💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الأمم المتحدة قلقة من زيادة الهدم الإسرائيلي لقرى البدو في الضفة الغربية

تم النشر 29/03/2016, 19:47
الأمم المتحدة قلقة من زيادة الهدم الإسرائيلي لقرى البدو في الضفة الغربية

من لوك بيكر

خربة طانا (الضفة الغربية) (رويترز) - عندما جاءت القوات الإسرائيلية في أوائل مارس آذار إلى هذه القرية البدوية الواقعة على سفح تل حجري في شمال الضفة الغربية المحتلة والمطلة على غور الأردن هدموا بالجرافات مدرسة تاركين 23 طفلا دون مكان يتعلمون فيه.

وتدخل الاتحاد الأوروبي ببناء فصل دراسي مؤقت ومبان أخرى سابقة التجهيز في إطار جهود لمساعدة نحو 40 أسرة بعضها مازال يقيم في كهوف لا تصلها المياه أو الكهرباء في جزء من الضفة الغربية خاضع تماما لسيطرة إسرائيل فيما يعرف بالمنطقة (ج).

ويعد أسبوعين قالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي عاد وهدم 17 منزلا و21 حظيرة للأغنام والماعز والدجاج وخمسة مراحيض خارجية.

وقال واصف حنني البالغ من العمر 61 عاما وهو أب لأربعة ويقيم في خربة طانا طول حياته ضاحكا "يهدم الإسرائيليون أسرع مما يبني الأوروبيون."

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه ببساطة ينفذ أحكاما قضائية ضد البناء غير المرخص الذي يمارسه الفلسطينيون في المنطقة (ج). ويرى دبلوماسيون أجانب ومنظمات مدافعة عن الحقوق إن ذلك جزء من خطوة أوسع نطاقا للاستيلاء على الأراضي من أجل توسعة محتملة لمستوطنات يهودية.

وعندما وصل الجيش الإسرائيلي إلى خربة طانا لأول مرة في فبراير شباط جاء بأمر محكمة وجرافتين. وقال إن القرية الواقعة على بعد كيلومترين من حدود المنطقة (ج) التي تغطي 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية قريبة من منطقة رماية عسكرية.

ويقول دبلوماسيون وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن هذا تبرير شائع يورده الجيش عندما يريد تنفيذ عمليات هدم وتهجير بالقوة للفلسطينيين من الأراضي. لكن ذلك لا ينطلي على مسؤولي الأمم المتحدة.

ويقول روبرت بيبر وهو مساعد للأمين العام للأمم المتحدة ومسؤول الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "إعلان أن المنطقة منطقة إطلاق نار مجرد تبرير."

وتقول الأمم المتحدة إنه منذ سبعينات القرن الماضي وبعد فترة وجيزة من احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حرب عام 1967 أغلق نحو خمس المنطقة لأغراض عسكرية رغم أنها لم تستخدم تقريبا للتدريب أو كمنطقة رماية.

وقال بيبر الذي زار خربة طانا يوم الاثنين ليرى بنفسه الدمار الذي لحق بها "نحن لا نصدق أن الجدل القانوني الذي نواجه به قوي."

وأضاف "حقوق الفلسطينيين في هذه المناطق يتم إنكارها بصراحة" مشيرا إلى أنه إلى جانب المعاناة التي يتعرضون لها بسبب الهدم شهدوا مصادرة ما كان لديهم من أمتعة منها سيارات في بعض الحالات كما شهدوا تدمير المساعدات التي كانت موجهة لمساعدتهم.

وفي حالات مماثلة سابقة قالت إسرائيل إن هذه القرى ليست كيانات مستقرة وإن البدو يشغلون فعليا أراضي غير مستغلة ويعيشون مؤقتا في الكهوف.

ولكن من الصعب تبرير ذلك في قرية خربة طانا. فالقرية تمتد عبر سفوح العديد من التلال الوعرة وبعض الكهوف سكنتها الأسر لأجيال وولد أحد السكان في ثلاثينات القرن الماضي. كما يوجد مسجد بُني في الحقبة العثمانية ولا يزال قائما في وسط القرية.

وقال بيبر في إشارة إلى المسجد ومنبع طبيعي للمياه على مقربة "هذا ليس مجتمعا ظهر بالأمس."

* مستوطنون على مقربة

ما يثير قلق مسؤولي الإغاثة الإنسانية أن خربة طانا ليست حالة فردية. ومنذ بداية العام هدمت القوات الإسرائيلية أو دمرت نحو 400 منزل ومبنى آخر في الضفة الغربية أي ما يزيد على حجم عمليات الهدم لعام 2015 بأكمله.

ولا يقتصر الأمر على تشريد الأطفال وحرمانهم من المدرسة لكنه يعني أيضا فقد مصدر الدخل للقرى المتضررة التي تعمل بالزراعة. وفي بعض الحالات هناك انتقادات حادة توجه للمساعدات الأجنبية. وقام الاتحاد الأوروبي وغيره من جهات الإغاثة بإعادة بناء العديد من المباني المهدمة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن معدل الهدم الحالي من ضمن أعلى معدلات الهدم منذ عام 2009. والسؤال المطروح "لماذا الآن؟"

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ حكما قضائيا يتعلق بالبناء بدون ترخيص في المنطقة (ج).

ويرى دبلوماسيون اتجاها مقلقا طويل المدى.

وعلى التلال الوعرة حول خربة طانا توجد بؤر استيطانية إسرائيلية وبنايات سابقة التجهيز يقطنها مستوطنون إسرائيليون. وحتى الحكومة الإسرائيلية نفسها لا تعتبر هذه البؤر شرعية.

ويوجد نحو 100 موقع استيطاني في الضفة الغربية قالت إسرائيل إنها ستزيلها في أي اتفاق مع الفلسطينيين بشأن حل الدولتين. وفي ظل غياب المفاوضات تتزايد هذه المواقع وتصبح أكثر قوة واتساعا. وفي السابق كان بعضها متصلا بكتل استيطانية مقامة بتصريح من إسرائيل.

وعرض مسؤول في الأمم المتحدة خريطة للمنطقة حول خربة طانا وبها البؤر الاستيطانية غير الشرعية باللون القرمزي. وتبدو بوضوح منتشرة في المنطقة بأكملها بوتيرة متزايدة الاتساع ببطء نحو وادي الأردن.

(إعداد لبنى صبري وحسن عمار للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.