من ساردار رازمال
قندوز (أفغانستان) (رويترز) - قتل عشرات المدنيين الأفغان يوم الخميس في ضربات جوية تم استدعاؤها عندما تعرضت القوات الأمريكية والمحلية لإطلاق نار كثيف خلال عملية في شمال أفغانستان قتل فيها أيضا عسكريين أمريكيين اثنين.
وقال مسؤولون أفغان إن قتالا عنيفا نشب خلال الليل في قرية بوز قندهاري التي تقع على بعد نحو خمسة كيلومترات عن وسط مدينة قندوز التي نجح مقاتلو طالبان الأفغانية في دخولها الشهر الماضي.
وتم استدعاء الغطاء الجوي لحماية القوات الخاصة الأمريكية والأفغانية التي تنفذ العملية مما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.
وقال أسد الله عمر خيل حاكم إقليم قندوز الأفغاني "قتل أكثر من 30 مدنيا للأسف بينهم نساء وأطفال أثناء القتال. إنها حادثة مروعة" وأضاف أن العشرات أصيبوا.
واندلعت احتجاجات غاضبة من المدنيين الذين حملوا جثث العديد من القتلى إلى قندوز التي شهدت معارك شرسة في أوائل أكتوبر تشرين الأول.
وقال جول أحمد وهو يشير إلى جثث أقارب له قتلوا في الضربات الجوية "هذه الجثث التي تراها هنا هي إما لأطفال أو نساء إنهم ليسوا من طالبان. كل من قتلوا هنا نساء وأطفال أبرياء أنظر إلى الجثث هناك."
وفي بيان قال الجيش الأمريكي إن القوات تعرضت لهجوم خلال عملها مع شركائها الأفغان لتطهير موقع لطالبان والتصدي لعمليات الجماعة في المنطقة المحيطة بالمدينة.
وقال البريجادير جنرال تشارلز كليفلاند من مهمة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي "في إطار عملية أفغانية .. تعرضت قوات صديقة لنيران مباشرة وتم تنفيذ ضربات جوية للدفاع عنها. نحن نأخذ كل مزاعم سقوط قتلى ومصابين من المدنيين بمنتهى الجدية."
وفي بيان قالت طالبان إن القوات الأمريكية كانت ضالعة في مداهمة للقبض على ثلاثة مقاتلين عندما تعرضت لإطلاق نار كثيف ثم استهدفت ضربة جوية القرية التي كان يدور فيها القتال وتسببت في قتل الكثير من المدنيين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الخميس إنه شعر "بحزن عميق" لدى علمه بمقتل اثنين من العسكريين الأمريكيين وإصابة أربعة خلال الليل في أفغانستان.
وقال كارتر في بيان "كان أفراد قواتنا يؤدون دورهم لمساعدة الأفغان على تأمين بلادهم فيما يحمون بلادنا ممن يضمرون لنا الأذى."
ووفقا للبيانات التي صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قتل 1832 من العسكريين الأمريكيين خلال أعمال قتالية في أفغانستان منذ عام 2001 عندما غزت قوات بقيادة الولايات المتحدة البلاد للإطاحة بحكومة طالبان.
* أمن قندوز في خطر
ويسلط العنف الضوء على الوضع الأمني المتداعي حول قندوز التي كان مقاتلو طالبان قاب قوسين أو أدنى من السيطرة عليها الشهر الماضي بعد عام من خضوعها لسيطرتهم بالفعل لفترة وجيزة في أكبر نجاح لهم في حربهم المستمرة منذ 15 عاما.
وعلى الرغم من استعادة السيطرة على المدينة نفسها يسيطر المسلحون على مناطق واسعة محيطة بها.
ولم يقدم الجيش الأمريكي تفاصيل عن هوية الجنديين القتيلين ولا وحدتهما ولا ملابسات مقتلهما.
وعلى الرغم من أن العمليات القتالية الأمريكية ضد طالبان انتهت تقريبا في عام 2014 فقد شاركت وحدات من القوات الخاصة بشكل متكرر في القتال أثناء مساعدتها للقوات الأفغانية.
وقال معصوم هاشمي نائب قائد الشرطة في إقليم قندوز إن الشرطة تتحقق من وجود صلات بين أي من القتلى وطالبان.
ولا يزال آلاف الجنود الأمريكيين في أفغانستان في إطار مهمة التدريب والمساعدة التابعة لعملية الدعم الحازم ولمهمة منفصلة لمكافحة الإرهاب.
وجاء مقتل الجنديين بعد شهر من مقتل عسكري أمريكي آخر في عملية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في إقليم ننكرهار في شرق البلاد.
وتكبدت القوات الأفغانية -التي تقاتل بمفردها تقريبا منذ انتهاء المهمة القتالية الدولية- خسائر بالآلاف في صفوفها بمقتل أكثر من 5500 في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20161103T125724+0000