من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) - وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مواطنيه يوم الاثنين بمزيد من فرص العمل في محاولة لإثنائهم عن رحلات الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر والتي أودت إحداها الأسبوع الماضي بحياة أكثر من 160 شخصا أغلبهم مصريون.
وانتشلت خمس جثث يوم الأحد ليرتفع عدد الغرقى إلى 169 بينما نجا عدد مماثل في الحادث الذي وقع يوم الأربعاء عندما غمرت المياه قاربا تكدس فيه مئات المهاجرين غير الشرعيين قبالة قرية برج رشيد في محافظة البحيرة الساحلية المصرية.
وفي البدء قالت مصادر أمنية ووكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن القارب كان يحمل نحو 600 شخص وهو ما يشير إلى أن مئات آخرين ما زالوا مفقودين في مياه البحر المتوسط لكن ناجين قدروا عدد من كانوا في القارب بما يقارب 400.
وقال ناجون وأسرهم إن الفقر والبطالة دفعا آلاف المصريين لركوب قوارب متهالكة بأعداد غفيرة في محاولة للوصول إلى أوروبا خاصة أن الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد لا ينبئ بتحسن سريع في مستوى المعيشة.
وخلال أشهر الصيف التي يكون فيها الطقس مواتيا يحاول كثير من الناس عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا من الساحل الأفريقي خاصة من ليبيا حيث يعمل مهربو البشر بحصانة من العقاب نسبيا.
لكن آخرين ينطلقون من سواحل مصر أيضا خاصة في وقت يتردى فيه الوضع الأمني في ليبيا.
وقال السيسي في حفل افتتاح مشروع إسكاني لفقراء بمدينة الإسكندرية الساحلية مشيرا إلى مشروعات تنمية يقود الجيش تنفيذها "الحقيقة مفيش عندنا مبرر أبدا ولا عذر... انه يسقط مننا ضحايا زي ما سقط كدا.. أكثر من 160 إنسان من مصر ومن برا مصر.. ودا أمر الحقيقة لا بد... ان احنا نتصدى ليه بكل بقوة."
لكنه أضاف أن مصر لا يمكنها منع الهجرة غير الشرعية بالكامل موضحا "إحنا بنتكلم على تقريبا حدود برية وبحرية ما يقرب من 5000 كيلو(متر) أو أكتر.
"وبالتالي الجهد المطلوب عشان نؤمن هذه الحدود ونمنع تهريب (البشر) عبر الحدود سواء كان من خارج الحدود المصرية أو من داخل مصر للخارج دا جهد ضخم جدا جدا ومش ممكن أبدا الدولة تقدر تحكمه يعني بنسبة 100 في المية."
وطالب المواطنين المصريين بدعم جهد الدولة للحد من الهجرة غير الشرعية "لأن المسألة دى مش حينفع فقط ان الدولة تقوم بجهد فيها."
وطالب السيسي المصريين بالبقاء في بلادهم قائلا إن محافظة كفر الشيخ التي تجاور البحيرة والتي انطلق منها القارب المنكوب يجري تنفيذ مشاريع سمكية وصناعية فيها تقترب من الاكتمال مضيفا أن تلك المشاريع ستفتح أبواب العمل أمام العاطلين.
وكفر الشيخ مركز للهجرة غير الشرعية لمصريين وعرب وأجانب منذ سنوات.
وقال السيسي "هو فيه أمل ولا مفيش أمل؟ لا.. فيه أمل. وأنا حاتكلم تحديدا عن المنطقة اللي حصل فيها الواقعة ديات (تلك). وأنا باكلمكوا دلوقتي بيتعمل مشروع لاستزراع سمكي قد يكون الأكبر على مستوى مصر."
وأضاف "في خلال شهر أو اتنين أو تلاتة بالكتير يكون خلص" موضحا أن هناك ستة مصانع يجري إنشاؤها مرتبطة بمشروع الاستزراع السمكي.
لكنه قال إن المشرعات الأخرى في كفر الشيخ ومحافظات مختلفة تحتاج إلى وقت قد يكون عامين أو أربعة.
وفي قرية برج رشيد وقف على الشاطئ يوم الاثنين نحو 400 شخص كلهم مصريون في انتظار انتشال جثث ذويهم. ويمثل الواقفون نحو 50 مفقودا. لكن المفقودين من غير المصريين لا يمثلهم أحد على الشاطئ.
والجثث الخمس التي انتشلت يوم الاحد لثلاثة مصريين وسودانيين. وكان في القارب صوماليون وإريتريون أيضا.
وخلال وقوف أقارب المفقودين على الشاطئ صرخ رجل "الله أكبر.. الله أكبر" وذلك بعد أن قال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من ابن له يبلغه بأنه وصل إلى إيطاليا في رحلة هجرة غير شرعية أخرى وأن ابن عم له وصل معه في نفس الرحلة.
وكان الرجل يعتقد أن ابنه بين مفقودي القارب الغارق.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 3200 مهاجر لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط هذا العام في حين وصل نحو 300 ألف مهاجر إلى سواحل أوروبا.
وغرق نحو 320 مهاجرا ولاجئا قبالة جزيرة كريت اليونانية في يونيو حزيران. وقال المهاجرون الذين نجوا من الحادث إن قاربهم أبحر من مصر.
وشهدت أوروبا تدفق نحو 1.3 مليون مهاجر ولاجئ عام 2015 أغلبهم فروا من الحروب وشظف العيش في الشرق الأوسط وأفريقيا.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية أحمد طلبة وعلا نور الدين- تحرير سيف الدين حمدان)