من إيجي توكساباي وأيلا جان ياكجلي
اسطنبول (رويترز) - قال وزير الداخلية التركي إفكان آلا إن عضوا تركيا في تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول عن التفجير الانتحاري في اسطنبول يوم السبت الذي قتل ثلاثة إسرائيليين وإيرانيا وأصاب عشرات الأشخاص.
والهجوم الذي وقع في شارع الاستقلال أشهر أحياء التسوق في اسطنبول هو الرابع الذي تشهده تركيا هذا العام والثاني الذي ينفذه متشددون إسلاميون. وفي يناير كانون الثاني الماضي فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من السائحين الألمان فقتل 12 منهم.
وفي تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي حالة تأهب أمني قصوى بعد تلك التفجيرات المتتالية التي أودت بحياة أكثر من 80 شخصا. ويوم الأحد ألغيت مباراة قمة لكرة القدم بين الغريمين فناربخشه وغلطة سراي وأخلي الاستاد في اسطنبول بسبب ما بدا أنه تهديد أمني.
وحدد الوزير التركي هوية المفجر بأنه رجل من مواليد إقليم غازي عنتاب الواقع بجنوب تركيا مؤكدا اعتقال خمسة أشخاص على صلة بالتفجير.
وقال آلا في مؤتمر صحفي على الهواء يوم الأحد "توصلنا إلى أن محمد أوزترك المولود عام 1992 في غازي عنتاب نفذ الهجوم الشنيع يوم السبت في اسطنبول. تبين أنه عضو في داعش."
وأكدت إسرائيل أن ثلاثة من مواطنيها قتلوا في التفجير بينهم اثنان يحملان الجنسية الأمريكية. وقال مسؤولون أتراك إن إيرانيا قتل أيضا.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تحاول تحديد إن كان الهجوم يستهدف إسرائيليين. وأصيب 11 إسرائيليا في الحادث من بين 36 هو العدد الإجمالي للمصابين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "لن نرضخ أبدا لأجندة الإرهاب. سنهزم المنظمات الإرهابية والقوى التي تقف وراءها من خلال الاهتمام بوحدة أمتنا."
* سيل من التفجيرات
وتركيا عضو في تحالف تتزعمه الولايات المتحدة يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في جارتيها سوريا والعراق كما تقاتل مسلحين أكرادا في جنوب شرق البلاد بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار دام عامين ونصف العام في يوليو تموز.
وأثارت التفجيرات المتتالية تساؤلات بشأن قدرة تركيا على حماية نفسها من خطر امتداد الصراعات في سوريا والمناطق الكردية إلى داخل أراضيها.
وتبنت جماعة على صلة بحزب العمال الكردستاني المسلح المسؤولية عن هجومين بسيارات مفخخة نفذا في الفترة الأخيرة في العاصمة أنقرة قتل فيهما 66 شخصا. وتعتبر تركيا أن المكاسب التي تحققها وحدات كردية تقاتل في سوريا تلهب حماس المسلحين الأكراد لديها.
وقالت مصادر أمنية إن الشرطة تستجوب والد المشتبه به أوزترك وشقيقه وإنها حددت هويته من خلال مضاهاة عينات الحمض النووي من موقع الانفجار بعينة أخذت من والده.
وأضافت المصادر الأمنية أن عائلة أوزترك أبلغت عن اختفائه بعد ذهابه إلى اسطنبول في 2013.
وضعت الشرطة في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء تركيا يوم الأحد بعد هجوم يوم الأحد وبسبب مخاوف من اشتباكات محتملة خلال احتفالات عيد النيروز التي يحتفل بها الأكراد بشكل أساسي.
وطالبت السفارة الأمريكية وبعض السفارات الأجنبية الأخرى مواطنيها بضرورة توخي الحذر قبل احتفالات عيد النيروز.
وقال وزير الداخلية التركي إن السلطات نشرت مئتي ألف عنصر من الشرطة وقوات الدرك بعضها سيوضع في نقاط تفتيش. ونشرت كذلك مئات من أجهزة كشف المفرقعات.
لكن الوزير آلا أقر بصعوبة تعقب المفجرين الانتحاريين الذين يتصرفون بشكل منفرد.
وأضاف "علينا اتخاذ جميع الإجراءات لمنع أي أعمال إرهابية. لكن تقع أحيانا تفجيرات انتحارية يصعب منعها."
* "نحن هنا"
ساد هدوء مخيف شوارع اسطنبول التي تكتظ عادة بالسيارات والمارة أيام الأحد باستثناء هدير طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة في السماء.
ورغم الهدوء الذي ساد شارع الاستقلال في بداية يوم الاحد فإن الوضع تغير في المساء حيث تجمعت حشود قرب نصب تذكاري أقيم على عجل في موقع التفجير حيث وضع المعزون أكاليل ورود قرب لوحات كتب عليها عبارة "نحن هنا. لسنا خائفين."
ووصف أحمد ميركيت الذي وقف حاملا علم تركيا قرب موقع التفجير الحادث بأنه هجوم على جميع الأتراك. وقال "من قاموا بذلك لا يمكنهم الادعاء بأنهم مسلمون. هؤلاء لا دين لهم.
"يجب أن نظل مجتمعا ديمقراطيا. نحن أمة لا تستسلم أبدا.. لن نستسلم الآن للإرهاب."
وقال القنصل الهولندي العام روبرت شوديبوم الذي حضر لوضع الزهور في الموقع إنه كان يمكن أن تقع هجمات أخرى.
وأضاف "حتى أقوى الأجهزة الأمنية وأفضل المعلومات لا يمكنها منع الإرهاب.. التحليل العام أن بوسعنا توقع مزيد من الهجمات."
وأفاد مستخدمو منصات تواصل اجتماعي بينها تويتر وفيسبوك بصعوبة الوصول إليها. وحظرت السلطات هذه المواقع بعد تفجيرات سابقة حيث تتعلل عادة بأن السبب هو تداول صور للحوادث على الإنترنت.
ولم يتسن على الفور معرفة إن كانت ألمانيا ستعيد فتح مقار بعثاتها الدبلوماسية ومدارسها في تركيا يوم الاثنين بعدما أغلقتها الأسبوع الماضي متعللة بتهديد أمني. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن القرار سيعلن قبل تطبيقه بقليل.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)