💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-الداعمون العرب ليسوا مستعدين الآن للتخلي عن المعارضة السورية

تم النشر 09/12/2016, 20:24
محدث 09/12/2016, 20:30
© Reuters. تحليل-الداعمون العرب ليسوا مستعدين الآن للتخلي عن المعارضة السورية

من سامي عابودي

دبي (رويترز) - لا تبدو دول الخليج العربية التي مولت وسلحت المعارضة السورية التي تقاتل الرئيس بشار الأسد مستعدة بعد للتوقف عن دعم المعارضين حتى برغم أنهم يتجهون على ما يبدو صوب الهزيمة.

وخلال الأسبوعين الماضيين طرد الجيش السوري وحلفاؤه المعارضة من معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها في حلب- أكبر مدن البلاد قبل الحرب- بعدما خضع النصف الشرقي منها لسيطرتها منذ 2012. والهزيمة هناك ستكلفهم خسارة آخر معقل حضري كبير تحت سيطرتهم.

وخسر المعارضون أيضا أراضي مهمة في ضواحي دمشق ومناطق أخرى خلال الشهور الماضية حيث يبدو الأسد الآن أقرب إلى الانتصار من أي وقت مضى منذ تطورت الاحتجاجات المناهضة له إلى انتفاضة مسلحة قبل نحو خمس سنوات.

وأدخل ذلك حكام الدول العربية السنية في حالة من الشك والتفكير الداخلي بعد سنوات من دعوتها للإطاحة بالأسد ودعمها لمعارضيه في حرب أودت بحياة مئات الآلاف.

وعلى مدى فترة طويلة من الصراع زودت دول منها السعودية وقطر معارضين مسلحين اختارتهم بعناية أجهزة مخابرات غربية باعتبارهم "معتدلين" بالسلاح والمال من خلال مركز للتنسيق في تركيا.

وقدمت تلك الدول أيضا دعما دبلوماسيا لجماعات معارضة تعتبر نفسها حكومة بديلة وشجعتها على رفض أي تسوية نهائية لا تتضمن إزاحة الأسد عن السلطة.

لكن في حين أنه لم يعد أمام المعارضة المسلحة فيما يبدو أي سبيل إلى النصر يقول محللون في المنطقة إن دول الخليج العربية الثرية غير مستعدة للتخلي عنهم. وقد تواصل تلك الدول تمويل وتسليح حرب عصابات تتمركز بالمناطق الريفية حتى في غياب سيطرة المعارضين على بلدات ومدن رئيسية.

وقال خالد الدخيل الكاتب والباحث السعودي في علم الاجتماع السياسي "أنا أعتقد أن دول الخليج سيستمرون في دعم المعارضة. لن يتوقفوا الآن."

وتعتبر الدول الخليجية إيران- الداعمة للأسد- عدوها اللدود وتخوض حربا أيضا في اليمن ضد حركة الحوثيين الشيعية التي يقولون إن طهران تساندها كما أن لتلك الدول مصلحة في إطالة أمد الحرب السورية حتى إذا لم يكن النصر ممكنا.

ويرى الدخيل أن حكام الخليج يأملون في دعم من واشنطن مع اقتراب التغيير في الإدارة الرئاسية الأمريكية. وتعتقد تلك الدول أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما تردد أكثر من اللازم في الالتزام باستخدام القوة العسكرية للتصدي للأسد وكان متساهلا للغاية بشأن إيران بوجه عام ويأملون في أن يتبنى دونالد ترامب نهجا أشد صرامة.

وحتى الآن قدم ترامب إشارات متباينة بشأن خططه بخصوص الشرق الأوسط إذ تعهد من ناحية باتخاذ نهج أشد ضد إيران لكن على الجانب الآخر لمح إلى أنه يؤيد دعم روسيا للأسد حليف إيران.

وقال الدخيل إن دول الخليج ستنتظر "موقف الإدارة الأمريكية الجديدة .. إدارة ترامب. لا يزال هناك غموض في موقفها. الصورة ملتبسة. كيف تكون متشددا مع إيران ولا تمانع في بقاء الأسد؟"

في انتظار ترامب

وفي حديث لرويترز قال سعود حميد السبيعي رئيس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى السعودي- وهو مجلس استشاري معين- إنه يتوقع أيضا أن ينتظر المسؤولون الخليجيون معرفة موقف ترامب بشأن سوريا.

وأضاف أن دول الخليج تعتقد أن تبني أوباما موقفا أقوى كان سيؤدي إلى نتيجة مختلفة. كان أوباما قد هدد بعمل عسكري ضد حكومة الأسد عقابا لها على استخدام أسلحة كيماوية في 2013 لكنه ألغى توجيه ضربات في اللحظات الأخيرة بعدما توسطت روسيا في اتفاق وافق بموجبه الأسد على التخلي عن ترسانته من الغاز السام.

وقال السبيعي متحدثا بصفته الشخصية "الولايات المتحدة لها ثقلها... أمريكا طرف مهم."

وأضاف "بالطبع لو كان أوباما تمسك بوعوده لتغيرت الأمور وتطورت بشكل مختلف."

وقال دبلوماسي خليجي مقيم في قطر طلب عدم الكشف عن اسمه إن الدول العربية تضع سياساتها أولا وقبل كل شيء ردا على طهران.

وأضاف "سلوك إيران يملي أفعال وخطط الخليج. إذا تعاونت إيران بدرجة أكبر فسيهدئ هذا المخاوف ويبطئ التصعيد العسكري في الخليج.

"لكن إذا واصلت إيران التدخل فسوف تسرع الدول العربية جهودها العسكرية لصد إيران."

واحتمال الهزيمة سيدفع الحكومات العربية للبحث عمن يتحمل اللوم. ويقول بعض المحللين إن الانقسامات بين الدول العربية ساهمت في تقليص فاعلية مقاتلي المعارضة.

وقدمت السعودية وقطر في بعض الأحيان دعما لجماعات معارضة متنافسة. كما بدا أن مصر- أكبر الدول العربية سكانا- غيرت سياستها في الشهور الأخيرة لتقدم دعما علنيا للأسد مما أغضب الرياض التي أمدت مصر بمساعدات بمليارات الدولارات.

وقالت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات "لم يكن هناك موقف دولي موحد. كل دولة لها مصالح مختلفة والأطراف التي تدعمها مختلفة."

© Reuters. تحليل-الداعمون العرب ليسوا مستعدين الآن للتخلي عن المعارضة السورية

وأضافت "عدم وجود رؤية موحدة أضعف الدور الخليجي. بالإضافة إلى تقاعس الأمريكان وتقاعس إدارة أوباما."

(شارك في التغطية نيك تاترسال وتوم فين ومها الدهان وتولاي كارادينيز- إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.