💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

البقاء على قيد الحياة على الخط الأمامي في معارك الشوارع بالموصل

تم النشر 09/03/2017, 12:58
محدث 09/03/2017, 13:00
© Reuters. البقاء على قيد الحياة على الخط الأمامي في معارك الشوارع بالموصل

من جون دافيسون

الموصل (العراق) (رويترز) - جلس محمد فتحي هادئا على كرسيه البلاستيكي وأصابعه تدير حبات المسبحة عندما انطلقت نيران مدفع رشاش من بيت مجاور ومرت رصاصات فوق رأسه بينما كانت طائرات هليكوبتر تطلق نيرانها على أهداف قريبة في غرب الموصل.

نظر فتحي (70 عاما) الذي له من الأحفاد عشرة نظرة ارتياح. ففي اليوم السابق اقترب منه الموت أكثر من ذلك بكثير.

ويروي فتحي كيف استخدم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الطابق العلوي من بيته لإطلاق النيران من بنادق القنص والمدافع الرشاشة على القوات العراقية المتقدمة بينما كانت أسرته وغيرهم ممن أخرجتهم الحرب من ديارهم يقبعون في الطابق السفلي.

ولو أن مقاتلي التنظيم صمدوا بضع دقائق أخرى لكانت غارة جوية قد هدمت البيت على رؤوس من فيه.

وقال فتحي "الحمد لله تراجعوا من هنا ووصلت القوات لتجدنا وحدنا."

وأضاف "أحد الجنود قال لنا إنهم كانوا سيطلبون ضربة جوية بعد خمس دقائق لأن المقاومة كان مصدرها بيتنا."

دار فتحي حول بيته وهو يعرج وعلى رأسه غطاء باللونين الأحمر والأبيض ليشير إلى الدمار الذي أحدثه مقاتلو التنظيم بالبيت. فقد حطموا خزانة ملابس لاستخدامها كمتراس وإسناد بنادقهم عليها كما قلبوا سلة للوقوف عليها أثناء إطلاق النار على القوات المعادية.

وقال إن بعض المقاتلين كانوا يتحدثون باللغة الروسية وإنهم غادروا مواقعهم في الحمامات بالطابق العلوي وتراجعوا عبر البيت المجاور من خلال فتحات أحدثوها في الجدران.

وأضاف مستخدما اسما شائعا للتنظيم "عندما وصل الجنود لم نكن متأكدين مما إذا كان داعش ما زالوا هناك. ابني ذهب للتأكد وكانوا قد رحلوا."

دخلت قوات مكافحة الشغب البيت قرب الغروب يوم الاثنين. ويوم الثلاثاء كانت عربات مدرعة ترابط أمام البيت أو تطلق النيران من مبان مجاورة على مواقع التنظيم على امتداد الخط الأمامي المتغير.

وشهد القتال لإخراج التنظيم من الشطر الغربي من الموصل آخر معاقل التنظيم الكبرى في العراق معارك في الشوارع تقدمت فيها القوات العراقية من بيت لبيت في اقترابها من أكثر المناطق كثافة سكانية في المدينة.

* مواقع قتالية

بيت فتحي واحد من بيوت كثيرة استخدمها مقاتلو الدولة الإسلامية كمواقع قتالية أثناء انسحابهم نحو وسط المدينة محتمين بالسكان المدنيين البالغ عددهم 750 ألفا في غرب الموصل.

وكانت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة استعادت السيطرة على شرق الموصل في يناير كانون الثاني وهاجمت أحياء على الضفة الغربية من نهر دجلة في 19 فبراير شباط.

وفي بعض الأحيان تباطأ تقدم القوات سعيا لتفادي وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين بينما كان مقاتلو التنظيم يستخدمون السيارات الملغومة والقناصة.

قال العريف مروان هاشم من قوات مكافحة الإرهاب الذي يرابط في البيت المجاور لبيت فتحي "داعش يتراجعون بيتا بيتا كما يستخدمون الأنفاق التي حفروها للهرب."

وأضاف "يتخذون لهم مواقع على أسطح البيوت لإطلاق النار."

واستخدمت قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية التي لحقت بالجنود يوم الثلاثاء الفتحات التي أحدثها المتشددون للتنقل وتجمع أفرادها في فناء البيت لتخطيط الهجوم التالي.

وقال أفراد في وحدة هاشم إنهم واثقون أن حي المنصور في الموصل سيسقط في غضون ساعات. غير أن مقاتلي التنظيم يبدون مقاومة عنيفة.

وأجفل جندي مدفعية من قوات مكافحة الشغب كان يقف عرضا في مدخل البيت المشرف على الخط الأمامي وتراجع بسرعة بينما أصاب صاروخ مبنى قريبا.

وسرت في الهواء رائحة غاز نفاذة لبضع دقائق ووضع هاشم كمامة طبية على فمه. وسبق اتهام التنظيم باستخدام أسلحة كيماوية في العراق وسوريا ما أدى إلى إصابة مدنيين.

لم يصب أي من أقارب فتحي بسوء خلال الأيام التي حارب فيها مقاتلو التنظيم من بيت الأسرة. وكان فتحي يؤوي بضع عشرات من الناس الذين فروا من بيوتهم في المنطقة.

وتراكمت على الأرض أكوام من الأحذية خارج الغرف السفلية حيث كان حوالي 30 رجلا وامرأة وطفلا من المنطقة يعيشون وهم لا يدرون ما إذا كان من الأمان العودة إلى بيوتهم.

© Reuters. البقاء على قيد الحياة على الخط الأمامي في معارك الشوارع بالموصل

قال فتحي وقد بدا عليه الابتهاج لأن بيته من البيوت التي لم يصبها سوء "كلنا ظللنا داخل الغرف أثناء وجود مقاتلي داعش هنا. كنا نأكل ونشرب وننام ونصلي هنا."

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.