من الكسندر فاسوفيتش
يناكييف (أوكرانيا) (رويترز) - تساقطت صواريخ الانفصاليين عبر التلال في شرق اوكرانيا يوم الاثنين مع قصف المتمردين مواقع القوات الحكومية التي تسيطر على مركز استراتيجي لحركة القطارات في حين مضى كلا الجانبين في تعبئة مزيد من القوات للقتال.
وقال جيش كييف إن خمسة جنود أوكرانيين قتلوا في الاشتباكات في حين قالت السلطات البلدية في مدينة دونيتسك الكبيرة التي يسيطر عليها الانفصاليون إن 15 مدنيا قتلوا في مطلع الاسبوع بسبب القصف في تصعيد للعنف عقب انهيار محاولة أخرى للتوصل إلى حل من خلال محادثات سلام.
وأثارت المحادثات بين أوكرانيا وروسيا ومسؤولي الانفصاليين في مينسك عاصمة روسيا البيضاء الآمال في التوصل لوقف جديد لاطلاق النار لوضع حد للعنف في صراع قتل أكثر من خمسة آلاف شخص. لكن المحادثات انهارت دون تقدم مع تبادل أوكرانيا والانفصاليين الاتهامات بتخريب الاجتماع.
وتردد دوي القصف المدفعي وقذائف المورتر في أنحاء دونيتسك طوال الليل ودمر العديد من المنازل وقتل مدني واحد على الأقل يوم الاثنين.
لكن الانفصاليين واصلوا الهجمات على ديبالتسيف وهي مركز استراتيجي لحركة القطارات شمال شرقي دونيتسك في محاولة لطرد قوات الحكومة من هناك.
وتعرضت مشارف يناكييف وفولجيرسك وهما على الطريق السريع إلى ديبالتسيف لقصف مدفعي عنيف مع استهداف الانفصاليين لمواقع القوات الأوكرانية في المنطقة.
وفي وقت ما أطلقت زخة بها حوالي 30 صاروخا من مواقع المتمردين لتمرق فوق التلال المحيطة تجاه ديبالتسيف. وتلتها بعد 15 دقيقة نيران من القوات الحكومية في الاتجاه المعاكس.
وقال المتحدث العسكري اندريه لوسينكو للصحفيين إن "أصعب وضع موجود حول ديبالتسيف حيث التشكيلات المسلحة غير الشرعية تواصل اقتحام مواقع الجيش الأوكراني." لكنه قال إن القوات الأوكرانية في البلدة كافية للحفاظ عليها ونفى أن قوات الحكومة طوقت.
*تعبئة عامة
وأعلن الانفصاليون في تحد خطة للتعبئة العامة قالوا انها ستزيد قواتهم القتالية إلى 100 ألف رجل. ويقول الغرب إن روسيا تسلح الانفصاليين ويدعمهم عدة آلاف من القوات الروسية.
وتمضي كييف نفسها قدما في موجة رابعة من الاستدعاء العسكري بهدف زيادة جيشها بحوالي 50 ألف رجل.
وتدعم القوى الغربية موقف كييف بأن اتفاق سلام أبرم في سبتمبر أيلول الماضي هو خارطة الطريق المجدية الوحيدة لانهاء الصراع. ويتضمن الاتفاق وقفا لاطلاق النار والتزاما بسحب المقاتلين الأجانب والمعدات العسكرية الأجنبية من اوكرانيا.
لكن الانفصاليين الذين أعلنوا من جانبهم قيام "جمهوريتين شعبيتين" وحققوا العديد من النجاحات العسكرية منذ ذلك الحين ومنها انتزاع مطار دونيتسك من القوات الحكومية يبدون الآن راغبين في التفاوض حول اتفاق جديد.
ووجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل نداء للعودة إلى وقف إطلاق النار في اوكرانيا بصورة عاجلة بموجب بنود اتفاق مينسك وقالت إن المانيا لن تدعم القوات العسكرية لكييف من خلال شحنات أسلحة.
لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت يوم الاحد أن ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنظر في تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة ومعدات دفاعية في مواجهة هجوم الانفصاليين.
واندلع تمرد الانفصاليين في ابريل نيسان الماضي بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من اوكرانيا ردا على اطاحة احتجاجات شوارع في كييف برئيس تدعمه موسكو ومجيء حكومة ملتزمة بالاندماج مع أوروبا.
وتنفي موسكو أن لها أي قوات نظامية في أوكرانيا رغم ما يقول الغرب وكييف إنه دليل لا جدال فيه.