من أورهان جوسكون
أنقرة (رويترز) - يعتزم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إبلاغ قادة العالم في الأسبوع المقبل بأن أنقرة قادرة على لعب دور أساسي في وقف تمدد الإرهاب الذي يشمل تنظيم الدولة الإسلامية لكنها في الوقت عينه تتوقع أن يتفهم الآخرون دوافع حربها على المقاتلين الأكراد.
وتعتبر واشنطن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية لكنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية المرتبطة به حليفا رئيسيا لها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
غير أن الارتباط بين الجماعتين الكرديتين يثير قلق تركيا ومن المرجح أن يطرح أوغلو هذه المسألة بوضوح أكبر حينما تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع المقبل.
وفتحت تركيا قواعدها الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية غير أن غاراتها تركزت في المقابل على مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتصاعد القتال منذ انهارت في يوليو تموز هدنة بين الجيش التركي وحزب العمال الذي يسعى إلى كسب حقوق أوسع للأكراد.
وقال مسؤول تركي بارز إن "تركيا ستشرح تجربتها لقادة العالم سعيا للحصول على دعم لمنع تحول الشرق الأوسط إلى منطقة تصدّر الإرهاب إلى العالم."
وأضاف في تصريحات بدت موجهة إلى الولايات المتحدة "سيسلط رئيس الوزراء أيضا الضوء على أن دولا ومنظمات بعينها يجب أن تمتنع عن اتخاذ مواقف تشجع وتدعم حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات سعيا لاستقرار دائم في الشرق الأوسط."
وكرر داود أوغلو قبيل مغادرته إلى نيويورك مضمون هذه التصريحات بالقول "التركيز الأساسي هنا هو أنه لا يوجد إرهابي جيد وآخر سيء" مضيفا "مما يبعث على الأسف أنه في بعض الأحيان نجد ان موقف المجتمع الدولي من حزب العمال الكردستاني الذي قتل الكثير من المدنيين ورجال الأمن في الشهرين الماضيين لا يماثل موقفه من تنظيم الدولة الإسلامية."
*الأكراد السوريون يساعدون واشنطن
غير أن تصريحات جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع سلطت الضوء على الاختلاف الجوهري بين واشنطن وأنقرة.
وقال كيربي خلال إفادة صحفية "لا نعتبر وحدات حماية الشعب (الكردية) منظمة إرهابية."
وأضاف مستخدما اختصار الاسم القديم لتنظيم الدولة الإسلامية "لقد أثبتوا نجاحهم ضد داعش داخل سوريا."
وتخشى تركيا أن تضغط الجماعات الكردية في العراق وسوريا وتركيا من أجل تأسيس دولة كردية مستقلة.
أما العنوان الأساسي الثاني على جدول أعمال أوغلو خلال زيارته نيويورك فسيكون تدفق عشرات آلاف المهاجرين -وأكثرهم من مخيمات في تركيا والاردن ولبنان- أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا وهو ما يهدد مستقبل منطقة شينجن الأوروبية ذات الحدود المفتوحة.
وقال مسؤول تركي بارز آخر إن الاجتماع المزمع بين داود أوغلو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش انعقاد الجمعية العامة سيركز بشكل أساسي على موضوع أزمة اللاجئين.
وأضاف "التركيز الرئيسي سيكون على ضرورة أن تتخلى جميع الدول وخصوصا أوروبا عن سياسات الهجرة المرتكزة على الأمن."
وأضاف "هناك جميع أنواع الناس بين المهاجرين لكن إعاقة هذه العملية ظنا أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قد يكونون بينهم سيكون أمرا غير مثمر على الإطلاق."
واشار المسؤول إلى أن تركيا ستطلب من الأمم المتحدة التعهد بدعم إعادة تأهيل وتعليم المهاجرين وخصوصا النساء والأطفال.
وتابع بالقول "الأمر لا يكاد يتعلق بالمال. فالمطلوب هو تعاون شامل وخطة طويلة الأمد."