💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-الاستياء يتفاقم في الموصل...فقط اسألوا صدام حسين

تم النشر 21/04/2017, 00:34
© Reuters. تحقيق-الاستياء يتفاقم في الموصل...فقط اسألوا صدام حسين

من أولف ليسينج

الموصل (العراق) (رويترز) - إذا أردت أن تعرف مدى الاستياء الذي يشعر به سكان الموصل بعد أن طردت القوات العراقية تنظيم الدولة الإسلامية من معظم أنحاء المدينة فما عليك إلا أن تتحدث إلى صدام حسين.

ليس الديكتاتور ولكن المعلم بالموصل الذي يستعرض بفخر بطاقة هوية تحمل الاسم الذي سماه به والداه تكريما للحاكم قبل 45 عاما والذي سمى به أبناءه.

صدام الأصلي، وهو سني أطاح به غزو قادته الولايات المتحدة من السلطة عام 2003 وأعدمته السلطات بعد ثلاث سنوات في قاعدة للجيش العراقي بسبب جرائم ضد الإنسانية، شخص يمقته الشيعة الذين يشكلون أغلبية العراقيين وتعرضوا للقمع العنيف في عهده.

لكنه هنا في الموصل، حيث معظم العراقيين سنة يشعرون بأن السلطات في بغداد لا تحترمهم، لا يزال محبوبا في مثال واحد فحسب للطرق العديدة التي تختلف فيها الروايات المحلية بشدة عن تلك السائدة في معظم البلاد.

وقال المعلم "اسمي صدام وجميع أبنائي الثلاثة اسمهم صدام لأني أحبه. صدام هو أفضل قائد عرفه العراق."

وعندما اجتاح مقاتلو الدولة الإسلامية الموصل في 2014 كان أنصار الرئيس المخلوع من بين الذين رحبوا بالمتشددين السنة باعتبارهم حامين لهم من السلطات الشيعية. وتعهدت مجموعة من الضباط السابقين في عهد صدام بدعم خلافة الدولة الإسلامية.

وتحول معظم سكان الموصل ضد المتشددين خلال حكمهم القاسي الذي استمر عامين وقال المعلم إنه لم يؤيدهم مطلقا. لكن قليلين هنا يثقون في السلطات المركزية التي عادت لممارسة سلطاتها هناك الآن.

خسر المعلم صدام راتبه تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية عندما توقفت بغداد عن إرسال الأموال لدفع رواتب الموظفين الحكوميين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتشددين.

وصدام، شأنه شأن كثيرين في الموصل، يمر بعملية تدقيق طويلة للعودة إلى عمله وهو ما يعتبر أنه ينطوي على تمييز وعدم إنصاف.

وعندما وصل القتال إلى حيه فر مع أسرته إلى مخيم للأمم المتحدة. والآن عاد إلى بيته القديم لكن صاحب المنزل بصدد طرده إذ لا سبيل له لدفع الإيجار لعدم تقاضيه راتبا. وستصبح الأسرة قريبا بلا مأوى حيث لا يوجد مكان يذهب إليه سوى العودة إلى المخيم.

وقال "فقدت كل شيء. لم يعد بوسعي إطعام عائلتي. لا أستطيع أن أدفع الإيجار لكني لا أريد الانتقال مع أسرتي للمخيم مرة أخرى. سئمت حقا من هذه الحياة".

* شعارات

ومعركة تحرير الموصل من الدولة الإسلامية التي دخلت الآن شهرها السابع هي أكبر معركة برية في العراق منذ 2003. وخضع كثير من مناطق المدينة للسيطرة الكاملة للحكومة منذ أواخر العام الماضي لكن لا يوجد ماء أو كهرباء.

ووضعت السلطات لوحات جديدة مع صور للمعالم التاريخية للمدينة أو لنهر دجلة مع رسالة تحث المواطنين على العودة إلى الحياة الطبيعية.

لكن تحتها تحمل الجدران شعارات دينية شيعية كتبتها القوات الحكومية بالطلاء وهو أمر يقول سكان سنة إنه يجعلهم يشعرون أنهم يعيشون تحت احتلال.

وقال بائع الأجهزة الإلكترونية وائل فيصل في إشارة إلى الشعارات المكتوبة على الجدران "السياسة تهيمن عليها جماعات طائفية وسياسية. لم تنفذ بغداد أي مشروعات تنموية في الموصل منذ 2003".

وفي ظل استمرار عدم دفع الرواتب تضطر الأسر إلى تسول الطعام في المساجد. وتجمع أكثر من 100 عامل سابق بالسجن الحكومي في شرق الموصل يوم الأربعاء وشكوا من عدم تقاضي رواتبهم منذ ما يصل إلى ستة أشهر.

وقال فيصل "ليس لدينا مياه وكهرباء. هذا هو الفساد السياسي الذي نعاني منه".

ويقول كثيرون الآن إن الأوضاع ستوجد تربة خصبة لنشأة جماعة متشددة أخرى في الموصل التي أصبحت مركزا للمقاومة السنية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وقال فرناس طالب وهو صاحب متجر لبيع المصابيح الكهربائية في شرق الموصل الذي أعلنت السلطات "تحريره بالكامل" في يناير كانون الثاني "أعتقد أن المستقبل سيكون أسوأ لأن الحكومة المركزية لن تهتم بالموصل مجددا".

وأضاف "يعني إيه داعش؟ داعش جاءت نتيجة لعدم اهتمام بغداد بالموصل. إذا لم يتغير هذا فستكون هناك جماعة أخرى باسم مختلف وبأشخاص مختلفين ربما غير ملتحين."

وقال معاون لمحافظ نينوى، وعاصمتها الموصل، إن السلطات تعمل بدون توقف.

وأضاف "لقد أعدنا الكهرباء في بعض المناطق لبضع ساعات وستتحسن تدريجيا. نستعيد أيضا المياه لكن بعض أجزاء النظام (الشبكة) تعرض للدمار.

© Reuters. تحقيق-الاستياء يتفاقم في الموصل...فقط اسألوا صدام حسين

"نعمل ليل نهار لخدمة المواطنين لكن إمكاناتنا محدودة لأن الدعم الذي نحصل عليه من بغداد محدود للغاية. نحن بحاجة لمزيد من الدعم."

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.