من جاريث جونز وبافيل بوليتيوك
كييف (رويترز) - قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يوم الجمعة إن حل الأزمة في بلاده لن يكون عسكريا وعبر عن أمله في استمرار صمود وقف إطلاق نار "هش للغاية" في شرق البلاد بما يسمح له بالتركيز على إعادة بناء اقتصاد البلاد المدمر.
وأضاف بوروشينكو أن الحزمة الجديدة من عقوبات الاتحاد الاوروبي على روسيا تؤكد التضامن الغربي مع كييف وتمهد الطريق لإقرار البرلمانين الأوكراني والأوروبي اتفاقية لترسيخ علاقات اقتصادية وسياسية أكثر متانة في 16 سبتمبر أيلول.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينفي الاتهامات الغربية والأوكرانية بأنه يؤجج الصراع إن العقوبات الجديدة تهدف إلى عرقلة عملية السلام. ووسعت واشنطن أيضا نطاق عقوباتها يوم الجمعة.
وتحارب القوات الأوكرانية انفصاليين موالين لروسيا في شرق البلاد منذ خمسة أشهر في صراع قتل فيه اكثر من ثلاثة آلاف شخص.
ويطبق الطرفان اتفاقا لوقف اطلاق النار منذ الجمعة الماضي على الرغم من انتهاكات متفرقة.
وقال بوروشينكو لاعضاء في البرلمانين الأوكراني والأوروبي ورجال أعمال في مؤتمر يالطا السنوي للاستراتيجيات الأوروبية "لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة."
وعقد المؤتمر في كييف عوضا عن يالطا بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس آذار الماضي.
وأضاف بوروشينكو "آمل أن تستكمل عملية السلام الهشة للغاية ولكن الفعالة التي بدأت منذ أسبوع على وجه التحديد من أجل سلام وأمن دائمين في القارة."
وذكر بوروشينكو ان "اتفاقية التعاون" بشأن توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والمقرر أن تتم الموافقة عليها الاسبوع المقبل توفر خارطة طريق لإصلاحات قال إنها ستمثل أولوية بعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 26 أكتوبر تشرين الأول بشرط صمود السلام في الشرق. لكنه شدد على أن الأمن القومي يجب أن يأتي في المقام الأول.
وتابع قوله "المستثمرون سيأتون عندما يشعرون بالأمان في هذا البلد. ولهذا السبب نعكف على إصلاح النظام الأمني والجيش اللذين يفتقران للكفاءة بالإضافة لنظامنا القضائي. إذا لم نصلح هذه القطاعات حتى بعد الحرب فلن يأتي المستثمرون."
وأضاف الرئيس الملياردير ورجل الأعمال السابق الذي كان يلقب بملك الشوكولاتة بسبب عمله في مجال الحلويات "أعرف بشكل شخصي كيف يمكن أن تكون الدولة ضارة بمناخ الاستثمار."
وقال المتحدث العسكري الأوكراني أندريه ليسينكو مستشهدا ببيانات الحكومة إن الصراع في شرق أوكرانيا تكلف حتى الآن نحو مليار دولار. وقال مسؤول آخر في الحكومة إن ما لا يقل عن 270 ألف شخص تشردوا بسبب الحرب.
* تبادل السجناء
وساد الهدوء بشكل واسع شرق أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية وتراجعت تدريجيا حدة التوتر التي تلت بدء تطبيق وقف اطلاق النار.
وليل الخميس تبادلت القوات الأوكرانية مع الانفصاليين 37 أسير حرب من كل جانب في موقع في شمال مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون.
ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن أندريه بورجين نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية -التي اعلنهاالانفصاليون من جانب واحد- قوله إن تبادل مجموعة أخرى من الأسرى سيتم يوم الأحد المقبل.
لكن بورجين كرر أيضا موقف الانفصاليين بأن الأقاليم التي سيطروا عليها لن تعاود التوحد مع أوكرانيا.
وقال لرويترز "لن نكون جزءا من أوكرانيا متحدة... يمكننا أن نحافظ على نموذج اقتصادي ما يسمح لنا بعدم قطع العلاقة مع باقي أوكرانيا أو الاحتفاظ ببعض الروابط الاجتماعية والثقافية... لقد نلنا هذا الحق بدمائنا."
وقال بوروشينكو إن كييف قد تمنحهم قدرا من الحكم الذاتي.
وقال خلال المؤتمر في كييف "لكي نحافظ على البلاد موحدة ينبغي أن يكون هناك قدر من اللامركزية في السلطة ...القضايا المهمة من الأمن والسياسة الخارجية والتنمية الاستراتيجية ينبغي أن تكون في يد السلطة المركزية."
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)