واشنطن، 11 سبتمبر/أيلول (إفي): قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإزالة الحاجز الذي كان يحد من عملياته ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لدى إعلانه عن عزمه شن هجمات إنتقائية في سوريا، مؤكدا على قناعته بضرورة مهاجمة الجماعة الجهادية "أينما كانت".
وبعد نحو شهر من هجماته الانتقائية ضد "الدولة الإسلامية" في العراق، قرر أوباما توسيع نطاق القصف الجوي ليصل إلى المشهد السوري المعقد جراء الحرب الأهلية، ليضع نهاية لعزوف طويل عن التدخل في النزاع، ويتعهد في النهاية بتدريب المعارضة السورية المعتدلة باعتبارها حليف جوهري في حملته ضد التنظيم الجهادي.
وقال الرئيس الأمريكي خلال الليلة الماضية في خطاب للأمة من البيت الأبيض "سوف نلاحق الإرهابيين الذين يهددون بلادنا أينما كانوا. هذا يعني أنني لن أتردد في إتخاذ إجراءات ضد الدولة الإسلامية في سوريا وأيضا في العراق".
وتابع "هذا مبدأ أساسي لرئاستي، إذا كنت تهدد الولايات المتحدة، فلن تجد مفرا" للهرب.
وألغى أوباما القيود المفروضة على هجماته الجوية بالعراق والتي كانت مقتصرة فقط على القصف لأسباب إنسانية أو لحماية البعثة الدبلوماسية الأمريكية ومنشآتها بالبلد العربي، لتشمل مساعدة القوات العراقية والكردية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها مجاهدو "الدولة الإسلامية".
وقال الرئيس الأمريكي في خطابه الذي استمر 15 دقيقة: "سوف نقود حملة من الهجمات المنظمة ضد هؤلاء الإرهابيين، وسنعمل بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وسوف نوسع جهودنا إلى ما هو أبعد، من أجل حماية طاقمنا هناك والبعثات الإنسانية عن طريق مهاجمة مواقع التنظيم الجهادي بالتزامن مع قيام القوات العراقية بشن هجماتها" ضد المتشددين.
وأعلن أوباما إرسال 475 عسكريا إضافيا خلال الأسبوع المقبل من أجل تدريب وتأهيل القوات العراقية والكردية، ما يرفع عدد القوات الأمريكية المنتشرة في العراق إلى ما يزيد عن 1500 مقاتل.
وتابع: "لن ننجر إلى حرب برية أخرى في العراق، إلا أن عسكريينا يمثلون أمرا ضروريا لدعم القوات العراقية والكردية".
وتوعد أوباما عشية الذكرى الثالثة عشر لإعتداءات سبتمبر/أيلول 2001 بحرب لأجل غير مسمى ضد الدولة الإسلامية، وأكد أنه جمع الدعم الدولي الكافي من أجل قيادة "تحالف واسع" يسمح بالقضاء على التنظيم.
وأضاف "سوف يكون جهدا دؤوبا ومستمرا من أجل هزيمة الدولة الإسلامية في أي مكان من خلال القوة الجوية وتقديم الدعم للقوات الحليفة على الأرض، وهي الاستراتيجية التي اتبعناها منذ سنوات وتكلل بالنجاح في اليمن والصومال".
وأشارت مصادر من البيت الأبيض إلى أن العملية قد تمتد إلى ما بعد ولاية أوباما التي تنتهي في يناير/كانون ثان عام 2017.
وطالب الرئيس الأمريكي الكونجرس بمنحه سلطات إضافية للقيام بتدريب وتجهيز عناصر معتدلة من المعارضة السورية من أجل إحداث "توزان أفضل" حيال تنامي قوة جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وإذا كان البيت الأبيض في أزمة العراق قد وجد أن الكشف عن التشكيل الجديد للحكومة ضروريا من أجل الإعلان عن توسيع العملية الهجومية، ففي الحالة السورية، تحتاج الإدارة الأمريكية لدعم ممثل داخلي، وتعتقد أنها قد حددت بالفعل في الوقت الراهن قوى المعارضة التي يمكنها الثقة فيها.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس إلى السعودية بهدف الاجتماع في جدة مع ممثلين من السعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان والأردن ومصر وتركيا من أجل المشاركة في التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية".
وقال أوباما إن كيري سوف يواصل خلال الأيام المقبلة رحلاته في الشرق الأوسط وأوروبا من أجل جمع مزيد من الدعم لهذه الاستراتيجية.
وتشمل استراتيجية الرئيس الأمريكي جهودا من أجل الحد من مصادر التمويل عن التنظيم الجهادي، وزيادة الدعم الإنساني للمدنيين المتضررين جراء هجماته والعمل على إحتواء تدفق المقاتلين الأجانب وخاصة من يحملون جوازات سفر غربية، الأمر الذي يثير قلق الولايات المتحدة وأوروبا بشكل كبير. (إفي)