من جون ديفيسون
الموصل (العراق) (رويترز) - واجهت القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية مقاومة عنيفة من نيران قناصة وقذائف المورتر يوم الاثنين أثناء محاولتها التقدم في الحي القديم بالموصل وعلى أحد جسور نهر دجلة في إطار حملتها لاستعادة القطاع الغربي من المدينة.
وقال مسؤولون عسكريون إن تقدم وحدات الرد السريع تباطأ بسبب أمطار غزيرة انهمرت صباح الاثنين لكنها كانت على مسافة مئة متر فقط من الجسر الحديدي الذي يربط الحي القديم بالجانب الشرقي من الموصل.
ومنذ بدء الهجوم في أكتوبر تشرين الأول تمكنت القوات العراقية بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة من استعادة شرق الموصل ونحو 30 بالمئة من غرب المدينة من قبضة المتشددين الذين هم أقل عددا لكنهم يقاومون بشراسة دفاعا عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق.
وقالت الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية في مطلع الأسبوع إنها دخلت منطقة باب الطوب في الحي القديم حيث من المتوقع أن يكون القتال أكثر صعوبة بسبب الأزقة الضيقة التي لا تسمح بدخول العربات المدرعة. لكن التقدم هناك تباطأ يوم الاثنين.
وقال ضابط من وحدة الرد السريع لرويترز "بسبب الطقس السئ الماطر توقفت العمليات حتى الآن. نواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي داعش بنيران القناصة وقذائف المورتر."
وقال مراسل لرويترز على الأرض إن قذائف المورتر ونيران القناصة أصابت منطقة قرب متحف الموصل الذي انتزعت القوات العراقية السيطرة عليه من مسلحي الدولة الإسلامية قبل أيام.
وتبادل الجنود إطلاق النار مع القناصة بينما كانوا يحاولون استخدام بطانيات وستائر عبر الشوارع لإخفاء تحركاتهم. ووقعت انفجارات عنيفة في وقت لاحق في فندق حيث كان مسلحون من الدولة الإسلامية يردون بإطلاق النار.
وقال ضابط عراقي يرتبة نقيب يقاتل هناك "نتحرك على الجسر القديم... ثم سنحرر تلك المنطقة ونأمل بأن نحرر الجانب الغربي من الموصل خلال بضعة أيام."
وقال متحدث باسم قائد الشرطة الاتحادية إن قوات الشرطة الاتحادية التي تحارب أيضا في المنطقة القريبة من الجسر الحديدي قاتلت جيوبا للمتشددين في حي باب الطوب وقامت بعمليات تفيتش من منزل لآخر.
وأفاد بيان عسكري يوم الاثنين أن جهاز مكافحة الإرهاب وهو قوة خاصة عراقية تمكن من استعادة حي النفط في غرب الموصل.
* عشرات الآلاف يهربون
يوجد نحو 600 ألف مدني محاصرين مع المتشددين داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية فعليا عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتضم القوات العراقية قوات من الجيش وقوات خاصة ووحدات البشمركة الكردية وفصائل شيعية.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 200 ألف من سكان الموصل نزحوا منذ بدء الهجوم في أكتوبر تشرين الأول منهم 65 ألفا فروا من منازلهم في أول أسبوعين فقط.
وهرب سكان من حي وادي حجر وهم يحملون حقائب ومتعلقات شخصية عبر الشوارع الموحلة إلى مناطق يسيطر عليها الجيش قبل نقلهم منها في شاحنات.
وقال غانم محمد أحد السكان الذين هربوا "حلم وخلصنا منه. ما تنوصف. مياه ماكو أكل ماكو شرب ماكو كل شيء ماكو (لا يوجد طعام أو مياه أو أي شيء)."
والسيطرة على الجسر الحديدي ستعني أن القوات العراقية سيطرت على ثلاثة من الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تصل بين شرق الموصل وغربها. وتعرضت هذه الجسور لأضرار إما بسبب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. وسيطرت القوات العراقية بالفعل على الجسرين الجنوبيين.
وخسارة الموصل ستوجه ضربة قوية إلى الجماعة المتشددة إذ أنها أكبر مدينة سيطر عليها المتشددون منذ أعلن زعيمهم أبو بكر البغدادي من مسجد في الموصل في صيف 2014 نفسه زعيما لدولة الخلافة على أراض تمتد في العراق وسوريا.
ومع تقدم القوات العراقية ببطء لاستعادة أراض من التنظيم السني المتشدد تتكشف المزيد من الدلائل على جرائم حرب ارتكبها مقاتلوه الذين استهدفوا الشيعة والأقليات الدينية فضلا عن معارضين من الطائفة السنية.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)