مدريد (رويترز) - حل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضيفا على ملك إسبانيا في مدريد يوم الأحد وسيلتقي القائم بأعمال رئيس وزراء البلاد في وقت لاحق من نفس اليوم لكن أعمال العنف التي شهدتها الولايات المتحدة طغت على رحلة كان هدفها إظهار التضامن مع أوروبا.
وهذه هي أول زيارة لأوباما إلى إسبانيا خلال رئاسته. وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن من المهم أن يقوم أوباما بهذه الرحلة لأن إسبانيا هي الدولة الوحيدة بين الدول الكبرى في أوروبا التي لم يزرها منذ توليه المنصب.
وكان مقررا أن يمكث أوباما يومين في إسبانيا بعد حضور قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو خلال اليومين الماضيين. وخلال القمة تعهد الأمريكيون والإسبان وحلفاء آخرون بالوقوف متحدين أمام تهديدات من روسيا ولمواجهة تداعيات تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
لكن مقتل خمسة من الشرطة الأمريكية في دالاس على يد قناص يوم الخميس بعد قتل الشرطة رجلين أسودين في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا دفع البيت الأبيض لاتخاذ قرار باختصار الزيارة ليوم واحد ليتسنى لأوباما الذهاب إلى دالاس.
وألغيت بالتالي خطط لجولة يزور فيها الرئيس معالم أشبيلية وللقاء مواطنين إسبان. وسيختصر الرئيس الذي وصل مدريد مساء يوم السبت اجتماعيه بالملك فيليبي السادس والقائم بأعمال رئيس الوزراء ماريانو راخوي يوم الأحد.
وسيلقي أوباما كذلك كلمة أمام القوات في قاعدة بحرية قبل العودة للولايات المتحدة مساء يوم الأحد.
وقال أوباما في القصر الملكي وبجواره الملك فيليبي إنه كان يود البقاء لفترة أطول في إسبانيا التي لم يزرها من قبل إلا قبل التحاقه بكلية الحقوق حين سافر في رحلة رخيصة كانت في أغلبها سيرا على الأقدام.
وأضاف "نعيش أسبوعا صعبا في الولايات المتحدة لذا فإن زيارتي اختصرت بعض الشيء لكني رأيت أن من المهم للغاية بالنسبة لي أن أحضر بالنظر للصداقة والتحالف الاستثنائي بين إسبانيا والولايات المتحدة."
وقال الملك فيليبي الذي حل ضيفا على أوباما في البيت الأبيض العام الماضي مع زوجته إن إسبانيا ملتزمة بمواصلة أقصى درجات التعاون مع الولايات المتحدة.
وأضاف الملك "إسبانيا وأمريكا تتقاسمان نفس المبادئ والمصالح ولقد تعززت الروابط بين البلدين بشدة في جميع النواحي."
وفي مقابلة مع صحيفة إل باييس الإسبانية يوم السبت وصف أوباما إسبانيا بأنها "شريك أوروبي لا غنى عنه."
وقال أوباما في المقابلة "إسبانيا حليف قوي في حلف شمال الأطلسي ونحن ممتنون لاستضافتها قوات أمريكية منذ عقود.. كما أنها شريك تجاري مهم.
"لهذا فإن الولايات المتحدة ملتزمة التزاما عميقا بالحفاظ على علاقتنا قوية وعلى وحدة إسبانيا."
وتأتي زيارة أوباما لمدريد بعد فشل حزب الشعب الذي ينتمي إليه راخوي في تحقيق أغلبية برلمانية في انتخابات جرت الشهر الماضي لتقع البلاد في مأزق سياسي بينما تسعى الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)