من روبام جين ناير ودوجلاس بوزفين
نيودلهي (رويترز) - كان نجاح الهند في إجلاء نحو 4000 من رعاياها من اليمن انتصارا رغم ما شاب هذه العملية من ارتجال غير أن بعض المسؤولين في حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي يقولون إن بطء الاستجابة للأزمة سلط الضوء على ضرورة تعيين فريق دائم لحماية الهنود في الخارج.
ويوم الاثنين الماضي أنقذت الهند أكثر من 1000 شخص جوا وبحرا وهو أكبر عدد يتم إجلاؤه في يوم واحد منذ بدأت السعودية ضربات جوية على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن يوم 26 مارس آذار.
وطلبت 26 دولة من الهند بما فيها الولايات المتحدة المساعدة في إخراج مواطنيها من منطقة الصراع.
ومع ذلك بذلت نيودلهي جهودا كبيرة على مدى عدة أيام لتدبير عملية الإنقاذ واضطرت إلى استئجار سفينة لنقل الدفعة الأولى من رعاياها من ميناء عدن بينما كان القتال يتصاعد في المدينة.
وعقد مطلعون على بواطن الأمور في الحكومة مقارنات صعبة مع الاستجابة السريعة التي أجلت الصين بها 570 من رعاياها على سفن حربية واكتملت في 31 مارس آذار.
وقامت سفينة تابعة للبحرية الهندية بأول عملية إجلاء للرعايا الهنود في اليوم التالي.
وقال مسؤول هندي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع "سبق الصينيون كثيرا في عملية الإجلاء."
وكانت البداية الهندية صعبة إذ ربضت طائرات تم تخصيصها لعملية الإنقاذ من طائرات الخطوط الهندية على أرض المطار في العاصمة العمانية مسقط لأنه كان من المستحيل التفاوض مع السعودية على فتح ممر جوي آمن لمرورها.
وقال مسؤول ثان إن تحديات إجلاء ألوف الرعايا الهنود من العراق العام الماضي أظهرت ضرورة تعيين فريق دائم لإدارة عمليات إنقاذ الهنود في الخارج في أوقات الأزمات.
وأضاف المسؤول "تأخرنا في تقييم الأزمة. وهذا هو ما حدث بالضبط خلال أزمة العراق."
ويتعارض هذا التأخير مع طموح مودي لتعزيز مكانة الهند العالمية بزيادة قدراتها العسكرية بما يعكس قوتها وبالاتصال بالجاليات الهندية الكبيرة في الخارج والتي أهملتها نيودلهي طويلا.
غير أن وزارة الخارجية دحضت الانتقادات التي وجهت لها على أساس أنها أبطأت في نصح أكثر من 4000 هندي يعيشون في اليمن بضرورة مغادرة البلاد وقالت إنها أصدرت أول نصيحة في يناير كانون الثاني مع تدهور الوضع الأمني.
وامتنع سيد أكبر الدين المتحدث باسم وزارة الخارجية عن التعقيب على النداءات المطالبة بتعيين فريق دائم للأزمات وعمليات الإجلاء. وقال إن عملية الانقاذ تمت بصورة جيدة رغم صعوبة الظروف.
وذكرت الوزارة أن الهند نقلت 600 من رعاياها من صنعاء اليوم وتعتزم نقل آخر مجموعة من العاصمة يوم الأربعاء.
ولم ترد أنباء عن سقوط هنود بين القتلى والمصابين في اليمن.
ويعيش 21 مليون شخص من أصل هندي في الخارج يرسلون لبلادهم تحويلات تقدر بنحو 70 مليار دولار سنويا أي أكبر مما تتلقاه أي دولة أخرى من تحويلات مواطنيها العاملين في الخارج.
ويعمل ربع هذا العدد في الشرق الأوسط في التمريض وأعمال البناء وقيادة السيارات وفي الفنادق.
وفي العام الماضي أجلت الهند 7000 مواطن من العراق كما أجلت ما يقارب 18 ألفا من ليبيا عام 2011.
وسعى مودي منذ انتخابه العام الماضي لزيادة أجور الهنود العاملين في الخليج وضيق الخناق على الوسطاء الذين يتقاضون رسوما باهظة لتسفير العاملين في المهن الطبية إلى الخارج.
ومع ذلك كان عدد العاملين الدائمين بسفارة الهند في العاصمة اليمنية صنعاء عشرة فقط ما جعل من الصعب متابعة الوافدين الهنود والذين رفض بعضهم السفر رغم المخاطر لأن ترك وظائفهم يمثل كارثة مالية بالنسبة لهم.