💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

إردوغان يواجه أكبر اختبار له في استفتاء تاريخي

تم النشر 14/04/2017, 21:10
© Reuters. إردوغان يواجه أكبر اختبار له في استفتاء تاريخي

من نيك تاترسال وحميرة باموق

اسطنبول (رويترز) - مثل الجامع الضخم الذي أمر الرئيس التركي طيب إردوغان بتشييده على قمة واحد من أعلى تلال اسطنبول يأمل مؤيدو الرئيس التركي أن يكون استفتاء على تعديلات دستورية يوم الأحد تتويجا لمسعاه لتغيير تركيا.

وقد يأتي الاقتراع، الذي يدلي فيه ملايين الأتراك بأصواتهم لاتخاذ قرار بشأن استبدال نظام الديمقراطية البرلمانية برئاسة تنفيذية، بأكبر تغيير في نظام الحكم في بلادهم منذ تأسيس الجمهورية التركية الحديثة على أنقاض الامبراطورية العثمانية قبل نحو قرن من الزمان.

وستكون لنتائج الاستفتاء تبعات تتخطى حدود تركيا.

لم تكن تركيا، وهي واحدة من دولتين مسلمتين فقط في حلف شمال الأطلسي، في أي وقت في التاريخ الحديث محورية بهذا الشكل مثل الآن فيما يتعلق بالشؤون العالمية من الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق إلى أزمة المهاجرين في أوروبا وتأرجح ولاءات أنقرة بين موسكو وواشنطن.

وقسمت الحملة الانتخابية الدولة التي يقطنها 80 مليون نسمة وامتدت الانقسامات إلى الجاليات التركية الكبيرة التي تعيش في أوروبا. واتهم إردوغان قادة أوروبيين بالتصرف مثل النازيين لمنعهم مؤتمرات انتخابية على أراضيهم متعللين بأسباب أمنية فيما قال معارضوه في الخارج إنهم تعرضوا للتجسس على شؤونهم.

ويرى مؤيدو إردوغان المتحمسون أن مسعاه للحصول على صلاحيات أوسع هو مكافأة مستحقة لزعيم أعاد القيم الإسلامية إلى قلب الحياة العامة وساند الطبقة العاملة المتدينة وأنشأ مطارات ومستشفيات ومدارس.

ويخشى معارضون من ميل إلى الاستبداد تحت حكم رئيس يرونه أدمن السلطة ولا يتسامح مع المعارضة ومن انسحاب تدريجي من المبادئ العلمانية التي أرساها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ومن إبعاد بلادهم أكثر عن القيم الغربية بشأن الديمقراطية وحرية التعبير.

وقال إرجين كولونك (65 عاما) وهو مهندس مدني يرأس رابطة مساجد في اسطنبول تمول الجامع الجديد على تل جامليجا بالمدينة "على مدى الخمسة عشر عاما الماضية حقق كل شيء اعتبر من قبل مستحيلا بالنسبة للأتراك.. سواء في ذلك الجسور .. الأنفاق تحت البحر.. الطرقات.. المطارات."

وأضاف وصوت إردوغان يتردد من جهاز تلفزيون في الزاوية يبث أحد مؤتمراته الانتخابية اليومية "أفضل ما يميز الزعيم أنه قريب من الناس. رأيته في تجمع مؤخرا يصافح حرفيا ما يقرب من ألف يد. لا يفعل ذلك من أجل السياسة. هذا يخرج من قلبه."

وفي مكتب كولونك على تل جامليجا، الذي كان يوما منطقة للصيد للعثمانيين الأثرياء والآن أصبح موقعا للاستمتاع بمشهد يطل على المدينة يرتاده الكثيرون، حمل الجدار صورة موقعة لإردوغان بجوار لوحتين لأتاتورك والسلطان عبد الحميد العثماني.

لكن معارضي إردوغان الذين يشملون ليبراليين علمانيين وأكرادا يميلون نحو اليسار وحتى بعض القوميين يعتبرون أن إحكام قبضته على السلطة يشكل ما قد يكون خطرا وجوديا.

وقالت نورتين كاياجان (61 عاما) وهي ربة منزل من مدينة إزمير على بحر إيجه وهي تحضر تجمعا صغيرا رافضا للتعديلات الدستورية في ميناء للعبارات في اسطنبول "إنه يحاول تدمير الجمهورية وإرث أتاتورك."

وتابعت قائلة "إذا فاز معسكر ’نعم’ فنحن متجهون للفوضى. سيكون رئيسا لنصف البلاد فقط."

* نظام الرجل الواحد

اعتلى إردوغان الرئاسة في 2014 وهو منصب شرفي إلى حد كبير وقتها بعد أن ظل رئيسا للوزراء لأكثر من عقد من الزمن وبقي منذ ذلك الحين مهيمنا على السياسة بقوة شخصيته ولم يخف طموحه في امتلاك صلاحيات أوسع.

وركب موجة من الوطنية منذ محاولة انقلاب فاشلة في يوليو تموز مصورا بلاده في صورة المعرضة للخطر من خليط من قوى خارجية وبحاجة لقيادة قوية للدفاع عنها في وجه تهديدات من الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد وأعداء بالداخل سعوا للإطاحة به وداعميهم الأجانب.

وأظهر استطلاع للرأي بعد أسبوعين من محاولة الانقلاب الفاشلة أنه يحظى بنسبة تأييد تبلغ الثلثين تقريبا وهي الأعلى التي يحظى بها على الإطلاق لكن استطلاعات أجريت في الآونة الأخيرة تشير إلى سباق أشد احتداما. وأشار استطلاعان للرأي يوم الخميس إلى أن أغلبية بسيطة ستصوت بنعم إذ قدرا التأييد له بأكثر قليلا من 51 بالمئة.

ويقر القائمون على استطلاعات الرأي بأن هناك أصواتا رافضة قد تكون مختفية في نتائجهم بين مؤيدين تقليديين لحزب العدالة والتنمية الحاكم القلقين من نزعات إردوغان السلطوية وهي أرقام يصعب تقديرها خاصة بعد فصل أكثر من 120 ألف موظف مدني أو إيقافهم عن العمل منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال إتيان محجوبيان الذي كان مستشارا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وهو شخصية رئيسية في حزب العدالة والتنمية الحاكم، لصحيفة قرار يوم الخميس إنه سيصوت برفض التعديلات.

وكتب يقول في الصحيفة "النموذج (المقترح) سيسبب ضررا كبيرا في المدى المتوسط للمحافظين ولتركيا" وأضاف أن التعديلات ستمهد الطريق لتأسيس "نظام رجل واحد" يمكن إساءة استغلاله.

وقال "على كل عضو في حزب العدالة والتنمية أن يدافع بقوة عن الحزب وأهليته وقدرته على الحكم."

ويرفض مؤيدو إردوغان مثل تلك الاتهامات ويقولون إن التعديلات الدستورية وعددها الإجمالي 18 تعديلا والمطروحة للاستفتاء تضم قيودا وتوازنات كافية مثل بند يلزم بإجراء انتخابات رئاسية جديدة إذا ما حل الرئيس البرلمان.

وركز إردوغان في المؤتمرات الانتخابية التي أقيمت مؤخرا على محاولة التهكم على زعيم الحزب العلماني الرئيسي في البلاد وهو كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري وعرض لقطات مصورة لأخطائه على أمل أن تعكس اتجاهات التصويت نفس ما شهدته الانتخابات العامة الأخيرة التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني 2015 عندما هيمن حزب العدالة والتنمية على الخريطة الانتخابية.

مثل تلك الأساليب الشعبوية لاقت ترحيبا صاخبا ممن يؤيدونه. لكنه قضى وقتا أقل في شرح تفاصيل التعديلات الدستورية المقترحة.

وقال مراد جزيجي مدير مؤسسة جزيجي لاستطلاعات الرأي "80 بالمئة من الناخبين في تركيا يصوتون وفقا للأيديولوجية. هذا يعني أنهم سيدلون بأصواتهم في هذا الاستفتاء دون معرفة مضمونه."

© Reuters. إردوغان يواجه أكبر اختبار له في استفتاء تاريخي

وقال في مكتبه في اسطنبول "إذا فاز معسكر ’نعم’ سيكتشفون فحسب ما الذي قالوا عليه نعم بالتجربة. وقتها فقط سيواجهون المشكلات."

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.