من حامد شاليزي
كابول (رويترز) - احتشد الآلاف من مؤيدي أمير الحرب الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار يوم الجمعة في الملعب الرئيسي بالعاصمة كابول في استعراض صارخ للقوة في المدينة التي كان لمقاتليه يد في تدميرها خلال الحرب الأهلية قبل 20 عاما.
وكان حكمتيار قد جدد بعد يوم من عودته إلى العاصمة الدعوة للسلام مع طالبان وصعد انتقاده لحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الرئيس أشرف عبد الغني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله.
وقال "دعونا في البدء نحقق السلام في البلاد ثم نقول للقوات الأجنبية إن الأفغان قادرون على تسوية أمورهم بأنفسهم ونريد منهم أن يرحلوا من أفغانستان". وأضاف "ليس هناك أي مبرر لدى أحد لوجود القوات الأجنبية".
تأتي هذه التصريحات قبل أيام من طلب يتوقع أن يتقدم به الجيش الأمريكي لجلب آلاف من القوات الإضافية لتساعد في تدريب قوات الأمن الأفغانية وكسر "الجمود" مع طالبان. وبالتالي تمثل تطورا يمكن أن يكون خطيرا بالنسبة لحكومة عبد الغني الضعيفة.
واستهدف اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه العام الماضي مع حكمتيار التمهيد لإنهاء القتال مع طالبان التي حققت مكاسب متتابعة منذ انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان قبل عامين بالضبط.
لكن وصول حكمتيار، وهو من أبرز أمراء الحرب في أفغانستان وأثيرت حوله اتهامات بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، أثار أيضا مخاوف من زعزعة استقرار حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بمقتضى اتفاق توسط فيه وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بعد انتخابات رئاسة متنازع على نتيجتها في 2014.
وكثيرا ما انتقد حكمتيار تشكيل الحكومة التي اقتسم فيها كل من عبد الغني وعبد الله السلطة بعد انتخابات الرئاسة التي انتهت دون فائز واضح واتهم كل من طرفيها الآخر بتزويرها.
وقال حكمتيار "هذا التقسيم للسلطة لا يرضى عنه الله ولا أساس له من الدستور". وأضاف "هذا تقسيم جون كيري. لا تنظروا إلى هذا التقسيم كشئ مقدس".
ويبرز هذا الانتقاد حقيقة أن انقسامات الحرب الأهلية التي دارت رحاها في التسعينيات لا تزال تطارد السياسة في أفغانستان في وقت لا يزال فيه قادة هذه الحرب من مختلف الأطياف يلعبون أدوارا رئيسية.
ويستمد الحزب الإسلامي الذي يقوده حكمتيار تأييده من البشتون أكبر جماعة عرقية أفغانية والمهيمنة تقليديا على السياسة في البلاد. لكن عودته لا يرحب بها كثيرون في كابول التي قتل آلاف فيها جراء القصف العشوائي خلال القتال بين أمراء الحرب.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)