💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تنظيم الدولة الاسلامية يعلن سيطرته التامة على تدمر بسوريا

تم النشر 21/05/2015, 19:34
© Reuters. تنظيم الدولة الاسلامية يعلن سيطرته التامة على تدمر بسوريا

من سيلفيا ويستال

بغداد (رويترز) - أحكم تنظيم الدولة الاسلامية قبضته على مدينة تدمر التاريخية في سوريا بعد أيام من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية الأمر الذي يشير إلى تنامي قوة الدفع للتنظيم الذي تقول جماعة مراقبة إنه يسيطر حاليا على نصف أراضي سوريا.

ولا يضع التقدم الذي أحرزه التنظيم المزيد من الضغوط على دمشق وبغداد وحسب بل إنه يلقي بظلال من الشك على استراتيجية الولايات المتحدة التي تعتمد فقط تقريبا على الغارات الجوية لهزيمته.

وعزز مقاتلون موالون للتنظيم قبضتهم على مدينة سرت الليبية - مسقط رأس معمر القذافي - موسعين نفوذهم في المنطقة أيضا.

وقال التنظيم في بيان نشره أتباعه على موقع تويتر يوم الخميس إنه يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك لتكون هذه أول مرة يستولون فيها بشكل مباشر على مدينة من الجيش السوري وحلفائه.

وقال البيان "بعد انهيار قوات النظام النصيري وفرارهم مخلفين وراءهم أعدادا كبيرة من القتلى ملأت ساحة المعركة فلله الحمد والمنة."‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬ ولم يذكر البيان أي أعداد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا يوم الخميس إن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية بعد أكثر من أربع سنوات على بدء الحرب الأهلية التي اندلعت بعد احتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد.

ودمر التنظيم المتشدد آثارا ومعالم قديمة في العراق وهناك مخاوف من أن يفعل الشيء نفسه في تدمر أحد أهم مواقع التراث العالمي في الشرق الأوسط التي تضم اثارا تعود للعصر الروماني ومن بينها معابد وأعمدة ومسرح في حالة ممتازة.

وتصف منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الموقع بأنه ملتقى طرق تاريخي بين الامبراطورية الرومانية والهند والصين وبلاد فارس القديمة وشهادة على تنوع تراث العالم.

وقالت ايرينا بوكوفا المديرة العامة ليونسكو لتلفزيون رويترز "ربما تكون لدينا معتقدات مختلفة ... وأراء مختلفة لكن علينا حماية مثل هذه الآثار المذهلة للتاريخ البشري."

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن مقاتلي الدولة الإسلامية دخلوا المواقع التاريخية بحلول الساعات الأولى من صباح يوم الخميس لكن لم ترد تقارير على الفور عن أي تدمير.

وقال مأمون عبد الكريم مدير عام المتاحف والآثار السورية لرويترز عبر الهاتف يوم الخميس "انه سقوط للحضارة...المجتمع الانساني الحضاري خسر المعركة لصالح الهمجية."

ووجه الأزهر الشريف في مصر دعوة إلى العالم لحماية تدمر قائلا إن تدمير أو نهب التراث الثقافي محرم دينيا.

وقال عبد الرحمن إن الاشتباكات الدائرة في المنطقة منذ يوم الأربعاء أسفرت عن مقتل مئة من المقاتلين الموالين للحكومة على الأقل.

وقالت وسائل إعلام سورية حكومية إن قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة أجلت المدنيين قبل الانسحاب.

والهجوم على المدينة يأتي في إطار تقدم التنظيم غربا وهو ما يزيد الضغط على القوات الحكومية المنهكة والقوات المتحالفة معها والتي منيت أيضا بخسائر مؤخرا في الشمال الغربي وفي الجنوب.

ويمثل الاستيلاء على المدينة مكسبا عسكريا استراتيجيا لتنظيم الدولة الاسلامية لأنها تضم منشآت حديثة للجيش وتقع على طريق سريع صحراوي يربط دمشق وحمص مع الشرق الذي تسيطر على معظمه المعارضة.

وعبرت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن مخاوفها من أن آلاف الأشخاص في تدمر معرضون للخطر فضلا عن المواقع الثقافية.

وقالت في بيان "أعمال القتل الجماعي والتدمير المتعمد للتراث الأثري والثقافي في سوريا والعراق يرقى إلى حد جرائم الحرب."

ورغم أن الدولة الاسلامية استولت على مساحات كبيرة من أراضي سوريا فإن المناطق التي تسيطر عليها قليلة السكان في أغلبها. وتقع المدن الرئيسية في سوريا بما فيها العاصمة دمشق في الطرف الغربي من البلاد على الحدود مع لبنان والخط الساحلي.

وفي شمال شرق سوريا تشن قوات كردية تدعمها غارات جوية تقودها الولايات المتحدة هجوما على التنظيم في محافظة الحسكة التي تربط بين الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. وقتل عشرات من أعضائه هذا الاسبوع وقال التلفزيون الحكومي إن الجيش حقق تقدما في المنطقة اليوم الخميس.

*هجوم مضاد

جاء سقوط تدمر بعد خمسة أيام فقط من استيلاء التنظيم على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية.

وقالت القوات العراقية يوم الخميس إنها أحبطت محاولة ثالثة لتنظيم الدولة الاسلامية لاختراق خطوطها الدفاعية شرقي مدينة الرمادي الليلة الماضية.

وتبادلت الشرطة ومقاتلون سنة موالون للحكومة قذائف المورتر ونيران القناصة مع المسلحين على طول خط المواجهة الجديد في حصيبة الشرقية التي تقع في منتصف الطريق تقريبا بين الرمادي وقاعدة الحبانية حيث يتم الاعداد لهجوم مضاد لاستعادة المدينة.

ومثل سقوط الرمادي أكبر انتكاسة للحكومة العراقية في عام وكشف عن حدود فاعلية القوات العراقية وحملة جوية تقودها الولايات المتحدة لاضعاف التنظيم وتدميره.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن الولايات المتحدة تنوي تسليم العراق ألف قطعة سلاح مضاد للدبابات في يونيو حزيران للتصدي للتفجيرات الانتحارية لتنظيم الدولة الاسلامية كتلك التي ساعدته في الاستيلاء على مدينة الرمادي.

وأمرت الحكومة العراقية قوات الحشد الشعبي الشيعية التي يرتبط بعضها بعلاقات وثيقة مع ايران بالانضمام إلى معركة استعادة الرمادي مما يثير المخاوف من تجدد التوترات الطائفية في العراق.

وأعلنت واشنطن إنها ستدعم الهجوم المضاد لاستعادة الرمادي لكنها تقول إنه يجب أن يضم قوات سنية وشيعية تحت القيادة المباشرة للحكومة المركزية في بغداد.

ويسعى المسلحون في الرمادي إلى تعزيز مكاسبهم في محافظة الأنبار من خلال محاولة التقدم شرقا صوب قاعدة الحبانية حيث تتجمع قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعية.

وقال الرائد خالد الفهداوي من الشرطة مستخدما الاسم الشائع لتنظيم الدولة الاسلامية "تحاول داعش باستماتة اختراق دفاعاتنا لكن هذا مستحيل حاليا." وأضاف "حاولوا خلال الليل اختراق دفاعاتنا لكنهم فشلوا. طائرات الهليكوبتر العسكرية كانت في انتظارهم."

© Reuters. تنظيم الدولة الاسلامية يعلن سيطرته التامة على تدمر بسوريا

والحبانية واحدة من الجيوب القليلة المتبقية تحت سيطرة الحكومة في الأنبار وتقع بين الرمادي والفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ أكثر من عام.‭‭

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.