روما، 20 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): قال بابا الفاتيكان فرانسيس الأول اليوم الخميس في خطابه أمام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي حول التغذية المنعقد في روما إن مكافحة الجوع في العالم سوف تكون صعبة، بدون الإلتزام بالتضامن وفي ظل النظام الاقتصادي الحالي القائم على أولوية تحقيق المكاسب.
وأوضح بابا الفاتيكان، كما هو الحال في كل خطاباته حول الفقر والجوع، بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أن "المعركة ضد الجوع وسوء التغذية يتم عرقلتها بسبب أولوية السوق والرغبة في زيادة الأرباح".
وتابع "تنخفض قيمة الطعام ليصبح مجرد سلعة تخضع للمضاربة".
وقال فرانسيس الأول إننا نعيش في عالم تكون فيه "المصالح الوطنية مشروطة غالبا برغبات مجموعات صغيرة من ذوي السلطة".
وألقى البابا خطابه في المؤتمر الذي يشهد قيام ممثلي 160 دولة في هذه الأيام بمقر (فاو) بالحديث حول سوء توزيع الغذاء في العالم، ما يسبب معاناة 805 ملايين نسمة من الجوع و500 مليون آخرين من السمنة.
ودعا فرانسيس الأول جميع الحضور والمجتمع الدولي إلى الإنصات إلى النداء الذي يطلقه هذا المؤتمر بشأن ضرورة "إطعام الجوعى لإنقاذ حياة الإنسان على هذا الكوكب".
وفي أول زيارة له إلى هيئة أممية، قال البابا الذي قوطع عدة مرات بسبب التصفيق الحار: "ربما كنا قلقين بشكل أقل للغاية ممن يتعرضون للجوع".
وانتقد فرانسيس الأول الكثير من "المغالطات" التي تقال حول الجوع.
وأكد أنه بينما يتم الحديث عن حقوق جديدة فإن "الجائع يرقد هناك، في زاوية بأحد الشوارع، يطلب وثيقة مواطنة والنظر لظروفه بعين الاعتبار فضلا عن توفير غذاء على أساس صحي".
وتابع إنهم "يطالبوننا بالكرامة وليس الصدقة"، وهو التصريح الذي قوبل بتصفيق حار للغاية من جانب الحضور في القاعة العامة للمنظمة.
وذكر فرانسيس الأول كيف حذر بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني، في افتتاح المؤتمر الأول للتغذية عام 1992 المجتمع الدولي من مخاطر حدوث "مفارقة الوفرة" وكيف تحدث بالفعل في الوقت الراهن.
وتابع "يوجد غذاء للجميع، ولكن لا يمكن لكل البشر أن يحصلوا على الطعام بينما لا يزال نرى أمام أعيننا الإسراف والاستهلاك المفرط واستخدام الغذاء لأغراض أخرى".
وأشار البابا إلى ضرورة التضامن من أجل مكافحة الجوع "في مجتمع يعج بالفردية والانقسام".
وتابع "عندما يقل التضامن في بلد ما، فإن الجميع يعاني"، لأن "الناس، حال كانوا على وعي بأنهم جزء مسئول عن بقاء الجنس البشري، فسوف يكونون قادرين على احترام بعضهم البعض، بدلا من التحارب، والتفكير في إلحاق الأضرار ببعضهم البعض، فضلا عن إفقار هذا الكوكب".
ويرى فرانسيس أن كل دولة يتوجب عليها أن تكون على دراية بسبل إسعاد مواطنيها.
وتابع "لا يوجد نظام للتمييز في الأفعال أو القوانين يرتبط بالقدرة على الوصول إلى سوق الأغذية، يجب أن يتم اعتماده كنموذج للأطراف الدولية التي تقترح القضاء على الجوع" في العالم.
وبالنسبة للدول، أوضح البابا أن "ثمة ضرورة من أجل القيام بالتعاطي وفقا لاتفاق مشترك، والاستعداد لمساعدة بعضهم البعض من خلال المبادئ والمعايير التي ينص عليها القانون الدولي".
وأطلق فرانسيس الأول خلال الخطاب نداءا جديدا من أجل حماية الكوكب متسائلا: "ألسنا أحرارا من الضغوط السياسية والاقتصادية من أجل الحفاظ على الأرض وتجنب تعرضها للدمار".
واختتم البابا كلمته بترديد كلمة سمعها من رجل تعرف عليه أن "الرب دائما ما يغفر، والناس أحيانا، إلا أن الأرض لا تفعل ذلك مطلقا". (إفي)