💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-سوريون يكافحون لبدء حياة جديدة في إدلب بعد أن اضطروا لترك ديارهم

تم النشر 03/01/2017, 22:08
محدث 03/01/2017, 22:10
© Reuters. تحقيق-سوريون يكافحون لبدء حياة جديدة في إدلب بعد أن اضطروا لترك ديارهم

من إلين فرانسيس

بيروت (رويترز) - في اليوم الذي غادر فيه ضاحية داريا في دمشق التقط محمد أبو عمار صورة في المقابر ليتذكر الأقارب الذين سيتركهم خلفه دون أن يعرف ما إذا كان سيعود إلى بلدته في أي وقت من الأوقات.

وقال أبو عمار وهو ناشط معارض كان قد عمل في مجلس بلدي بالمنطقة التي تديرها المعارضة المسلحة "حملت تذكارا لكل شقيق من أشقائي وصديق من أصدقائي الذين قتلوا لكي أتذكرهم. ذهبنا إلى المقابر لنقول وداعا."

وغادر داريا بالحافلة في أغسطس آب - عندما أرغمت البلدة على الاستسلام للرئيس بشار الأسد بعد سنوات من الحصار والقصف الحكومي - بموجب اتفاق منح المدنيين والمقاتلين ممرا آمنا إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا.

وتدفق السوريون على إدلب بوتيرة متسارعة على مدار العام الماضي إذ أُجبروا على التخلي عن منازلهم في مناطق أخرى من غرب سوريا استعادتها الحكومة وحلفاؤها العسكريون الأجانب من قوات المعارضة.

وبعد أن التمسوا المأوى في مخيمات أو في منازل أقارب أو أصدقاء يكافحون حاليا لبدء حياة جديدة في ظروف قاسية مع اكتظاظ إدلب أكثر من أي وقت مضى بنازحين من دمشق وحمص وفي الآونة الأخيرة من حلب.

وكان آخر من وصلوا إلى المحافظة مجموعات من شرق حلب التي انتُزعت السيطرة عليها من المعارضة الشهر الماضي في أهم نصر للأسد في الحرب. ونقلت قوافل حافلات جيئة وذهابا أكثر من 35 ألف شخص يشملون مقاتلين من المعارضة وأسرهم ومدنيين يخشون من حكم الأسد من آخر جيب تسيطر عليه قوات المعارضة في المدينة. وذهب كثير منهم إلى إدلب.

وبالنسبة لكثيرين سرعان ما حل الشعور بأنهم لن يتمكنوا مطلقا من العودة إلى ديارهم محل الارتياح الأولي بالفرار من الحصار.

فإدلب ليست ملاذا آمنا. وهي لا تزال هدفا للغارات الجوية الشديدة من جانب سلاح الجو السوري والروسي. وبعض الجماعات الإسلامية التي لها الغلبة هناك ليست مشمولة بوقف لإطلاق النار في أنحاء البلاد توسطت فيه روسيا وتركيا.

وقال أحمد الدبيس وهو عامل إغاثة طبية في شمال سوريا "المنطقة أصبحت مكتظة. بها نازحون من مختلف أنحاء سوريا وتفتقر للخدمات سواء طبية أو إنسانية أو سكنية."

وأضاف الدبيس أن معظم النازحين من حلب انتشروا في أنحاء المخيمات وأماكن الإيواء أو ذهبوا للإقامة مع أقارب.

* بدء حياة جديدة

قال حسن قطان (25 عاما) والذي كان قد أجلي من حلب في ديسمبر كانون الأول "الجميع هنا متعاطفون معنا لأن معظمهم نازحون من مناطق أخرى." وخلف وراءه جيبا للمعارضة كان قد تعرض للحصار لعدة أشهر وسوت الغارات الجوية والمدفعية أجزاء كبيرة منه بالأرض. لكنه قال إن العثور على مكان جديد للعيش أثبت أنه أمر صعب.

وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن عدد السكان في إدلب يبلغ نحو مليونين بينهم 700 ألف نازح. وتحد المحافظة من جهة الشمال الغربي تركيا التي أقامت مخيما جديدا للنازحين في محافظة إدلب.

‭‭‭ ‬‬‬واستولت قوات المعارضة على معظم مناطق المحافظة في ذروة تقدمها في غرب سوريا عام 2015. والجماعات المتشددة التي تشمل جبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة هي المهيمنة هناك متفوقة على الجماعات المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر التي لها أيضا وجود بالمنطقة.

وعلى الرغم من أن إدلب تمثل أولوية ثانوية بالنسبة للمراكز الحضرية الرئيسية في غرب سوريا- دمشق وحلب وحمص وحماة والساحل- فإن الجيش وحلفاءه سيرغبون في استعادتها عاجلا أو آجلا مما يثير شبح مزيد من النزوح.

ويسترجع أبو طالب وهو‭‭‭ ‬‬‬مسعف جاء إلى إدلب مع زوجته وأصهاره وطفلة رضيعة كيف كان الناس يبكون خلال الرحلة من داريا على متن حافلات خضراء مملوكة للدولة كانت الحكومة وفرتها لعمليات إجلاء من هذا القبيل.

وقال في مقابلة مع رويترز في المنطقة رافضا ذكر اسمه بالكامل "أتيت إلى هنا وبدا الأمر كما لو أنني بدأت حياتي من جديد. لكن الحصار كان يخنقنا وغادرنا بدافع الخوف."

والتمس أبو طالب اللجوء في مخيم لأشخاص شردتهم الحرب يضم أكثر من خمسة آلاف مسكن متداع في أنحاء بلدة أطمة قرب الحدود السورية التركية.

وتغطي آلاف الخيام كذلك تلا في البلدة قرب شقة أبو طالب الصغيرة التي يعيش فيها مع زوجته وابنته التي تبلغ من العمر خمسة أشهر. وأضاف "أنها مثل قرية هنا. إنها أفضل من الخيام بالطبع."

وتابع "هذا القسم من المخيم كان خاليا عندما وصلنا للمرة الأولى. كنا من بين أوائل من أتوا إليه. والآن هناك أشخاص من حلب وحماة وحمص والمعضمية. أشخاص جاءوا من شتى أنحاء سوريا."

* عودة "مستحيلة" إلى الوطن

توفر جماعات إغاثة محلية الماء والخبز يوميا وأحيانا الملابس. لكن هذه المنطقة لا توجد بها كهرباء. وقال أبو طالب "نستخدم البطاريات التي تعمل بالطاقة الشمسية. الكهرباء تستمر لنحو ساعة أو اثنتين في اليوم لذلك يتسنى لنا شحن الهواتف."

وتسعى الحكومة إلى الانتهاء من اتفاقات محلية مع قوات المعارضة في منطقة بمنطقة واصفة هذا بأنه نموذج ناجح لجلب الأمن والسلام بعد نحو ستة أعوام من الحرب.

وأودى الصراع بحياة مئات الآلاف من الأشخاص منذ 2011 وشردت زهاء 11 مليون سوري.

بيد أن المعارضة المناهضة للأسد قالت إن الاتفاقات تصل إلى حد سياسة التهجير القسري أو تغيير التركيبة السكانية التي تستهدف دعم حكم الأسد.

وكان مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة ستيفن أوبراين عبر عن "قلق بالغ" بشأن إخلاء داريا أثناء العملية. لكن بعد الانتهاء منها أبُرمت اتفاقات مماثلة مع جماعات معارضة في مناطق أخرى قرب دمشق.

كما قالت الأمم المتحدة إن النازحين يجب السماح لهم "بالعودة طوعا وبكرامة إلى أماكن آمنة."

ويشعر كثير من النازحين أن السبل تقطعت بهم في إدلب بعد مغادرة مجتمعاتهم المتماسكة وسرعان ما صدمهم الواقع المؤلم بأنهم ربما لا يعودون أبدا.

وقال قطان الذي كان يقيم مع صديق منذ وصوله من حلب "عندما يكون لديك منزل ..مكان خاص لتنام.. فإنك تتمتع بالاستقرار فيه." ويأمل أن يرسل زوجته الحامل إلى تركيا من أجل سلامتها. وأضاف "لكن علينا الآن أن نبدأ من الصفر."

وفي حين تمكن بعض الناس من فتح متاجر صغيرة أو العثور على عمل أو استئجار شقق يقول كثيرون إنهم بعيدون كل البعد عن أن يستقر بهم المقام.

وقال تمام أبو الخير وهو ناشط معارض من داريا ويعيش الآن في إدلب إن وتيرة تدفق الأشخاص على المنطقة تفوق قدرة جماعات الإغاثة على التعامل معهم. وأضاف "الجميع فعل ما بوسعه. مواطنو إدلب فتحوا منازلهم."

وبعد شهور من الوصول من داريا يحاول أبو عمار الآن العثور على وظيفة. وقال "لم نستوعب بعد ما حدث بشكل كامل." وأضاف أن إدلب أراحت الناس من الحصار "لكنها لا تزال منطقة حرب هنا."

© Reuters. تحقيق-سوريون يكافحون لبدء حياة جديدة في إدلب بعد أن اضطروا لترك ديارهم

وتابع أبو عمار "من الناحية العاطفية نأمل جميعا أن نعود إلى ديارنا. لكن عندما أحاول أن أفكر بعقلانية يبدو الأمر مستحيلا."

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.