🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-مساعي الوساطة الجزائرية تكاد تنهار أمام مطالب متشددي مالي

تم النشر 30/03/2015, 17:32
© Reuters. تحليل-مساعي الوساطة الجزائرية تكاد تنهار أمام مطالب متشددي مالي

من ديفيد لويس وإيما فارج

دكار (رويترز) - كان تقدير وسطاء الجزائر لحجم تشدد الجيل الجديد الكامن في قلب الحركة الانفصالية بشمال مالي تقديرا منقوصا.. فكانت زلة تركت عملية السلام في حالة يرثى لها بعد أن رفض الانفصاليون التوقيع على اتفاق مقترح.

وقال مشاركون في مساعي إقرار السلام إن الوسطاء الجزائريين كانوا شبه متيقنين من إمكانية التوصل لاتفاق حتى أنهم لم ينظموا إلا بضعة لقاءات مباشرة بين مملثي الحكومة وممثلي الانفصاليين الذين يغلب عليهم الطوارق.. وهو ما لم يكن كافيا للتغلب على انعدام ثقة متبادل تراكم على مدى أربع حركات تمرد بالصحراء الواقعة شمالا منذ الاستقلال عام 1960.

ويريد الدبلوماسيون الغربيون والإقليميون اتفاقا يكسر دائرة الانتفاضات ويتيح لقوات حفظ السلام الأجنبية والقوات المالية التفرغ للتعامل مع المتشددين الإسلاميين وتجار المخدرات الذين يتحركون بحرية عبر مساحات الصحراء الكبرى الشاسعة غير الخاضعة لضوابط.

كان المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة في شمال مالي قد قاتلوا إلى جانب الانفصاليين خلال انتفاضتهم الأخيرة التي بدأت قبل ثلاث سنوات في بلدة كيدال قبل أن يمسك المتشددون الأفضل تسليحا بزمام التمرد.

وعندما زحف الإسلاميون على منطقة باماكو تدخلت فرنسا عام 2013 وكسرت قبضتهم على الشمال لكن ظلت هناك بؤر للمقاتلين متناثرة في الصحراء والحصون الجبلية.

ورغم توقيع حكومة مالي والميليشيا المتحالفة معها بالأحرف الأولى على اتفاق مقترح هذا الشهر رفض الانفصاليون التوقيع قائلين إن المقترحات لم تقطع شوطا كافيا باتجاه الاعتراف بدولة أزواد التي يسعون لإقامتها بالصحراء.

ومع رفض الوسطاء وحكومة مالي مطالب المتمردين بإجراء المزيد من المحادثات.. يبدو أن العملية تعثرت.

قال رينالدو ديبانيي مدير قسم غرب أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية "ظن الجزائريون أنهم يملكون القوة الكافية لدفع الاتفاق لكنهم لم يقدروا جيدا حجم التشدد في كيدال."

والاتفاق المقترح يعترف بأزواد ككيان ثقافي ويمنحها مزيدا من السلطات بما في ذلك تحويل 30 في المئة من دخل الحكومة للسلطات المحلية. لكن المتمردين يصرون على أن تكون أزواد كيانا سياسيا وقانونيا منفصلا. وتظهر وثيقة اطلعت عليها رويترز أن المطالب التي تسلمها الوسطاء هذا الشهر تشمل مناصب دبلوماسية وتحكما في تشكيل قوات الأمن بالمنطقة.

كما يطالب المتمردون بأن تحول الدولة 40 في المئة من حجم الموازنة العامة لصندوق خاص بتطوير الشمال وهو أمر يستحيل تنفيذه على حكومة الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا التي تواجه بالفعل انتقادات شديدة في الجنوب على اعتبار أنها قدمت تنازلات كثيرة.

وقال وزير الخارجية عبد الله ديوب "المناطق الشمالية الثلاث لا تشكل بأي حال كيانا اسمه أزواد" مؤكدا أن الحكومة لن تقدم أي تعهدات تخل بوحدة مالي وسلامة أراضيها.

* عائدون من ليبيا بالسلاح

كما حدث في حركات تمرد سابقة.. تأثرت انتفاضة عام 2012 بمقاتلين عائدين من ليبيا التي كانت ملاذا لكثير من طوارق مالي إلى أن سقط معمر القذافي عام 2011. وازداد الصراع تأججا مع استخدام أسلحة نهبت من ترسانات القذافي.

كان المتمردون وحلفاؤهم الإسلاميون قد استولوا على الأقاليم الشمالية الثلاثة في البلاد عقب الفوضى التي شاعت بعد انقلاب في باماكو في مارس آذار 2012 وأدت إلى انهيار جيش مالي.

وقال ديبانيي إن الخط المتشدد الذي ينتهجه الإسلاميون الساعون لفرض الشريعة انتقل إلى متمردي الطوارق الذين يقاتلون لنيل وطن مستقل.

وأضاف "جيل المقاتلين الجديد القادم من ليبيا أكثر تشددا من أولئك الذين عادوا في التسعينات" مشيرا إلى إحباطهم من فشل حركات التمرد المتعاقبة منذ عام 1963 في اقتناص حكم ذاتي. وقال "هم يرون أن القومية لم تجلب لهم شيئا."

ونفى المقاتلون الانفصاليون مرارا أي صلة لهم بالإسلاميين بل إنهم تقاتلوا في بعض الفترات. لكن الخبراء يقولون إن تحالفات مصالح تحدث أحيانا ومنها مرات لتسهيل تهريب المخدرات وغيرها.

وبعد أن وافقت حكومة مالي على الاتفاق المقترح طلب الانفصاليون مهلة للتشاور مع أنصارهم في كيدال. وجرت مناقشات بين الانفصاليين وشيوخ القبائل والقيادات الشبابية في وقت شهد احتجاجات من جانب الأهالي الذين بعثوا برسالة واضحة لزعمائهم بعدم التوقيع.

وقال مسؤول يشارك في المحادثات "يجد الزعماء كبار السن صعوبة في الوقوف على أفكار الشبان."

وقالت ماجا بوكون محللة الشؤون الأفريقية بشركة فيرسيك مابلكروفت لاستشارات المخاطر إن حملة فاشلة قامت بها الحكومة لاستعادة كيدال في مايو أيار 2014 أدت إلى تقسيم فعلي للمدينة وزادت جرأة الانفصاليين الذين أخرجوا القوات النظامية من الشمال.

وفي غياب سلطة الحكومة يجبي الانفصاليون رسوما من الجهات التي تسير حافلات نقل الركاب كما أنهم وزعوا بطاقات هوية خاصة بسكان أزواد ورفعوا علم أزواد على المباني العامة. وكانت التنازلات المقترحة في الاتفاق بمثابة خطوة للوراء في عيون كثيرين.

قال أحد المتمردين في كيدال ويدعى أبو بكرين أج زامبو (29 عاما) "توقيع هذه الوثيقة يسطر خطوط النهاية لشعبي ويضع علامات استفهام أمام صراع عمره 50 عاما."

* انعدام الحوار

للجزائر نصيب من استقرار شمال مالي حيث تشاركه حدودا صحراوية طويلة ونظرا لسكانها الطوارق. كما أن وساطتها في صراعات سابقة أكسبتها فهما لآليات العملية المعقدة.

لكن بعض المشاركين شكوا من أن الحديث كان مركزا بقوة حول الوسطاء الجزائريين بحيث لم تتح لممثلي الحكومة والانفصاليين فرصة التفاوض المباشر إلا مرات معدودات.

وقال محمد عثمان المسؤول بتحالف الانفصاليين "95 في المئة من الاجتماعات كانت مع الوسطاء وحوالي خمسة في المئة مع الحكومة."

وعلى مدى خمس جولات من المحادثات لم يلتق الجانبان وجها لوجه أكثر من ست مرات كان آخرها في نوفمبر تشرين الثاني. وقال مشاركون في الجولة الأخيرة التي عقدت في فبراير شباط إن الجانبين لم يلتقيا خلالها على الإطلاق.

© Reuters. تحليل-مساعي الوساطة الجزائرية تكاد تنهار أمام مطالب متشددي مالي

وقال ديبانيي إن انعدام الحوار المباشر ربما كان أحد عوامل التعثر مؤكدا "تحركت اتفاقات كثيرة بمجرد إجراء حوار مباشر."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.