💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-ترامب يحاول في خطابه التحول من مثير للانقسام إلى صانع للصفقات

تم النشر 01/03/2017, 15:24
© Reuters. ترامب يحاول في خطابه التحول من مثير للانقسام إلى صانع للصفقات

من جيمس أوليفانت

واشنطن (رويترز) - أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جانبا مختلفا في أول خطاب له أمام الكونجرس. فترامب هذا كان مزيجا من صانع الصفقات والبائع إذ دعا إلى الوحدة وحاول إخراج رسالته الشعبوية في صورة أكثر قبولا.

وكان أقل إثارة للخلاف وحساسية للنقد وأكثر استيعابا وشمولا.

وفي حين انتقد ساسة واشنطن ووصفهم بأنهم نخبويون منفصلون عن الواقع في خطاب تنصيبه قبل خمسة أسابيع جاءت رسالته مختلفة ليل الثلاثاء ومفادها أنه بحاجة للجمهوريين والديمقراطيين على السواء.

وتأكيدا على نزعته الاستعراضية تعهد نجم تلفزيون الواقع الذي تحول إلى سياسي بفيض من الوعود: برنامج ضخم للبنية الأساسية والأشغال العامة وتخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة وإصلاح لنظامي الهجرة والرعاية الصحية ومشروع قانون للتعليم.

وكل ذلك سيتطلب تحركا للكونجرس وسيكون ذلك على الأرجح عن طريق تحالفات مختلفة من المحافظين والمعتدلين والديمقراطيين.

وقال ترامب "هذه رؤيتنا. هذه رسالتنا. لكن لا يمكننا الوصول إلى مبتغانا إلا معا."

وكان الجمهوري ترامب سخر من الديمقراطيين لدى فوزه في انتخابات 2016 واستشاط غضبا لتعطيلهم تأييد مرشحيه للإدارة لكنه لم ينتقدهم هذه المرة. بل إنه طلب دعمهم مرارا محاججا بأن مشكلات بلاده بحاجة لحلول غير حزبية.

وبعد أسابيع من الهجوم على وسائل الإعلام والمنافسين السياسيين والقضاة الذين أصدروا أحكاما ضد أمره التنفيذي بحظر السفر من سبع دول ذات أغلبية مسلمة خفف ترامب أخيرا من لهجته لكن مقترحاته لم تتطرق للتفاصيل.

وقال العضو الديمقراطي بمجلس النواب بيتر ويلش "لقد كانت لهجته أقل حدة وألقى خطابا ولم يغرد على تويتر وهذا أكثر ملائمة عندما تكون رئيس الولايات المتحدة. التفاصيل المتعلقة بسياساته ستمثل التحدي (الحقيقي)."

وقال المستشار الجمهوري مات ماكوياك "كان سمته رئاسيا الليلة مثلما لم يكن من قبل."

ويظهر الخطاب فيما يبدو قدرا من الاعتراف من جانب البيت الأبيض بأن أسلوب ترامب الصاخب المنفرد له حدود. فبعد موجة من الأوامر التنفيذية بات يتعين على ترامب الآن أن يحول تركيزه إلى القضايا الكبرى في جدول أعماله التي تتطلب تحركا تشريعيا.

وقال برادلي بليكمان وهو معاون سابق للرئيس جورج دبليو بوش "لقد فعل كل ما في وسعه على نحو منفرد. وهو الآن بحاجة لإقرار مشاريع القوانين."

وقال بليكمان إن ترامب بحاجة للديمقراطيين كي يكون أغلبية في حالة معارضة الجمهوريين المحافظين لبعض من مقترحاته الأكثر وسطية من قبيل الإنفاق الضخم على البنية الأساسية والمحادثات بشأن إصلاح الهجرة.

وأضاف "كان الرئيس شخصا متفاعلا مثلما لم نره من قبل. هو يدرك أن هذه الصفقة ربما لا تروق لك لكنني أحتاجك لثلاث صفقات أخرى."

* تشكك

لن تُنسي اللهجة المتراجعة الحدة لترامب في خطابه أمس خصومه سياساته المثيرة للانقسام ولهجته العدائية التي تحدث بها على مدار أشهر.

وقال رودبل مولينو الذي سبق أن عمل مساعدا كبيرا للسناتور الديمقراطي السابق هاري ريد "إذا كنت تعيش في كهف خلال الشهر الماضي فإنك قد تعتقد أن هذا خطاب منطقي وإذا رأيته كل يوم فإنك لن ترى ذلك سوى مجرد كلام. لو كان تصرف على هذا النحو كل يوم لربما كان للديمقراطيين موقف مختلف."

وقالت نانسي بيلوسي العضو الديمقراطي البارز في مجلس النواب في بيان "خطاب الرئيس منفصل تماما عن الواقع القاسي لسلوكه."

وقال ديمقراطيون في الكونجرس إنهم يميلون إلى برنامج ترامب للبنية الأساسية والإعفاء الضريبي الخاص بالرعاية الصحية للأطفال ودعوته للحد من أسعار الأدوية وتعهده بالحفاظ على بعض العناصر الرئيسية من قانون التأمين الصحي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2010 وكان من أبرز ملامح رئاسته.

وحملت كلمات السناتور الديمقراطي كريستوفر كونز عن خطاب ترامب مديحا مستترا.

وقال "كانت أكثر كلماته العامة تماسكا منذ شهر وبدأ الخطاب وانتهى -بالتأكيد- بموضوعات إيجابية."

غير أن الديمقراطيين لا يزالون قلقين من تعهد ترامب بخفض البرامج الاتحادية لزيادة الإنفاق العسكري وخططه لخفض الضرائب على الأثرياء والشركات وكذلك سياسته العدائية فيما يتعلق بترحيل المهاجرين إلى جانب أمور أخرى.

لكن من المؤكد أن العناصر التي تنذر بالسوء في خطاب ترامب خلال حملته الانتخابية لا تزال موجودة وإن خفت حدتها. فمثلما فعل خلال حملته فقد صور البلاد في وضع اقتصادي مدمر وتعاني من الإرهاب والمخدرات والعصابات والمهاجرين غير الشرعيين.

ومن المرجح أن يصدر البيت الأبيض في الأيام المقبلة نسخة معدلة من أمره بحظر السفر مما يشعل مجددا الجدل الذي ألقى بظلاله على الأسابيع الأولى من رئاسة ترامب.

وألقى ترامب الخطاب وهو يعاني من تراجع في شعبيته. فقد سلم في مقابلة مع فوكس نيوز بأنه وفريقه لم يكونوا فعالين في توصيل أفكارهم. وأظهر أحدث استطلاع لرويترز/إبسوس أن نحو 48 في المئة من الأمريكيين غير راضين عن أداء ترامب بينما يدعمه 46 في المئة وهي أرقام ضعيفة بالنسبة لرئيس جديد.

وقال ماكوياك إن خطاب ترامب قد يغير حظوظه في "لحطة حاسمة" بالنسبة لرئاسته. وقال "شعبيته ستتحسن من هذا الخطاب."

© Reuters. ترامب يحاول في خطابه التحول من مثير للانقسام إلى صانع للصفقات

لكن جون جير وهو خبير في الرأي العام بجامعة فاندربيلت لم يكن مقتنعا. وقال "سيتعين عليه أن يفعل أكثر من مجرد إلقاء خطاب."

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.