💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ذكريات الأطفال السوريين عن وطنهم تتلاشى في مخيم الزعتري بالأردن

تم النشر 14/03/2016, 20:47
© Reuters. ذكريات الأطفال السوريين عن وطنهم تتلاشى في مخيم الزعتري بالأردن

من بشرى الشخشير

مخيم الزعتري (الأردن) (رويترز) - على مدى خمس سنوات من الحرب في سوريا تحولت الخيام في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن إلى أكواخ راسخة وأصبحت الممرات الترابية داخله ممهدة وأطلقت عليها أسماء وولد جيل لآباء وأمهات يخشون ألا يرى أولادهم الوطن أبدا.

وشهد حذيفة الحريري الذي فر من مدينة درعا السورية قبل أربع سنوات كيف تحول مخيم الزعتري إلى مستوطنة يعيش فيها 85 ألف لاجئ ليصبح رابع أكبر "مدينة" في الأردن بحسب عدد السكان. وهناك يلهو الأطفال بين منازلهم المؤقتة وتعمل المدارس ويولي الأطباء الجميع بالرعاية بدءا من الرضع إلى كبار السن.

وكان الحريري (26 عاما) يعتزم الزواج في مسقط رأسه. وأعد شقته لكنه اضطر للفرار مع تصاعد القصف. وكان زفافه من أولى حفلات الزفاف الكثيرة التي أقيمت في المخيم الصحراوي الذي يبعد 15 كيلومترا من حدود الأردن مع سوريا.

ويظهر الحريري وعروسه الشابة في صورة الزفاف وهما يجلسان على مقعدين من البلاستيك وخلفهما بساط برتقالي مزركش على الحائط. وكان الحريري يحدق بثبات صوب الكاميرا بينما كانت العروس تشيح بنظرها بعيدا في حزن.

ويخشى الحريري أن يفقد طفلاه اللذان ولدا في المخيم وهما ريتاج (عامان) ويمان (8 أشهر) أي صلة بالوطن والعائلة التي تركها وراءه.

وقال "أحلم بالعودة إلى سوريا وتربية أطفالي هناك والعيش على أرض أجدادي حتى يعيش أطفالي في الأرض الطيبة. إنها أرض أجدادي وسيكون أمرا مختلفا أن أربي أطفالي هناك.

"هذه ليست بلادنا. وطننا هو سوريا. عندما يكبرون سأخبرهم لكنني أتمنى أن يترعرعوا في سوريا."

وفر أكثر من 4.2 مليون شخص من سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في 2011. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 13.5 مليون شخص بحاجة للحماية والمساعدة داخل سوريا منهم أكثر من ستة ملايين طفل.

* "متى سنعود؟"

فرت أم أحمد (26 عاما) من مدينة حمص السورية قبل ثلاث سنوات بعد أن دمر القصف منزلها وهي الآن حامل بطفل رابع. وستكون هذه ثاني مرة تلد فيها داخل المخيم.

وتشعر أم أحمد بالحزن لأن ذكريات أطفالها عن الوطن الذي قضوا فيه سنواتهم الأولى باتت تتلاشى.

وقالت "عندما جئنا إلى هنا أول الأمر كانوا يسألوني دوما: متى سنعود؟ لكنهم الآن نسوا الأمر. انشغلوا باللعب والمدرسة وما عادوا يفكرون فيها. إذا بقينا هنا عامين آخرين فقد ننسى كلنا سوريا."

وتقدر مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن ما يتراوح بين 50 و80 طفلا يولدون في الزعتري أسبوعيا منذ تأسيس المخيم عام 2012.

وتوجد في المخيم الآن منشأتان للولادة وهما المستشفى الميداني المغربي الذي يضم 60 سريرا وغرفة عمليات وطاقما من 118 شخصا. أما المنشأة الأخرى فتتولى رعايتها الأمم المتحدة ويوجد بها 24 سريرا وطاقم من 39 من أطباء النساء والأطفال وقابلات وممرضات من الأردن.

وولدت طفلة أطلق عليها اسم سوار في السابع من مارس آذار في غرفة عمليات غير مضاءة بشكل جيد في المستشفى الميداني المغربي. وأجرى أطباء يغطون وجوههم بالأقنعة الطبية البيضاء عملية ولادة قيصرية لأم سوار في خيمة جرى تعقيمها لإجراء العمليات.

وقالت الأم وتدعى أم ريماس (22 عاما) إن أكثر ما يحزنها هي أن والديها لم يقابلا أحفادهما.

© Reuters. ذكريات الأطفال السوريين عن وطنهم تتلاشى في مخيم الزعتري بالأردن

وأضافت بصوت واهن بعد ولادة طفلتها التي سيكون الزعتري محل ميلادها وليس وطنها "الوضع صعب هنا. عندما تكون في وطنك ووسط عائلتك يكون شعورك مختلفا. ليس لدي أحد في المخيم."

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.