💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

إيرانيون يخشون هجمات وعزلة اقتصادية مع تبني ترامب لنهج متشدد

تم النشر 03/02/2017, 21:23
محدث 03/02/2017, 21:30
© Reuters. إيرانيون يخشون هجمات وعزلة اقتصادية مع تبني ترامب لنهج متشدد
CL
-

من باريسا حفظي

أنقرة (رويترز) - كثير من الإيرانيين الذين حلموا بحياة هادئة ومريحة بعد التوصل لاتفاق نووي مع قوى عالمية في 2015 بدأوا يقلقون للمرة الأولى في عقود من أنهم قد يٌقصفون داخل منازلهم.

ومنذ توليه منصبه الشهر الماضي تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يكون صارما مع إيران وحذرها بعد التجربة الصاروخية التي أجرتها يوم الأحد من أنها تلعب بالنار وأن الولايات المتحدة تبقي جميع الخيارات على الطاولة.

ويقول محللون إن تلك الخيارات قد تتراوح من الدبلوماسية إلى العمل العسكري وإن بعض الإيرانيين الخائفين ربما أنهم يجهزون خططا للهرب كما فعلوا أثناء الحرب مع العراق التي استمرت ثماني سنوات وقصفت خلالها مقاتلات صدام حسين بلدات ومدنا إيرانية.

وقال قربان علي أزهري (65 عاما) وهو معلم متقاعد في مدينة كرمنشاه في غرب البلاد "أبلغت أولادي أن يجعلوا جوازات سفرهم جاهزة... إذا تعرضنا لهجوم من إسرائيل أو أمريكا يمكننا أن نهرب إلى تركيا بالسيارة لأن المطارات ستكون مغلقة."

وأضاف قائلا "كفانا ما لاقيناه. حرب ثماني سنوات.. صعوبات اقتصادية.. عقوبات ... لا استطيع أن أترك أحفادي يعيشون في خوف. ستراق الدماء."

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد وبضعة كيانات إيرانية في أعقاب التجربة الصاروخية الإيرانية بينما يعكف ترامب على وضع إستراتيجية أوسع لمواجهة ما يعتبره تصرفات إيرانية تزعزع الاستقرار.

وواصل الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي التنديد بالولايات المتحدة مشيرا إلى أن الخصومة بين البلدين منذ ثورة 1979 لن تنحسر بسبب الاتفاق النووي.

وقال هومايون بارخوردار (38 عاما) وهو موظف ببنك خاص ويعول طفلين "كنت أعتقد أن عزلة إيران السياسية والاقتصادية انتهت... لكن الآن أشعر بقلق عميق من ضربة عسكرية...لا أريد حربا مع أي دولة. أنا أحب بلدي. نريد فقط أن نعيش في سلام."

* خوف وولاء

وفي حين يقول خبراء إن الجانبين سيتوخيان الحذر لتفادي مواجهة عسكرية في منطقة الخليج الغنية بالنفط إلا أن تهديدات الولايات المتحدة بالرد على التجربة الصاروخية ورد فعل إيران المتحدي قد يؤديان إلى تصعيد خطير للتوترات.

وقال علي غارفيه في مدينة أصفهان في وسط إيران والتي قصفها العراق أثناء الحرب التي استمرت بين عامي 1980 و1988 "أنا أفكر في الانتقال إلى بلدة صغيرة... فالحياة هناك ستكون أرخص وأكثر آمانا من المدن الكبيرة التي قد تكون الأهداف الرئيسية إذا أرادت أمريكا مهاجمة إيران."

والعلاقات الأمريكية الإيرانية متوترة منذ الثورة التي أطاحت بالشاه الذي ساندته الولايات المتحدة وبعد أشهر قطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية عندما اقتحم طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أمريكيا رهائن لمدة 444 يوما.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة إيران بمحاولة إحكام قبضتها على الدول العربية من العراق إلى لبنان وسوريا واليمن واتهم ترامب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالتساهل مع طهران.

وبعد أيام من توليه السلطة حظر ترامب دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة من بينها إيران إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما. وقال مسؤولون في إيران إن طهران ستحد من إصدار تأشيرات الدخول للأمريكيين ردا على ذلك القرار.

وقالت فيروزة هينجام وهي مهندسة كمبيوتر في مدينة كاشان في وسط البلاد "أردت دائما أن يدرس طفلاي في أمريكا. لكن الحكومة الجديدة تنشر الكراهية تجاه الإيرانيين... يقولون كل الخيارات مطروحة. هذا يعني أن الهجوم على إيران من بين خياراتهم."

وبينما يخشى كثير من الإيرانيين تصعيدا مع الولايات المتحدة بنفس قدر قلقهم من الصعوبات الاقتصادية في الداخل فإنهم أيضا يظهرون الولاء والتحدي.

وقالت سميرة أعظم زادة (47 عاما) وهي مصففة شعر في مدينة رشت "إيران وطني أيا كان من يحكمونها. انظر إلى السوريين الذين تركوا بلدهم بسبب الحرب. إنهم يتعرضون للإذلال... لا أريد أن أكون مثلهم... ليس لدي مال للسفر إلى الخارج. أنا أم وحيدة لفتاتين في سن المراهقة."

* صعوبات اقتصادية

عانى الاقتصاد الإيراني بشدة من سنوات من العقوبات بسبب برنامجها النووي والانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ منتصف 2014.

وعلق الإيرانيون آمالهم على التقدم الاقتصادي في أعقاب الاتفاق النووي لكن بعد سنة من رفع العقوبات يتعافى الاقتصاد ببطء والصفقات مع المستثمرين الغربيين قليلة ومتباعدة.

والآن هم يخشون أن النهج العدائي الأمريكي والقيود على السفر سيجعلان المستثمرين الغربيين القلقين بالفعل يخافون أكثر من العودة للعمل مع طهران.

وقال أُميد صدر زاده الذي يملك مصنعا في كرج قرب العاصمة طهران "الوضع الاقتصادي سيزداد سوءا بسبب اللهجة الأمريكية المتشددة. إنها ستدفع المستثمرين الأجانب للابتعاد (عن إيران)."

وقال مسؤول إيراني بارز سابق إن نهج ترامب سيصب في صالح المحافظين النافذين في بلاده مثل الحرس الثوري الإيراني.

ويتحكم الحرس الثوري في البرنامج الصاروخي للبلاد وقال نائب قائده يوم الخميس إن لديه منشآت صاروخية سرية كثيرة مخبأة في الجبال.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "المحافظون الإيرانيون يريدون حربا. سيعزز ذلك من موقفهم في المؤسسة. هم يريدون أن تكون إيران منعزلة... سيفعلون كل ما بوسعهم لتعميق التوترات بين إيران وأمريكا من إطلاق الصواريخ إلى الإدلاء بتصريحات نارية."

ويقول محللون إن طهران قد ترد على أي ضربة عسكرية بهجمات كر وفر في الخليج وإغلاق مضيق هرمز وهو ممر مائي استراتيجي تمر فيه حوالي 40 بالمئة من صادرات الخليج النفطية.

© Reuters. إيرانيون يخشون هجمات وعزلة اقتصادية مع تبني ترامب لنهج متشدد

وحذرت السلطات الإيرانية عدوها اللدود إسرائيل والولايات المتحدة في السابق من أن رد طهران على أي ضربة عسكرية سيكون قاسيا وبعض الصواريخ الموجهة لدى إيران يصل مداها إلى إسرائيل.

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.