من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - قالت اسرائيل يوم الاربعاء ان ايران استخدمت قاعدة بارشين العسكرية موقعا لاجراء تجارب سرية على تكنولوجيا يمكن ان تستخدم فقط في تفجير سلاح نووي.
واسرائيل ناقد حاد لمفاوضات القوى العالمية الست مع ايران بشأن تقليص برنامجها النووي وتشتبه في ان طهران تحاول فقط كسب الوقت لاتقان المعرفة النووية الحساسة وانها ستراوغ في شروط أي اتفاق نهائي.
وتقول الجمهورية الاسلامية ان المزاعم بأنها تسعى لامتلاك قدرات أسلحة نووية ملفقة ليس لها أساس. وتقول ان الترسانة النووية المفترضة لدى اسرائيل هي الخطر الذي يزعزع استقرار الشرق الاوسط.
وذكر بيان من وزير المخابرات الاسرائيلي يوفال شتاينتس صدر قبل يوم من كلمة الرئيس الايراني حسن روحاني في الجمعية العامة للامم المتحدة ان مصادر النيوترون الداخلي مثل اليورانيوم استخدمت في تجارب الانفجار الداخلي النووي في بارشين.
وجاء في بيانه ان اسرائيل استندت في معلوماتها الى "معلومات يعتمد عليها بدرجة عالية" دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.
ولم يذكر تواريخ محددة لمثل هذه التجارب واكتفى بالقول انها جرت أثناء ما وصفه بانشاء موقع تجارب أسلحة نووية في 2000-2001 في بارشين.
واشار ملحق لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2011 والذي ضم معلومات تم تلقيها من دول أعضاء الى ان ايران ربما أجرت مثل هذه التجارب المزعومة لكنه لم يحدد أين جرت.
وذكر البيان الاسرائيلي "من المهم تأكيد ان هذه الانواع من التجارب ليس لها تفسير (استخدام مزدوج) لان الغرض المحتمل الوحيد هو اشعال تفاعل متسلسل نووي في الاسلحة النووية."
ويمكن أن تطبق تكنولوجيا "الاستخدام المزدوج" والمواد والمعرفة الفنية في إنتاج الطاقة النووية للأغراض المدنية أو صنع القنابل النووية.
ومنعت ايران منذ فترة طويلة المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة من دخول قاعدة بارشين التي تقع خارج طهران حيث قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها تابعت عن طريق صور الاقمار الصناعية الانشاء المستمر والتجديدات.
ويعتقد مسؤولون غربيون ان ايران أجرت مرة تجارب تفجير في بارشين تتعلق بتطوير سلاح نووي وسعت الى "تطهير" المنشأة من الادلة منذ ذلك الحين.
وتقول ايران ان بارشين منشأة عسكرية تقليدية وان البرنامج النووي للبلاد مخصص لاغراض الطاقة السلمية فقط.
وتم التوصل الى اتفاق مؤقت بين ايران وكل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في جنيف في نوفمبر تشرين الثاني. لكن الجانبين لم يتمكنا من الالتزام بمهلة يوليو تموز للتوصل الى اتفاقية طويلة المدى ويواجهان الان مهلة جديدة تنتهي في 24 نوفمبر تشرين الثاني.
وجاء تدخل شتاينتس بشأن قضية تجارب بارشين على خلفية انتقادات اسرائيلية حادة للاستراتيجية التي تنتهجها القوى العالمية التي تسعى الى ازالة المخاطر التي يفرضها البرنامج النووي الايراني من خلال المفاوضات.
وفي مقابلة نشرت يوم الاربعاء في صحيفة (اسرائيل هايوم) قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه "قلق ... من مؤشرات على ان القوى ستوافق على قبول ايران دولة نووية مبتدئة".
وتقول اسرائيل انه من الافضل تشديد العقوبات الدولية العازلة ضد ايران وليس تخفيف بعضها مثلما تم في اطار الاتفاق المؤقت. وهددت اسرائيل ايضا بقصف المنشآت النووية لعدوها اللدود اذا خلصت الى ان المفاوضات عقيمة في نهاية الامر.
وكانت الوكالة نشرت تقريرا في عام 2011 أشارت فيه الى معلومات مخابرات تفيد بأن ايران لديها برنامج أبحاث للاسلحة النووية توقف في عام 2003 عندما تعرضت لضغوط دولية متزايدة. ولمحت معلومات المخابرات الى ان بعض الانشطة استؤنفت في وقت لاحق.
وأشار التقرير الى نحو 12 مجالا محددا قال انها تحتاج الى توضيح من بينها محفز للنيوترونات يمكن ان يستخدم في بدء انفجار ذري وتجارب تفجير في بارشين.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)