من فريدريك دال
فيينا (رويترز) - قال دبلوماسيون يوم الخميس إن من المتوقع ان تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمحاولة جديدة قريبا لتسريع وتيرة تحقيقاتها في أبحاث نووية مشبوهة لايران وذلك بعد مرور أكثر من شهر على مهلة فوتتها الجمهورية الاسلامية للتعاون مع الوكالة التابعة للامم المتحدة.
وقال الدبلوماسيون إن الوكالة وايران قد تجتمعان في مطلع الاسبوع القادم في طهران فيما تسعى الوكالة الدولية لتحقيق تقدم في التحقيق الذي يسير بخطوات وئيدة في البرنامج النووي الايراني.
ولم يرد تعليق فوري من الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها والتي تسعى منذ سنوات للتحقيق في مزاعم غربية تفيد بان ايران عكفت على تصميم رأس حربي نووي. وتقول ايران إن برنامجها يقتصر على الأغراض السلمية.
ويقول مسؤولون غربيون إنه يتعين على ايران تكثيف تعاونها مع الوكالة ان كانت تريد التوصل لاتفاق دبلوماسي أشمل مع القوى العالمية لانهاء نزاع نووي مضي عليه عشر سنوات وكي ترفع عن كاهلها تدريجيا عقوبات اقتصادية وعقوبات اخرى.
وقالت الوكالة في مطلع الشهر الماضي إن طهران لم تقدم اجابات عن اسئلة تضمنها اتفاق خاص بمهلة انقضت في 25 اغسطس آب بشأن شقين من التحقيقات في أنشطة بحثية مزعومة يمكن تطبيقها في اي محاولة لإجراء تجارب متفجرات تتعلق بصنع قنابل نووية وحسابات خاصة بالنيوترونات.
ورفضت ايران هذه المزاعم ووصفتها بانه لا أساس لها. ومنذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني -الذي ينظر اليه باعتباره براجماتيا- في العام الماضي على اساس برنامج لانهاء العزلة الدولية المفروضة على بلاده وعدت ايران بالتعاون مع الوكالة الدولية لتبديد هذه الشكوك.
وكان انتخاب روحاني قد أنعش الآمال بايجاد حل للمواجهة مع الغرب بعد توتر متصاعد استمر سنوات ومخاوف من اندلاع حرب جديدة بمنطقة الشرق الأوسط. وكان قد تم التوصل لاتفاق مؤقت بين ايران والقوى العالمية الست الكبرى -وهي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا- في جنيف في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي.
إلا ان الجانبين لم يلتزما بموعد مستهدف كانا قد حدداه وغايته يوليو تموز للتوصل لاتفاق طويل الأجل وهما يواجهان الآن موعدا جديدا ينقضي في 24 نوفمبر تشرين الثاني القادم. وقال الجانبان إنه لم يتحقق تقدم يذكر بشأن تذليل نقاط الخلاف المهمة في أحدث جولة من المحادثات والتي انتهت في نيويورك يوم الجمعة الماضي.
وفيما تسعى القوى الكبرى للحد من حجم البرنامج النووي لايران مستقبلا -وبالتالي تمديد الوقت الذي تحتاجه طهران لأي محاولة لتجميع مواد انشطارية لصنع أسلحة- تعكف الوكالة الدولية على التحقيق في ابحاث وتجارب مزعومة اجريت في الماضي يمكن استخدامها لصنع قنبلة.
ويقول مسؤولون غربيون إنه رغم عدم وجود فرصة لاستكمال تحقيق الوكالة الدولية قبل الموعد المستهدف لمحادثات القوى الست فان بعضا من تخفيف العقوبات الذي تسعى اليه طهران ربما يعتمد على حجم تعاونها مع الوكالة التابعة للمنظمة الدولية.
ونشرت الوكالة الدولية تقريرا عام 2011 يتضمن معلومات مخابرات اوضحت وجود برنامج لابحاث الاسلحة النووية لايران توقف عام 2003 عندما تعرضت لضغوط دولية متزايدة.
واوضحت معلومات المخابرات ان بعض الانشطة ربما استؤنف لاحقا وحدد التقرير نحو 12 مجالا محددا قال انها تحتاج الى ايضاحات.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)