💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

انقسام النساء في تركيا بسبب أسلوب إردوغان في معالجة عنف الرجل

تم النشر 20/04/2015, 18:09
انقسام النساء في تركيا بسبب أسلوب إردوغان في معالجة عنف الرجل

من داشا أفاناسيفا وجوني هوج

اسطنبول/أنقره (رويترز) - عندما تعرضت أوزجان أصلان ذات العشرين ربيعا للطعن والضرب حتى الموت بعد أن حاولت صد رجل كان مصرا على اغتصابها في إحدى الحافلات وصف الرئيس التركي العنف ضد النساء بأنه "الجرح الدامي" في البلاد.

إلا أنه بعد مرور شهرين على مقتلها أصبحت جماعات تدافع منذ سنوات عن حقوق النساء تشكو من أن الرئيس رجب طيب أردوغان ما زال يتجاهلها ويفضل العمل مع منظمات أحدث من بينها منظمة تلعب ابنته دورا بارزا فيها.

وانتقدت جماعات نسائية وساسة معارضون إردوغان الذي يعرف عنه التزامه بأداء الفروض الاسلامية بسبب استنكاره الإجهاض ووصفه تنظيم النسل بأنه "خيانة" وتحديد عدد الأطفال الذي يجب أن تنجبه كل إمرأة ورفضه المساواة بين الجنسين.

ويقول إردوغان بدوره إن من يحطون من قدر آرائه يسعون لفرض قيم ليبرالية غربية على شعب متدين ويهاجم المطالبين بالمساواة بين الجنسين لإخفاقهم في فهم الثقافة التركية التي "جعل الله فيها الرجال قوامين على النساء" مثلما قال في أعقاب مقتل أصلان.

وإردوغان هو السياسي المهيمن على الحياة السياسية في تركيا منذ أكثر من عشر سنوات ويعتزم حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية الذي ينتمي إليه تغيير الدستور لزيادة صلاحياته إذا فاز بأغلبية كافية في الانتخابات البرلمانية التي تجري في السابع من يونيو حزيران.

وقالت تانجا فولكر الباحثة الاجتماعية بجمعية مور جاتي الخيرية المناهضة للعنف الأسري إن "استبعاد المنظمات النسائية المستقلة ظل استراتيجية الحكومة منذ مدة طويلة لأن هدفنا ليس مماثلا لهدفهم وهو اقتصار النساء على الحمل والولادة."

وقالت إليف شفق إحدى أشهر الكاتبات في تركيا إنها ترى تشددا في نبرة إردوغان.

وأضافت "المنادون بمساواة المرأة بالرجل يتعرضون للافتراء في الساحة السياسية."

وقالت "إردوغان اعتاد الحديث بشمولية أكبر فكان يقول إنه زعيم للجميع سواء صوتوا له أم لا. (أما الآن) يبدو أنه يباعد بينه وبين نصف الشعب."

* الحجاب مسموح

رغم أن تركيا علمانية من الناحية الرسمية فإن آراء الرئيس المحافظة تلقى قبولا لدى ملايين الناخبين المسلمين من المحافظين الذين أيدوا المرة تلو الأخرى حزب العدالة والتنمية الذي أسسه.

وتقول طالبة الرياضيات نورجول (23 عاما) في مدينة انطاكيا الجنوبية إن الحياة أفضل كثيرا في ظل حزب العدالة والتنمية بالنسبة لملايين النساء المتدينات مثلها.

وفي إشارة إلى حظر كان مفروضا على الحجاب ورفعه الحزب في عام 2013 قالت نورجول "من قبل لم تكن النسوة المحجبات يستطعن الذهاب للجامعة والآن أصبح ذلك بإمكانهن وأصبح بوسعهن العمل في مهن جيدة."

ويسلم كثير من النشطاء بأن حزب العدالة والتنمية حقق تقدما لكنهم يقولون إن ذلك الاتجاه توقف في الآونة الأخيرة.

وقالت ظلال أيمن المنسقة المشاركة لجماعة نساء من أجل حقوق الانسان النسائية المناهضة للتمييز والتي تنشط منذ أوائل التسعينات "قوانيننا أفضل من عشرات الدول.. لكن المشكلة في التطبيق والعقلية وراء القانون."

وأضافت أن تصريحات إردوغان التي يروج فيها لدور جامد للنساء تزيد المشكلة سوءا وفي الوقت نفسه يخفف قانون العقوبات أحكام السجن على الرجال الذين يقولون إنهم تعرضوا للاستفزاز ما دفعهم للعنف.

* معدل جرائم قتل مرتفع

يقول تقرير أصدرته الأمم المتحدة عام 2011 إن العنف الجسدي غير المرتبط بالجنس الذي يرتكبه رجال بحق نساء توجد صلة بينهم تزيد احتمالاته عشر مرات في تركيا التي تطمح للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي على مثيلاتها في بعض الدول الأوروبية.

وتقول جماعة بيانت إن 281 امرأة قتلن عام 2014 بزيادة 31 في المئة عن العام السابق.

وفي ديسمبر كانون الأول الماضي عقدت الحكومة اجتماعا اختارت فيه ثلاث منظمات أهلية للمساعدة في معالجة العنف ضد النساء. لكن أغلبية الجمعيات الأهلية العاملة انسحبت وأصدرت عشرات المنظمات بيانا اشتكت فيه من تجاهل آرائها.

وإحدى هذه الجماعات الثلاث التي وقع عليها الاختيار جماعة كادم (رابطة النساء والديمقراطية) التي تشغل سمية ابنة إردوغان منصب نائب رئيسها. وفي خطاب ألقته الشهر الماضي قالت سمية إن من الطبيعي أن يكون ميراث المرأة أقل من ميراث الرجل لأن الرجال هم من يشقون من أجل لقمة العيش.

وتقول جمعية كادم إنها تدعم النساء كي تكن منتجات في إطار أسرهن ومجتمعهن.

وقالت ساري آيدين رئيسة الرابطة لرويترز إن الرابطة مستقلة عن الحكومة واتهمت جماعات نسائية بعدم دعم المتدينات.

وأضافت "هذه الجمعيات الأهلية التي تدعي إنها تؤيد تمثيل المرأة... التزمت الصمت عندما حرمت الاف البنات ممن يرتدين الحجاب من دخول الجامعات."

غير أن مسؤولا حكوميا كبيرا تحدث شريطة عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع سلم بأن موضوع حقوق المرأة أصبح قضية مسيسة.

وقال المسؤول لرويترز "الحكومة أدارت ظهرها للحركة النسائية الأساسية. فهي تتصرف من منطلقات سياسية وتطلب الرأي (من الجماعات النسائية الراسخة) عندما تضطر لذلك لكن هذا لا يعني أنها ستنصت لما تقوله."

وأضاف "المنظمات التي تعمل معها الحكومة الآن ليس لديها فكرة فهي جديدة وليس لديها فكرة عن الحركة النسائية."

وسئل المسؤول عن آراء إردوغان فقال "هو صادق في مساعيه لمعالجة العنف الأسري لكن ربما أنه لا يتفهم المساواة بين الجنسين."

ولم ترد وزارة الأسرة والسياسة الاجتماعية على طلبات للتعليق. وامتنع مكتب إردوغان عن التعليق.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.