بكين (رويترز) - لم تحجب بعد الرقابة الصينية التي منعت غالبية المناقشات حول الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في هونج كونج على الانترنت عمليات البحث عن "ثورة المظلات" وهو الاسم الذي اطلق على هذه الحركة وان كان هذا قد لا يدوم طويلا.
ولا يزال بوسع مستخدمي الانترنت الصينيين حتى يوم الثلاثاء نشر تعليقات تحت كلمات رمزية (هاشتاج) "لثورة المظلات" بالصينية والانجليزية على موقع سينا ويبو وهو خدمة شعبية في الصين على غرار تويتر.
وتحجب الصين مواقع أجنبية شعبية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب خوفا من يؤدي تبادل الصور والمعلومات بين أكثر من 600 مليون مستخدم للشبكة العنكبوتية الى اضطرابات اجتماعية.
وأصبحت المظلات رمزا لحركة الاحتجاجات في هونج كونج بعد ان استخدمها المحتجون لدرء مسحوق الفلفل والغاز المسيل للدموع التي استخدمتها الشرطة ضدهم يوم الاحد.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في شتى انحاء العالم بما في ذلك موقع سينا ويبو بصور المظلات من كل الالوان حيث اعتاد مستخدمو الشبكة على استخدام رموز مختصرة لتفادي استخدام عبارات مثل هونج كونج او بكين في محاولة فيما يبدو لعدم لفت انتباه الرقابة الصينية.
وقال أحد المستخدمين على سينا ويبو "في وجه معارض قوي ليس بوسعنا الا ان نستخدم المظلات."
وقال آخر "لترى بي.جيه ضوء (ثورة المظلات)" في اشارة فيما يبدو الى العاصمة الصينية بكين.
واستخدم آخرون وسائل مبتكرة للتحايل على ما سمي "سور النيران العظيم" في اشارة الى الاجراءات التي تنتهجها الجهات المسؤولة عن أمن الانترنت لحجب الدخول الى أشياء تعتبرها السلطات حساسة.
وقال أحد المستخدمين "أصداء تي*ن*مين تتردد في ه*نج ك*نج" في اشارة الى فض المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في ميدان تيانانمين في قلب العاصمة الصينية عام 1989.
ولم يتضح لماذا ظلت عمليات البحث عن "ثورة المظلات" متاحة على موقع سينا ويبو رغم حجبها على موقع تينسنت ويبو وهو موقع آخر للتدوين المصغر.
وتحدى أمس الاثنين محتجون مطالبون بالديمقراطية في هونج كونج قنابل الغاز المسيل للدموع وهراوات الشرطة في قلب المركز المالي العالمي في واحد من أكبر التحديات السياسية التي تواجه بكين منذ تحدي تيانانيمن قبل 25 عاما.
وهذه الاضطرابات هي الأسوأ منذ عودة هونج كونج المستعمرة البريطانية السابقة إلى سيادة الصين في 1997.
وعادت هونج كونج الى سيادة الصين بموجب صيغة سميت "دولة واحدة ونظامان" سمحت بقدر كبير من الحكم الذاتي والحريات لا تتمتع به الصين نفسها. ويطالب عشرات الالاف من المحتجين غالبيتهم طلبة بكين بمنحهم ديمقراطية كاملة وحرية اختيار مرشحيهم في الانتخابات.
لكن بكين رفضت الشهر الماضي مطالب أهالي هونج كونج بان يختاروا زعيمهم القادم في جو من الحرية عام 2017. وهو ما فجر تهديدات من جانب النشطاء باغلاق حي المال الرئيسي. وتريد الصين ان تقتصر الانتخابات على عدد قليل من المرشحين الموالين لبكين.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)