من توم مايلز
جنيف (رويترز) - قال تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن حكومة جنوب السودان انتهجت عام 2015 "سياسية الأرض المحروقة" عبر عمليات اغتصاب ونهب وقتل متعمدة للمدنيين أثناء الحرب الأهلية بالبلاد.
وذكر المكتب في بيان "يحوي التقرير روايات مروعة عن قتل مدنيين كان يشتبه في تأييدهم للمعارضة من بينهم أطفال ومعاقون دفنوا أحياء أو اختنقوا في حاويات أو أُطلق عليهم الرصاص أو شنقوا على أشجار أو قطعوا إربا."
وأشار التقرير إلى أن تفشي الاغتصاب "يشير إلى أن استخدامه في الصراع أصبح ممارسة مقبولة من جانب جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش الحكومة) والميليشيات المسلحة التابعة له."
وأضاف أن أفراد الجماعات المتحالفة مع الحكومة سُمح لهم باغتصاب نساء عوضا عن الأجر.
وبين أبريل نيسان وسبتمبر أيلول 2015 سجل تحقيق أجرته الأمم المتحدة أكثر من 1300 تقرير عن حوادث اغتصاب في ولاية الوحدة بجنوب السودان. وفي إحدى الحوادث ثار جدل بين الجنود هل يغتصبون طفلة عمرها ست سنوات أم لا وانتهى الأمر بقتلها بالرصاص.
وحتى النساء داخل المخيمات الخاضعة لحماية الأمم المتحدة كن عرضة للخطر لدى الخروج لإحضار طعام أو حطب الوقود.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن عدد حالات الاغتصاب الوارد في التقرير يعطي مجرد "لمحة عن العدد الإجمالي الحقيقي" وإن استخدام الاغتصاب كأداة من أدوات الحرب وبث الرعب كان بعيدا في أغلبه عن الرصد الدولي.
وأضاف في بيان "إن نطاق وأنماط العنف الجنسي -الذي ارتكبته أساسا قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والميليشيا العاملة معها- موصوفة بإسهاب وبتفصيل موجع باعتباره الاتجاه الأكثر شيوعا والمحسوب في نفس الوقت من جانب أناس ذبحوا مدنيين ودمروا ممتلكات وقطعوا أرزاقا."
وفي واحدة من حوادث كثيرة ورد أن القوات الحكومية أمسكت بما يصل إلى 60 من رعاة الماشية وأغلقت عليهم حاوية في مجمع كنيسة كاثوليكية ثم ماتوا جميعا مختنقين باستثناء واحد في غضون يومين.
وفي الاثني عشر شهرا حتى نوفمبر تشرين الثاني مات ما يقدر بنحو 10553 مدنيا في ولاية الوحدة بينهم 7165 بسبب أعمال عنف و829 غرقا. وجاء في التقرير أن أنماط القتل لم تكن عشوائية أو منفردة أو عارضة إنما بدا أنها متعمدة وممنهجة وعرقية.
وقال التقرير إن الأطراف على اختلافها ارتكبت فظائع يمكن أن تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية لكن القوات الحكومية كانت المسؤولة عن معظم هذه الوقائع في 2015. ولم تكن هناك مقاومة تذكر في ولاية الوحدة في 2015 مما ترك المدنيين تحت رحمة القوات الحكومية.
وبدأت الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر كانون الأول 2013 ما أوقع البلاد في الفوضى. وأوقعت الحرب عشرات الآلاف من القتلي وشردت أكثر من مليوني شخص ونشرت المجاعة بين 40 ألف شخص على الأقل.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)