أنقرة، 28 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): رفض بابا الفاتيكان فرانسيس اليوم "الرد العسكري البحت" على الإرهاب في سوريا والعراق، لكنه أشار في خطابه أمام سلطات تركيا التي يقوم بزيارتها، إلى أنه "من الواجب وقف المعتدي الظالم".
وقال البابا "أؤكد أنه من الواجب وقف المعتدي الظالم، لكن مع احترام دائم للقانون الدولي، وأريد أن أذكر أيضا بأننا لا يمكننا الثقة في حل المشكلة بالرد العسكري البحت".
وأشار إلى أن في سوريا والعراق، حيث أعلن تنظيم الدولة الإسلامية إقامة دولة خلافة إسلامية "لم يعط العنف الإرهابي مؤشرات على التراجع"، وأن في كلا الحالتين "يلاحظ انتهاك القوانين الإنسانية الأساسية".
جاءت تصريحات البابا أمام الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الذي استقبله في القصر الرئاسي بأنقرة، في أولى محطاته بالزيارة التي ستحمله غدا السبت إلى اسطنبول.
وأوضح البابا أن تركيا التي تستضيف لاجئين قادمين من هاتين الدولتين "متضررة بشكل مباشر من آثار هذا الوضع المأساوي داخل حدودها وأن المجتمع الدولي عليه التزام أخلاقي بمساعدتها".
وقال "لا يمكننا البقاء في حالة لا مبالاة جراء ما سببته هذه المآسي"، مطالبا بـ"جهد أكبر مشترك" لتحقيق "سلام دائم" قائم على الثقة المشتركة، وتخصيص موارد "ليس للأسلحة ولكن للحروب الحقيقية الجديرة بالرجل".
وأشار في هذا الصدد إلى الحرب ضد "الجوع والمرض، ولصالح التنمية المستدامة وحماية الخلق، وإنقاذه من أشكال مختلفة للفقر والتهميش".
وندد البابا "بحدوث واستمرار حدوث ملاحقات خطيرة ضد جماعات أقلية، وبخاصة المسيحيين والايزيديين" في الاراضي السورية والعراقية.
وقال إن "آلاف الأشخاص اضطروا لترك منازلهم ووطنهم حتى ينجوا بحياتهم ويظلوا اوفياء لمعتقداتهم".
وفي رسالة للسطات التركية، دافع عن "الحوار بين الاديان والتبادل الثقافي"، "لعزل جميع أشكال التشدد والارهاب، الذي يهين بشدة كرامة جميع الرجال ويحول الدين لأداة".
من جانبه، ندد أردوغان بتزايد كراهية الاسلام في الغرب والأحكام المسبقة بين المسيحيين والمسلمين.
وقال اردوغان أمام ضيفه "نرى بحزن أن الأحكام المسبقة بين البعض والاخر تزيد في العالم الاسلامي والمسيحي. في الغرب تتمدد العنصرية وكراهية الاسلام والتمييز".
وأضاف "في الدول الغربية يتزايد عدم التسامح ضد المسلمين".
وتابع أن "المواقف الغربية التي ستساوى الاسلام بالارهاب تضر بملايين المسلمين".
وأردف "الناس اليائسة تقع في أحضان المنظمات الإرهابية. الدولة الاسلامية والقاعدة وبوكو حرام هي نتيجة لسياسات خاطئة، والناس اليائسة معرضة لتلاعباتهم".
وقال إن "كل العالم يعرف ويتحدث عن الدولة الإسلامية، ولكنه لا يرى المجزرة بحق 300 ألف شخص في سوريا، ذات السبعة ملايين لاجئ، ودولة الرعب الموجودة هناك، والشخص الموجود خلف ذلك. فقط يجري الحديث عمن سيخلفه حال رحيله"، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن "المجتمع الدولي لا يولي اهتماما بالعنف في غزة والهجمات على مسجد قبة الصخرة في القدس. لا يولي اهتماما كافيا برعب حزب العمال الكردستاني الذي قتل 50 ألف شخص طوال 30 عاما في تركيا. لا يولي اهتماما كافيا لبعض الأنظمة الديكتاتورية".
وتابع "علينا العمل معا لتقديم حل ضد العنصرية والتمييز وخطاب الكراهية".
وأشار الرئيس التركي إلى مبادرة تحالف الحضارات (التي اقترحها بشكل مشترك مع رئيس الحكومة الاسباني السابق خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو)، مؤكدا أنه مقترح "مهم"، ويجب "تطويره".(إفي)