💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بجدران عالية وأبراج مراقبة.. تركيا تحاول إغلاق حدودها أمام الدولة الإسلامية

تم النشر 04/02/2016, 15:03
محدث 04/02/2016, 15:11
© Reuters. بجدران عالية وأبراج مراقبة.. تركيا تحاول إغلاق حدودها أمام الدولة الإسلامية

من حميرة باموق

البيلي (تركيا) (رويترز) - ارتفعت ألواح من الجدران الخرسانية وازدادت الدوريات العسكرية كثافة لكن السكان المحليين يقولون إن هذه المنطقة من حدود تركيا المتاخمة لأراضي السورية تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ليست تحت السيطرة بشكل كامل.

وتتعرض أنقرة لضغوط مكثفة من حلفائها في حلف شمال الأطلسي لإغلاق شريط حدودي طوله 70 كيلومترا يمتد شرقي بلدة كلس إلى قرقامش لطالما كان معبرا للمقاتلين والبضائع المهربة وعتاد الحرب.

وخلف سلسلة من القرى الصغيرة التي تحفها صفوف طويلة من أشجار التين والزيتون تقع آخر قطعة من الأراضي السورية لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود الجنوبية لتركيا وذلك بعد أن حقق مقاتلون أكراد مكاسب ضد التنظيم.

وتخشى حكومات أوروبية أن يتمكن مواطنوها الذين قاتلوا في صفوف الجهاديين من عبور الحدود إلى تركيا قبل العودة لأوطانهم لشن هجمات.

وتعتقد الولايات المتحدة أيضا أن تركيا موطن ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي يتعين عليها أن تغلق حدودها حتى يتسنى هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ويقوم جنود بدوريات في مركبات مدرعة على طول الحدود المحددة في بعض الأماكن بسور من الأسلاك الشائكة فحسب. وظهر المزيد من أبراج وأكواخ المراقبة في الشهور الأخيرة ويجري إقامة جدران من ألواح خرسانية ارتفاعها ثلاثة أمتار في بعض المناطق الأكثر عرضة للاختراق.

لكن مساعي البلد الذي وجهت له انتقادات لتقاعسه عن بذل المزيد من الجهود لمنع عبور المقاتلين الأجانب جاءت فيما يبدو بعد فوات الأوان على منع تنظيم الدولة الإسلامية من تطوير شبكات داخل تركيا.

ومنذ شهور تتناقش واشنطن وأنقرة في كيفية إغلاق هذا الشريط الحدودي. وقال مسؤولون أمريكيون كبار الشهر الماضي إنهم سيعرضون على تركيا تكنولوجيا تتضمن مناطيد استطلاع ومعدات لرصد الأنفاق.

ومن دون شك فإن الإجراءات الأمنية هناك باتت أكثر إحكاما لكنها ليست مستحيلة الاختراق بالنسبة لمن يريد التسلل كما أن المساعدة لا تزال متوفرة لمن يدفع الثمن.

وقال إسماعيل (37 عاما) الذي وصف نفسه بأنه تاجر وهو يدخن سيجارة في مقهى قرب بلدة أكينجي "الأمر صعب ولكنه ليس مستحيلا... لنقل إنك تريد العبور. يمكنك أن تخبرني بالمكان والزمان وأنا اتصل بأشخاص ليساعدوا في تحقيق ذلك.. لكن سيكون عليك دفع مبلغ أكبر."

وتشير أرقام الجيش إلى أن محاولات العبور إلى أراض يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لا تزال مستمرة وأن 121 شخصا حاولوا ذلك على مدى الأيام العشرة الأخيرة فحسب. وكان نصف هؤلاء تقريبا من الأطفال بينما كان أكثر من عشرة منهم أجانب.

لكن الخناق يضيق على من يحاولون تهريب الناس عبر الحدود.

وقال عباس (51 عاما) وهو مزارع قرب بلدة البيلي التركية الحدودية بينما كان جنديان يحمل كل منهما بندقية يمران أمام بيته في طريقهما إلى موقع عسكري على بعد مئات الأمتار "الوضع الأمني هنا محكم للغاية والجنود لا يتيحون للمهربين أي متنفس."

وفي العام الماضي شعر عباس بالقلق الشديد من عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود إلى سوريا بشكل غير مشروع لدرجة أنه بعث رسالة بالبريد الإلكتروني لمكتب حكومي أنشيء قبل أعوام لتلقي شكاوى المواطنين وأسئلتهم. ويتلقى المكتب أكثر من مليون شكوى وسؤال في العام ويقول عباس إنه لم يتلق أي رد منهم.

وقال "كان هناك حرفيا طوفان من الناس" ووصف كيف استطاع بعض الناس في قريته تكوين ثروات من نقل الناس ذهابا وإيابا عبر الأسلاك الحدودية وكيف كانوا يقومون بأكثر من عشر رحلات في الليلة إلى أن توقف التدفق بشكل كبير قبل شهر.

وأكد عدد من السكان في قرى وبلدات حدودية أخرى أنه جرى تشديد الوضع الأمني لكنهم شددوا على أن الرحلات من وإلى سوريا لم تتوقف.

* أعمال قتل في تركيا

شنت تركيا ما وصفته بأنه "حرب متزامنة على الإرهاب" في يوليو تموز الماضي وفتحت قاعدة انجيرليك للدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية. لكن معظم الضربات الجوية التركية كانت موجهة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يحاربون من أجل الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا.

وقصفت دبابات ومدفعية مواقع للدولة الإسلامية في سوريا والعراق في الأيام التي أعقبت تفجير انتحاري نفسه وسط مجموعة من السياح في وسط اسطنبول الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل عشرة ألمان.

كما كثفت القوات الأمنية الغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدن عبر تركيا واعتقلت أكثر من ألف يعتقد أنهم أعضاء بالتنظيم وكشفت عن خلايا في المدن.

وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز "لم نسمح قط لتنظيم الدولة الإسلامية باستخدام أراضينا للعبور إلى سوريا ولن نسمح له... نعتبر الدولة الإسلامية خطرا شديدا ولا نريدها عند حدودنا."

وأصبحت تركيا بشكل متزايد هدفا للمتشددين السنة. وجاء تفجير اسطنبول بعد هجوم انتحاري في أنقرة في أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل أكثر من مئة شخص بالإضافة إلى هجوم في بلدة سروج الحدودية في يوليو تموز الماضي. وأعلن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن الهجومين.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن تركيا أدركت الخطر بعد فوات الأوان الأمر الذي أتاح لتنظيم الدولة الإسلامية تكوين شبكات من المتعاطفين. وتنفي الحكومة التركية هذا الاتهام.

وقال آرون ستاين وهو باحث كبير في مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية "هذه الشبكات مرتبطة بشبكات راسخة لتنظيم القاعدة في تركيا... إنهم موجودون بالفعل ومارسوا نشاطا دون تدخل كبير حتى مارس آذار 2015" مشيرا إلى ارتفاع ملحوظ في الاعتقالات منذ ذلك الحين.

وإلى جانب التفجيرات الانتحارية الكبيرة استطاع متعاطفون مع الدولة الإسلامية تنفيذ هجمات محددة داخل الأراضي التركية على طول الحدود في الشهور الأخيرة.

وقتل ناجي الجرف وهو ناشط سوري أخرج فيلما وثائقيا عن الدولة الإسلامية وكان يعيش في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا منذ 2012 في الشارع وفي وضح النهار خلال ديسمبر كانون الأول الماضي.

وقبل ذلك بشهرين قتل ناشطان سوريان يعملان في حملة "الرقة تذبح بصمت" المناهضة للدولة الإسلامية في مدينة شانلي أورفا القريبة.

وقال أصدقاء ونشطاء في اسطنبول وغازي عنتاب لرويترز إن الجرف والناشطين كانوا قد ناشدوا الشرطة التركية بمساعدتهم بعد أن تلقوا تهديدات بالقتل.

وقال منهل باريش وهو صحفي مقيم في غازي عنتاب لكنه من محافظة إدلب السورية "توجه ناجي إلى الشرطة بعد أن حاول شخص اقتحام سيارته.. كان يشتبه في أنهم يحاولون زرع قنبلة في سيارته لكن الشرطة التركية كتبت تقريرا وطلبت منه ألا يقلق."

ووفقا لوسائل إعلام محلية فقد اعتقل ثلاثة أشخاص في غازي عنتاب فيما يتعلق بقتل الجرف لكن أعمال القتل أثارت قلق مجتمع المهاجرين السوريين.

© Reuters. بجدران عالية وأبراج مراقبة.. تركيا تحاول إغلاق حدودها أمام الدولة الإسلامية

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.