من مات سيجل
سيدني (رويترز) - فرضت السلطات الاسترالية يوم الإثنين حظرا على سفر مواطنيها إلى الموصل في شمال العراق في مسعى لمحاربة ما تصفه الحكومة بتطرف متنام بين الشبان الاستراليين المسلمين الذين شارك بعضهم في القتال ضمن جماعات متشددة بالخارج.
ويأتي الاعلان الذي صدر عن وزيرة الخارجية جولي بيشوب قبل هجوم مزمع ربما ينفذ في ابريل نيسان او مايو ايار لاستعادة الموصل تشارك فيه قوة عراقية تلقت تدريبات أمريكية وقوة كردية قوامهما بين 20 و25 ألف جندي.
وهذه هي ثاني مرة تلجأ فيها استراليا إلى سن قانون جديد صارم يحظر السفر لمناطق محددة في الخارج. وشمل الحظر الأول محافظة الرقة في سوريا وهي معقل أساسي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت بيشوب في بيان إن "الحكومة عازمة على وقف انضمام الاستراليين إلى الصراع الإرهابي في العراق وسوريا ودعم التنظيمات الإرهابية."
وفي الشهر الماضي قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها أرسلت عشرة آلاف بندقية أمريكية من طراز إم-16 وإمدادات عسكرية أخرى قيمتها نحو 17.9 مليون دولار للعراق في الوقت الذي مضت فيه القوات الأمريكية قدما في تدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الآونة الأخيرة ظهر متشددو الدولة الإسلامية في مقاطع فيديو وهم يدمرون آثارا قيمة من الموصل باستخدام المطارق والمثاقب على منحوتات وتماثيل عمرها ثلاثة آلاف عام.
وبموجب سلطات أمنية جديدة وصارمة نالها رئيس الوزراء المحافظ توني أبوت في أكتوبر تشرين الأول فيمكن أن يواجه المواطنون الأستراليون عقوبة السجن حتى عشر سنوات إذا سافروا خارج البلاد لمناطق تم حظر السفر إليها.
وكان التحرك في إطار حملة أوسع على ما يصفه أبوت بخطر متزايد من الاستراليين الذين تبنوا الفكر المتطرف أثناء القتال في الخارج مع جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية أو جماعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وفي سبتمبر أيلول طالبت الأمم المتحدة بأن تجرم كل الدول سفر المواطنين للخارج للقتال مع جماعات متشددة أو تجنيد وتمويل آخرين للقيام بذلك في رد فعل على صعود الدولة الإسلامية.
وقدر محللون أمنيون عدد المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا الذين سافروا من عشرات الدول في جميع أنحاء العالم بالآلاف.
وتشهد أستراليا حالة تأهب عالية من هجمات قد ينفذها إسلاميون متطرفون أو متشددون من أبناء أستراليا عائدون من القتال في الشرق الأوسط. وفي ديسمبر كانون الأول قتلت رهينتان ورجل دين متطرف سعى للتحالف مع الدولة الإسلامية خلال واقعة احتجاز رهائن في سيدني.
وحذر أبوت في الآونة الأخيرة من أن التوازن بين الحرية والأمن "قد يتغير". ويضغط رئيس الوزراء الأسترالي لتمرير قوانين مثيرة للجدل بشأن حفظ المعلومات يقول إنها ضرورية للتصدي للمخاطر الأمنية والجنائية.