دافوس (سويسرا) (رويترز) - اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الخميس روسيا بتعريض محادثات السلام بشأن سوريا للخطر بالإصرار على إشراك "جماعات إرهابية" مثل وحدات حماية الشعب الكردية السورية ضمن وفد المعارضة.
ومن المفترض أن تُعقد محادثات السلام بشأن سوريا في مدينة جنيف السويسرية في الأسبوع المقبل.
وتخشى تركيا من التأثير المتنامي لوحدات حماية الشعب التي تفرض سيطرتها على أراض تقع في الجهة المحاذية لحدودها مع سوريا كما تخشى من الدعم الذي تتلقاه من واشنطن في قتالها مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية المدعومة من السعودية يوم الأربعاء أنها لن تحضر المفاوضات التي تجري برعاية دولية مع الحكومة السورية في يناير كانون الثاني إذا شارك فيها طرف ثالث.
ودعم داود أوغلو في تصريحات بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس موقف الهيئة بالتأكيد على أنها وحدها من يعود إليه اتخاذ قرار بشأن من يمثل المعارضة السورية في محادثات جنيف.
وقال داود أوغلو "ستدعم تركيا أي مبادرة سياسية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا لكن المعيار الوحيد الذي نريده هو أن تكون المعارضة المعتدلة ممثلة بإرادتها وبمبادرة منها. يجب ألا يكون هناك أي تمثيل لجماعات إرهابية حول الطاولة."
وأضاف "عدد من الدوائر وبينها روسيا تريد أن تخرب جانب المعارضة بفرض عناصر أخرى على المعارضة مثل وحدات حماية الشعب التي كانت تتعاون مع النظام وتهاجم المعارضة المعتدلة."
وتابع "إذا ما أراد آخرون أن يكونوا حول الطاولة فليشاركوا على جانب ممثلي النظام."
تأخير المحادثات؟
وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إنها لن توجه دعوات لحضور المباحثات قبل أن تتفق القوى الكبرى التي ترعى العملية السلمية- وبينها الولايات المتحدة وروسيا- على الجماعات المعارضة التي يمكنها الحضور.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا يوم الأربعاء إن محادثات السلام قد تُؤجل لكن يجب على القوى الكبرى مواصلة الضغط الدبلوماسي على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ورفضت روسيا وإيران اللتان تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد المحاولات التي تبذلها السعودية التي -تعارض الأسد إلى جانب القوى الاوروبية وتركيا والولايات المتحدة - لتنظيم صفوف المعارضة السورية ووفدها المشارك في المفاوضات.
وقال داود أوغلو إنّه تحدث مع بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق من يوم الخميس وأوضح له موقف بلاده.
وقال داود أوغلو "لنتوصل إلى حل علينا أن نوضح الأطراف المشاركة في الحل. أحد الطرفين واضح هو النظام والطرف الآخر واضح وهو المعارضة.والمعارضة تعني المعارضة السورية المعتدلة المعارضة الحقيقية وهذه ممثلة بالائتلاف الوطني السوري (الذي تشكل في الرياض)."
ولا تريد تركيا أن تحقق وحدات حماية الشعب مكاسب ميدانية في شمال سوريا. وفي الوقت الذي تخوض فيه الجماعات الكردية السورية قتالا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ترى تركيا انها وثيق الصلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض قتالا منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي أوسع نطاقا في تركيا.
وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني حزبا إرهابيا.