💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-كلمة عباس بالأمم المتحدة: لم تحدث صخبا بقدر ما حملت من أنين

تم النشر 01/10/2015, 18:05
محدث 01/10/2015, 18:09
© Reuters. تحليل-كلمة عباس بالأمم المتحدة: لم تحدث صخبا بقدر ما حملت من أنين

من لوك بيكر

القدس (رويترز) - قبل أن يلقي كلمته بالأمم المتحدة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يلقي "قنبلة". وخلال الحدث كان كل ما ألقاه كلمات قوية يمكن أن تصل إلى حد التهديد الأجوف.

خلال معظم كلمته أنب عباس إسرائيل على احتلالها المستمر منذ 48 عاما وعلى قيودها على صلاة الفلسطينيين بالمسجد الأقصى وعلى عدم محاكمتها يهودا يشتبه في ارتكابهم جرائم ضد فلسطينيين.

ثم وجه ما بدا وكأنه ضربة قوية حين أشار إلى انطلاق إسرائيل في البناء الاستيطاني بلا رادع قائلا إنها "زادت من نشاطاتها الاستيطانية في كل مكان وخرقت كل الاتفاقيات الموقعة."

وقال إن إسرائيل "قامت بتدمير الأسس التي بنيت عليها الاتفاقيات السياسية والأمنية علاوة على ما قامت به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من إجراءات أدت إلى تعطيل المرحلة الانتقالية الهادفة إلى تحقيق استقلال دولتنا وغيرها من الانتهاكات مما جعل الوضع غير قابل للاستمرار."

كان عباس يشير إلى اتفاقات أوسلو التي أبرمت في منتصف التسعينات وانطوت على سلسلة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والأمنية شكلت الأساس لدبلوماسية استمرت عقدين وكرست العمل نحو تحقيق الهدف النهائي المتمثل في قيام دولة فلسطينية.

وقال الرئيس الفلسطيني "لهذا فإننا وبناء على كل تلك المعطيات نعلن أنه ما دامت إسرائيل مصرة على عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معنا والتي تحولنا إلى سلطة شكلية بدون سلطات حقيقية وطالما أن إسرائيل ترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفق الاتفاقات معها فإنها لا تترك لنا خيارا سوى التأكيد على أننا لن نبقى الوحيدين الملتزمين بتنفيذ تلك الاتفاقيات بينما تستمر إسرائيل في خرقها وعليه فإننا نعلن أنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بهذه الاتفاقيات وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال."

لكن بمجرد أن ألقى الزعيم البالغ من العمر 80 عاما قنبلته المفترضة انهالت التساؤلات حول تبعاتها العملية.

فعباس لم يقل إنه سيحل السلطة الفلسطينية التي تعطي الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية وغزة ولم يقل إنه سيوقف التعاون الأمني مع إسرائيل وهما البندان الرئيسيان في اتفاقات أوسلو.

* غياب الخيارات

لم يلمح عباس أيضا إلى أنه سيتنحى عن منصبه الذي يتولاه منذ عام 2005 والذي نتج أيضا عن اتفاقات أوسلو.

ولم يترك الخطاب أثرا كبيرا لدى المحللين السياسيين الفلسطينيين رغم أنهم لم يفاجأوا بأن المطروح أقل من الموعود.

قال هاني المصري وهو كاتب وأكاديمي ومعلق سياسي مقيم في الضفة الغربية إن كلمة عباس جاءت مخيبة للآمال وتعكس "الحيرة والارتباك وغياب الخيارات."

وأضاف "طرح الرئيس الشكوى والاستجداء والمطالب والتساؤلات ولم يقدم خطة واضحة بمعنى هل غدا سيكون الوضع غير ما هو عليه اليوم أو أمس؟"

وتابع قائلا "لم يكن هناك أي قنابل في خطاب الرئيس ولا حتى فتاش" مضيفا أنه يعتقد أن الكلمة أضعفت موقف عباس.

وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانتقاد خطاب عباس وقال إنه "مضلل ويشجع على التحريض والفوضى في الشرق الأوسط."

وقال في بيان "نتوقع وندعو السلطة (الفلسطينية) وزعيمها إلى التصرف بمسؤولية والاستجابة إلى اقتراح...إسرائيل بالدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدون شروط مسبقة."

ومن المرجح أن يسير نتنياهو على نفس المنوال حين يلقي كلمته أمام الجمعية العامة يوم الخميس حتى رغم أن أيا من الجانبين لم يظهر في الواقع حماسة كبيرة للعودة للمحادثات.

كانت المفاوضات السابقة قد انهارت في أبريل نيسان 2014 مع إحباط الفلسطينيين لعدم التزام إسرائيل بالإفراج عن الأسرى واستياء إسرائيل من قرار عباس تشكيل حكومة توافق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وما لم تقرر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيتها جون كيري القيام بمحاولة أخرى في مساعي إنهاء الصراع الممتد منذ 70 عاما قبل انقضاء فترة ولاية أوباما الثانية فستكون فرص استئناف المحادثات هزيلة للغاية.

* تشبث بالمواقف

لكن هذا لن يوقف على الأرجح نتنياهو عن التشبث بموقفه القائل بأن عباس يرفض الانخراط في مفاوضات ولن يمنع عباس عن الرد بأنه لن يعود إلى المحادثات إلا إذا احترمت إسرائيل التزاماتها السابقة.

في غضون ذلك ستتعلق كل الأنظار بعباس لمعرفة إن كان سيتبع كلماته في الأمم المتحدة بأفعال على أرض الواقع. فإن كان يعتزم التخلي حقا عن اتفاقات أوسلو فعليه أن يحل السلطة والشرطة الفلسطينية وكل الخدمات المحلية في أنحاء الضفة الغربية وغزة.

قال أكرم الرجوب محافظ نابلس لراديو إسرائيل إن ما يريد عباس قوله هو أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد أن تكون سلطة احتلال فعليها أن تضطلع بالمسؤوليات التي يمليها عليها ذلك الوضع وسيتعين عليها فعل كل شيء مؤكدا أن الجانب الفلسطيني لن يمكنه الاستمرار في تنفيذ التزاماته من طرف واحد.

ومن شأن هذه الخطوة أن تضع عبئا هائلا على كاهل إسرائيل إذ سيتعين على القوات الإسرائيلية أن تعود إلى المدن الفلسطينية لبسط الأمن وسيكون لزاما على السلطات الإسرائيلية التعامل مع خدمات التعليم وجمع النفايات والخدمات المجتمعية والمرافق.

ولخص تعليق ألقاه مسؤول فلسطيني كبير بعد كلمة عباس مباشرة النتيجة..

قال علي اسحق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان "الظروف السياسية والإقليمية الحالية كانت تقتضي الإعلان عن مواقف واضحة من الناحية السياسية وغير ملتبسة."

وأضاف أن إعلان الرئيس الفلسطيني عدم التزامه بالاتفاقات الموقعة مع الإسرائيليين مادامت لم تلتزم بها "موقف ملتبس لا يرقي إلى حد الإعلان عن إلغاء اتفاقات أوسلو."

© Reuters. تحليل-كلمة عباس بالأمم المتحدة: لم تحدث صخبا بقدر ما حملت من أنين

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.