من ايلا جين ياكلي ونيك تاترسال
اسطنبول (رويترز) - قال صحفي وكاتب أمريكي مخضرم يوم الأربعاء إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عرقل حصوله على المواطنة الفخرية وأعلن أنه عدو للدولة وذلك مع اشتداد حدة حرب يشنها الزعيم التركي على وسائل الاعلام التي تنتقده قبل الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.
وفي اطار ما يعتبره خصوم إردوغان حملة لتكميم أفواه المعارضة وجه الرئيس التركي في الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة لمؤسسات إخبارية من بينها صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة حريت اليومية التركية بينما سعت النيابة العامة هذا الشهر لاغلاق قناتين تلفزيونيتين اعتبرتا معارضتين للحكومة بتهم تتصل بالارهاب.
ويمنع الدستور إردوغان من ممارسة السياسة الحزبية بوصفه رئيسا للدولة لكنه يلقي الخطب في شتى أنحاء تركيا قبل الانتخابات التي تجري في السابع من يونيو حزيران على أمل أن يحقق حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبية كبيرة تكفي لإقرار توسيع نطاق صلاحياته.
وقال إردوغان "منذ متى بدأتم التدخل هنا من الولايات المتحدة؟ ومن تظنون أنفسكم؟" وذلك في خطاب ألقاه في حي أوسكودار باسطنبول يوم الثلاثاء بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية لمحت إلى انخراطه في "التلاعب الأعمى بالعملية السياسية".
وسافر ستيفن كينزر رئيس مكتب الصحيفة الأمريكية في تركيا سابقا إلى مدينة غازي عنتاب هذا الاسبوع حيث كان من المقرر أن يحصل على المواطنة الفخرية بسبب تغطيته الإخبارية قبل 15 عاما التي ساعدت في إنقاذ لوحات رومانية من الفسيفساء معرضة للخطر.
لكن كينزر الذي ألف كتبا عن الشرق الأوسط قال إن مضيفيه في تلك المدينة قالوا له وهم يشعرون بالحرج إنه تم إلغاء تكريمه بناء على أوامر شخصية من إردوغان بسبب عمود كتبه في صحيفة بوسطن جلوب في يناير كانون الثاني الماضي.
وقال مسؤولون في مكتب إردوغان إنهم ليس لديهم أي معلومات عن هذه المسألة ولم يتسن على الفور الاتصال بمكتب رئيس بلدية مدينة غازي عنتاب للتعليق على الأمر.
وقال كينزر لرويترز هاتفيا من غازي عنتاب "من الغريب أن نجد رئيس دولة يهتم إلى هذا الحد ببضع جمل تنتقده ظهرت في صحيفة على بعد آلاف الأميال منذ شهور. هذا يرفعني إلى مستوى لم أطمح حتى أن أصل إليه."
وأضاف أن رئيس بلدية غازي عنتاب قيل له أن كينزر "عدو لحكومتنا وبلادنا" لأنه كتب في عمود في الرابع من يناير كانون الثاني إن إردوغان "يجلس في قصر من ألف غرفة يندد بالاتحاد الاوروبي ويصدر المراسيم للقبض على الصحفيين ويتندر على التنورات القصيرة والحد من النسل."
* "ماذا تريدون منا؟"
يؤكد إردوغان فكرة أن تركيا - التي تقبع قرب ذيل القوائم الدولية لترتيب الدول في حرية الصحافة - تملك وسائل إعلام حرة ويرفض أي إشارة لغير ذلك. وقد أعلن في يناير كانون الثاني الماضي أن الصحفيين الأتراك يتمتعون بحرية أكبر من أي صحفي في أوروبا.
غير أن السلطات كثيرا ما استخدمت قوانين مكافحة الارهاب ذات التعريفات الفضفاضة في تقديم صحفيين للمحاكمة في الماضي بينما مازال عشرات يواجهون دعاوى قانونية بسبب إشارتهم لفضيحة فساد مست الدائرة المقربة من إردوغان في ديسمبر كانون الأول عام 2013.
كما هاجم إردوغان صحيفة حريت في لقاءاته الجماهيرية الأخيرة لنشرها عنوانا عن إحالة أوراق الرئيس المصري السابق محمد مرسي لل
من ايلا جين ياكلي ونيك تاترسال
اسطنبول (رويترز) - قال صحفي وكاتب أمريكي مخضرم يوم الأربعاء إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عرقل حصوله على المواطنة الفخرية وأعلن أنه عدو للدولة وذلك مع اشتداد حدة حرب يشنها الزعيم التركي على وسائل الاعلام التي تنتقده قبل الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.
وفي اطار ما يعتبره خصوم إردوغان حملة لتكميم أفواه المعارضة وجه الرئيس التركي في الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة لمؤسسات إخبارية من بينها صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة حريت اليومية التركية بينما سعت النيابة العامة هذا الشهر لاغلاق قناتين تلفزيونيتين اعتبرتا معارضتين للحكومة بتهم تتصل بالارهاب.
ويمنع الدستور إردوغان من ممارسة السياسة الحزبية بوصفه رئيسا للدولة لكنه يلقي الخطب في شتى أنحاء تركيا قبل الانتخابات التي تجري في السابع من يونيو حزيران على أمل أن يحقق حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبية كبيرة تكفي لإقرار توسيع نطاق صلاحياته.
وقال إردوغان "منذ متى بدأتم التدخل هنا من الولايات المتحدة؟ ومن تظنون أنفسكم؟" وذلك في خطاب ألقاه في حي أوسكودار باسطنبول يوم الثلاثاء بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية لمحت إلى انخراطه في "التلاعب الأعمى بالعملية السياسية".
وسافر ستيفن كينزر رئيس مكتب الصحيفة الأمريكية في تركيا سابقا إلى مدينة غازي عنتاب هذا الاسبوع حيث كان من المقرر أن يحصل على المواطنة الفخرية بسبب تغطيته الإخبارية قبل 15 عاما التي ساعدت في إنقاذ لوحات رومانية من الفسيفساء معرضة للخطر.
لكن كينزر الذي ألف كتبا عن الشرق الأوسط قال إن مضيفيه في تلك المدينة قالوا له وهم يشعرون بالحرج إنه تم إلغاء تكريمه بناء على أوامر شخصية من إردوغان بسبب عمود كتبه في صحيفة بوسطن جلوب في يناير كانون الثاني الماضي.
وقال مسؤولون في مكتب إردوغان إنهم ليس لديهم أي معلومات عن هذه المسألة ولم يتسن على الفور الاتصال بمكتب رئيس بلدية مدينة غازي عنتاب للتعليق على الأمر.
وقال كينزر لرويترز هاتفيا من غازي عنتاب "من الغريب أن نجد رئيس دولة يهتم إلى هذا الحد ببضع جمل تنتقده ظهرت في صحيفة على بعد آلاف الأميال منذ شهور. هذا يرفعني إلى مستوى لم أطمح حتى أن أصل إليه."
وأضاف أن رئيس بلدية غازي عنتاب قيل له أن كينزر "عدو لحكومتنا وبلادنا" لأنه كتب في عمود في الرابع من يناير كانون الثاني إن إردوغان "يجلس في قصر من ألف غرفة يندد بالاتحاد الاوروبي ويصدر المراسيم للقبض على الصحفيين ويتندر على التنورات القصيرة والحد من النسل."
* "ماذا تريدون منا؟"
يؤكد إردوغان فكرة أن تركيا - التي تقبع قرب ذيل القوائم الدولية لترتيب الدول في حرية الصحافة - تملك وسائل إعلام حرة ويرفض أي إشارة لغير ذلك. وقد أعلن في يناير كانون الثاني الماضي أن الصحفيين الأتراك يتمتعون بحرية أكبر من أي صحفي في أوروبا.
غير أن السلطات كثيرا ما استخدمت قوانين مكافحة الارهاب ذات التعريفات الفضفاضة في تقديم صحفيين للمحاكمة في الماضي بينما مازال عشرات يواجهون دعاوى قانونية بسبب إشارتهم لفضيحة فساد مست الدائرة المقربة من إردوغان في ديسمبر كانون الأول عام 2013.
كما هاجم إردوغان صحيفة حريت في لقاءاته الجماهيرية الأخيرة لنشرها عنوانا عن إحالة أوراق الرئيس المصري السابق محمد مرسي للمفتي تمهيدا للحكم بإعدامه أشارت فيه إلى حصوله على 52 في المئة من أصوات الناخبين المصريين.
وأشار إردوغان الذي حصل أيضا على 52 في المئة في انتخابات الرئاسة في أغسطس اب الماضي إلى أن العنوان يشير إليه شخصيا والغرض منه أن يدلل على أنه يجب أن يلقى نفس المصير.
وتربط جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي صلات وثيقة بحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي أسسه إردوغان.
وردت صحيفة حريت بصراحة فظة غير معهودة في افتتاحية يوم الجمعة الماضي فقالت "ماذا تريد منا؟ ولماذا تهاجمنا بظلم بين وتشنيعات واضحة؟"
من ناحية أخرى سعى ممثل للنيابة هذا الشهر لاغلاق قناتي سمانيولو وبوجون التلفزيونيتين حسبما قالت وسائل إعلام محلية. وترتبط القناتان بشبكة الداعية الاسلامي فتح الله كولن الذي يتهمه إردوغان بالسعي لإقامة "دولة موازية" والاطاحة به.
وفي الشهور الأخيرة تعرض صحفيون يعملون بصحف وقنوات تلفزيونية تربطها صلات بكولن للاعتقال واتهموا بالارهاب ومن بينهم أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة زمان الذي منع من السفر.
وقال دومانلي لرويترز "أرى صلة مباشرة بالانتخابات" مضيفا أن الغرض فيما يبدو هو منع التقارير الصحفية التي لا تتحدث في صالح الحكومة من أن ترى النور.
وأضاف "بالعقلية الدكتاتورية يمكن لشخص أن يقول إنك عدو ويعدمك من خلال ممثلي النيابة والقضاة الذين سبق إعدادهم."