من ديفيد دولارن وتوماس إسكريت
اسطنبول/أمستردام (رويترز) - قال مسؤولون هولنديون يوم الأحد إن الشرطة التركية احتجزت صحفية هولندية بارزة بعد أسبوع من كتابتها مقالا نشر في هولندا انتقدت فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسبب ما قالت إنه قمع للمعارضة.
واعتقلت الشرطة التركية إبرو عمر التي تنحدر من أصول تركية وتعتبر من أبرز منتقدي إردوغان ليل السبت حيث كانت تقضي عطلتها في البلاد.
وقالت إبرو في تغريدة على تويتر يوم الأحد إنه تم إطلاق سراحها ولكن لم يسمح لها بمغادرة البلاد.
كانت إبرو كتبت الأسبوع الماضي مقالا في صحيفة مترو المجانية وصفت فيه إردوغان "بالديكتاتور" وانتقدت فيه تصريحات مسؤول بالقنصلية التركية في هولندا طلب من جميع الأتراك الإبلاغ عن أي إهانات بحق إردوغان في البلاد. وانتقد كثيرون هذه الدعوى بمن فيهم رئيس الوزراء مارك روته مما دفع المسؤول التركي بعد ذلك للتراجع عنها.
ويعرف عن إردوغان عدم تحمله للانتقاد واستعداده لاتخاذ خطوات قضائية حيال أي مزاعم بحقه. ويقاضي ممثلو الادعاء في ألمانيا بناء على طلب من إردوغان فنانا كوميديا سخر منه. ويقول نقاد إن إردوغان يستخدم القانون لتضييق الخناق على المعارضة.
وقال رئيس الوزراء الهولندي روته -الذي انتقد بدوره طلب المسؤول التركي- إنه تحدث مع إبرو بعد احتجازها. وأضاف رئيس الوزراء عبر تويتر يوم الأحد "اتصلت هاتفيا بإبرو عمر الليلة الماضية."
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية عن احتجاز الصحفية "إننا على دراية بذلك ونتابع الوضع عن كثب. نحن على اتصال بها."
* لا مزاح
في حسابها الرسمي على موقع تويتر كتبت إبرو ليل السبت "الشرطة أمام الباب". وكتبت بعد ذلك أنه جرى اقتيادها إلى مركز شرطة في منتجع كوساداسي على ساحل بحر إيجه.
وتمثل إهانة الرئيس جريمة في تركيا يعاقب عليها بالسجن لأربع سنوات لكن لم يتم اللجوء لهذا القانون في السابق إلا نادرا.
وقال وزير العدل الشهر الماضي إن ممثلي الادعاء الأتراك فتحوا أكثر من ألف و800 قضية ضد أشخاص بسبب إهانة إردوغان منذ أن تولي منصب الرئيس عام 2014.
ويواجه صحفيون ورسامو كاريكاتير وأكاديميون وحتى أطفال بعمر المدرسة قضايا وتهما بإهانة إردوغان. ويقول إردوغان إنه يرحب بالنقد لكنه لا يقبل الإهانات.
وقررت ألمانيا السماح لممثلي الادعاء بمقاضاة فنان كوميدي سخر من إردوغان مما أثار غضب كثير من الألمان يرون أنه بهذا التصرف رضخت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزعيم مستبد.
وفي العام الماضي رحلت تركيا صحفية هولندية أخرى بعد اعتقالها للاشتباه في مساعدة المسلحين الأكراد.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)