من إيملي ويثر
الموصل (رويترز) - يدور دب داخل قفص تنبعث منه رائحة كريهة بجوار بيت أسد يتضور جوعا .. كان الاثنان كل ما تبقى من الحيوانات في حديقة الموصل إذا ترقد إلى جوارهما لبؤة نفقت من الجوع.
ومثل كثير من المناطق بمدينة الموصل دمرت الحديقة التي كانت تنعم بالهدوء في الماضي بعد شهور من القتال بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ومنذ زحف الجيش العراقي باتجاه الموصل اتخذ التنظيم حديقة نور التي كانت موطنا لمجموعة من الحيوانات منصة لشن الهجمات على الجنود العراقيين.
وقال أبو عمر مالك الحديقة الذي اكتفى بالكشف عن كنيته "عندما استعرت الاشتباكات أصبح من المستحيل على الحارس والمدرب الوصول لها."
كان بعض الجيران يطعمون الحيوانات لكن مع احتدام القتال لزموا منازلهم. ونفقت بعض الحيوانات من الجوع وفر بعضها أو قتلت في الاشتباكات.
وأحضر متطوعون أرسلتهم المنظمة الكردية لحماية حقوق الحيوان أول كميات كافية من الغذاء للحديقة في نحو شهر.
وقال سكان بالمنطقة لرويترز إنهم كانوا يحضرون ما تبقى من طعامهم إلى الحيوانات لكن لم يكن ذلك كافيا في مدينة يعاني فيها البشر من أجل البقاء.
وكانت تحتوي الحديقة على أربعة أسود وعندما نفق اثنان تغذى الآخران عليهما وسط الفوضى.
وأصابت قذيفة أحد الأقفاص وفرت القردة مسببة فوضى بين السكان.
وقالت فاتن عمار التي تقيم قرب الحديقة "كانت القردة تقفز على المنازل وتخيف الأطفال وتسرق الفواكه. البط وغيرها من الطيور كانت تفر والحي بأكمله اضطر للركض خلفها للإمساك بها."
وتقع الحديقة في القطاع الشرقي من الموصل الذي سيطرت عليه القوات العراقية مؤخرا.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)