بيروت (رويترز) - أصبح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أول وزير أجنبي يلتقي بالرئيس اللبناني الجديد ميشال عون في خطوة تسلط الضوء على الصراع الذي تخوضه إيران مع منافستها الإقليمية السعودية لضمان نفوذ لها في بيروت.
وانتخب عون الزعيم المسيحي البارز والحليف المقرب من حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة المدعومة من إيران رئيسا في الأسبوع الماضي.
وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل إن انتخابات الرئاسة اللبنانية ينبغي أن تكون مثلا يحتذى للدول الأخرى المضطربة سياسيا في المنطقة.
وقال ظريف "الشعب اللبناني أظهر أن من الممكن التوصل إلى حل مقبول من الجميع... أو ما نصفه بوضع يربح فيه الجميع."
وكان عون التقى في وقت سابق يوم الاثنين مع مبعوث من الرئيس السوري بشار الأسد.
وتدعم السعودية وإيران أطرافا متعارضة في كل من اليمن والعراق والبحرين. وقطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في وقت سابق هذا العام بعدما أعدمت الرياض رجل دين شيعيا وهو ما أعقبه هجوم لمحتجين على سفارتها في طهران.
وقال ظريف "نأمل أن يدرك الآخرون هذا أيضا: أنه لا يوجد سوى حل سياسي للأزمات في سوريا والعراق واليمن لكن مع مواصلة الحرب ضد الإرهاب."
وقال ظريف الذي يرافقه في زيارته على مدى يومين وفد اقتصادي وسياسي رفيع المستوى إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع لبنان.
وانتخب البرلمان اللبناني عون رئيسا يوم الاثنين الماضي منهيا بذلك 29 شهرا من الفراغ في سدة الرئاسة تلاه تكليف الزعيم السني سعد الحريري بتشكيل الحكومة.
واعتبر الفراغ الرئاسي مؤشرا على الصراع السياسي الكامن بين الأطراف السياسة في لبنان الذي زادته الحرب الأهلية في سوريا سوءا مما أصاب صناعة القرار والتنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية بالشلل وأثار المخاوف على استقرار البلاد.
وسلطت الصفقة التي أتت بعون إلى سدة الرئاسة الضوء على الدور المتعاظم لحزب الله في لبنان في مقابل تراجع دور السعودية الداعمة الرئيسية للحريري والتي تركز جهودها حاليا على مواجهة النفوذ الإيراني في مناطق أخرى في المنطقة.
وقال ظريف إنه سيلتقي مع الحريري يوم الثلاثاء.
وأضاف في المؤتمر الصحفي المشترك "خلال اللقاء الذي سيجمعني بدولة رئيس الحكومة المكلف الشيخ سعد الحريري سأؤكد له مرة أخرى على النية الصادقة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التعاون مع الشعب اللبناني بكل أطيافه وطوائفه."
ونقل المبعوث السوري منصور عزام وزير شؤون الرئاسة السورية تهنئة الأسد لعون بانتخابه رئيسا للبنان معبرا عن أمله في أن يكون "العهد الجديد.. فيه الخير والاستقرار والأمن للبلد الشقيق لبنان والذي يعكس بدوره استقرار المنطقة واستقرارنا حتى في سوريا."
وأضاف عزام أنّه "لم تكن هناك صفحة قديمة كي تكون هنالك صفحة جديدة. هي صفحة مستمرة في علاقات متواصلة ومتوازنة. والعنوان الرئيسي لها هو المصلحة المشتركة للبلدين والأمن والاستقرار."
وجاءت لقاءات عون مع المبعوثين الإيراني والسوري في الوقت الذي اعتبر فيه الحريري أن العهد الجديد يمثل فرصة لإحياء العلاقات مع دول الخليج.
وقال الحريري "إن تولي فخامة العماد ميشال عون سدة رئاسة الجمهورية والحكومة العتيدة الجاري تشكيلها يمثلان فرصة لتجديد التأكيد على هوية لبنان العربية ولإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي."
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)