القدس، 20 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): قررت إسرائيل التعاون مع لجنة شكلها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لتتولى مهمة التحقيق حول الاضرار التي لحقت بمنشآت المنظمة الدولية خلال العملية العسكرية الاخيرة بغزة الصيف الماضي.
وأبلغت مصادر من وزارة الخارجية الإسرائيلية وكالة (إفي) بهذا القرار، مشيرة إلى أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، رون بروسور، سلم خطابا لبان كي مون يخطره فيه بهذا القرار.
وقال المصدر الرسمي الإسرائيلي: "لقد سلمنا رسالة أعلنا خلالها أننا سنتعاون مع لجنة التحقيق المعينة من جانب بان كي مون".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن الاسبوع الماضي عن تشكيل هذه اللجنة "الداخلية والمستقلة" التي ستحلل الأضرار الواقعة بمنشآت المنظمة الدولية، كما ستبحث الحالات التي وجدت بها أسلحة بتلك المراكز، وفقا لتل أبيب.
وتشير صحيفة (هآرتس) المحلية إلى ان إسرائيل وضعت شروطا من أجل التعاون في التحقيق.
وكانت لجنة شكلتها الأمم المتحدة قد حققت في عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية الإسرائيلية التي وقعت بقطاع غزة بين ديسمبر/كانون أول 2008 ويناير/كانون ثان 2009 ، وقد تعاونت إسرائيل حينها في التحقيقات.
وانتقدت تلك اللجنة إسرائيل بشدة واتهمتها بارتكاب جرائم حرب، إلى جانب إصدار توصيات محددة، وهو ما ترى الصحيفة الإسرائيلية انه قد يكون السبب وراء وضع تل أبيب لشروط هذه المرة.
ومن جانب آخر، رفضت إسرائيل التعاون مع لجنة أخرى شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة، لتحقق بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبت في غزة، معتبرة إياها "متحيزة".
وعن أسباب التعاون مع اللجنة التي شكلها بان كي مون، قال المصدر الإسرائيلي إنه "حين يتعلق الامر بلجنة موضوعية ومهنية، فإن إسرائيل ليس لديها اي مشكلة في التعاون".
وسيتجسد هذا التعاون في تقديم معلومات مفصلة حول كافة جوانب ما حدث في منشآت الأمم المتحدة التي لحقت بها أضرار خلال عملية "الجرف الصامد" الأخيرة التي وقعت بغزة، إلى جانب "وجود إرهابيين وأسلحة وصواريخ بهذه البنايات" بحسب الجانب الإسرائيلي.
وخلال 51 يوما امتد على مدارها النزاع العسكري الأخير بقطاع غزة، قتل أكثر من 2100 فلسطيني، أغلبهم من المدنيين، ودمر اكثر من 20 ألف مبنى.
ومن الجانب الإسرائيلي قتل 67 جنديا وستة مدنيين. (إفي)