادا عن العداوة التقليدية بشأن قضايا سياسية حساسة عبر منطقة تمتد من ايران الى بحر الصين الجنوبي.
وللصين مصالح مهمة للطاقة في العراق وتشعر بالانزعاج ممن تصفهم بأنهم متشددون اسلاميون محليون. وذكرت وسائل الاعلام الحكومية ان مسلحين من اقليم شينجيانج الغربي المتاخم لباكستان وأفغانستان فروا من البلاد للحصول على "تدريب ارهابي" من مقاتلي الدولة الاسلامية لشن هجمات في بلادهم.
وقال رئيس القيادة الامريكية لمنطقة المحيط الهادي الاميرال صامويل لوكلير ان نحو 1000 مجند من دول تمتد من الهند وحتى المحيط الهادي ربما انضموا الى الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وقال مسؤولو امن ومحللون ان بينهم أكثر من 100 مواطن من اندونيسيا وماليزيا وجنوب الفلبين.
وبحث متشددون من ماليزيا واندونيسيا تشكيل وحدة لتنظيم الدولة الاسلامية تضم 100 فرد يتحدثون لغة الملايو حسبما ورد في تقرير من منظمة امنية نشر الشهر الماضي.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)