من ستيفاني نبهاي وتوم مايلز
جنيف (رويترز) - قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن لديها تقارير تفيد بأن قوات الحكومة السورية وجماعات عراقية مسلحة متحالفة معها قتلت عمدا بالرصاص عشرات الرجال والنساء والأطفال في شرق حلب وحذرت من احتمال وقوع نفس "المذبحة" في مكان آخر.
ونقل مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة عن تقارير أن 82 شخصا على الأقل قتلوا في الشوارع خلال فرارهم أو في منازلهم في أربعة أحياء خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين في بيان "سحق حلب والأثر المروع البالغ على شعبها وسفك الدماء والمذابح الوحشية للرجال والنساء والأطفال والدمار - ونحن لم نقترب بأي حال من نهاية لهذا الصراع الوحشي."
وقال مصدر عسكري سوري يوم الثلاثاء إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على جميع أحياء مدينة حلب التي انسحب منها مقاتلو المعارضة.
وقال زيد إنه يجب على سوريا أن تسمح بمراقبة معاملتها للفارين من شرق حلب بمن فيهم المعتقلون.
وقال في إشارة إلى بلدات تسيطر عليها المعارضة "ما يحدث في حلب يمكن أن يتكرر في دوما وفي الرقة وفي إدلب. يجب ألا نسمح لهذا بأن يستمر."
وعبر روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلق بالغ من وقوع عمليات انتقام بحق آلاف المدنيين الذين يعتقد أنهم ما زالوا يتحصنون في "زاوية من الجحيم" تقل مساحتها عن كيلومتر مربع وتسيطر عليها المعارضة. وأضاف أن سقوطها بات وشيكا.
وأضاف كولفيل في إفادة صحفية محددا بالاسم حركة النجباء العراقية باعتبارها ضمن الجماعات التي تردد مشاركتها في القتل "تلقينا حتى مساء أمس (الاثنين) تقارير عن قيام قوات موالية للحكومة بقتل 82 مدنيا على الأقل بينهم 11 امرأة و13 طفلا في أربعة أحياء مختلفة-بستان القصر والفردوس والكلاسة والصالحين."
وتابع "التقارير التي لدينا عن أشخاص جرى إطلاق الرصاص عليهم في الشارع وهم يحاولون الفرار وأشخاص أطلق عليهم الرصاص في منازلهم." وأضاف أنه قد يكون هناك "كثيرون" غيرهم.
* مطالب بعمليات مراقبة
قال كولفيل "إن السبيل الوحيد لتبديد الهواجس والشكوك في وقوع جرائم جماعية سواء داخل حلب أو فيما يتعلق ببعض الذين فروا منها أو ألقي القبض عليهم سواء من المقاتلين أو المدنيين هو أن تكون هناك مراقبة من جانب هيئات خارجية مثل الأمم المتحدة."
ودعت فرنسا يوم الثلاثاء الأمم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب وحذرت روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال "انتقام وترويع" تقع في المدينة السورية.
وقال كولفيل إن إجراءات الفحص التي يخضع لها الخارجون من حلب على أيدي القوات السورية ينبغي أن تخضع هي نفسها للمراقبة.
وقال في وقت لاحق للصحفيين "ينبغي وجود مراقبة دولية للموقف من أجل تبديد المخاوف من وقوع أسوأ الأمور- إعدامات ميدانية وتعذيب وغيرها."
وقال ينس لايركه المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن الأمر يبدو "انهيارا كاملا للإنسانية" في حلب.
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)