باريس (رويترز) - رفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يوم الأربعاء انتقادات من أعضاء المعارضة بالبرلمان لإدارة حكومته للعلاقات مع روسيا فيما يتعلق بسوريا قائلا إن موسكو لها موقف "معرقل" و"لا يمكن تبريره" تجاه الأزمة.
وألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء زيارة لفرنسا بعد أن قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند إنه سيقابله فقط لبحث إجراء محادثات بشأن سوريا. وأدى ذلك إلى تدهور في العلاقات بين موسكو وباريس وتسبب في إثارة غضب بعض الساسة المحافظين ومن أقصى اليسار وأقصى اليمين في فرنسا.
وفي مناقشة حامية اثناء الاستجواب الأسبوعي للحكومة انتقد المشرع الشيوعي اندريه شاسايين قرار أولوند عدم لقاء بوتين في زيارة مقررة منذ فترة طويلة لافتتاح كاتدرائية أرثوذوكسية روسية جديدة وزيارة معرض للفن الروسي في العاصمة الفرنسية.
وقال إن الحكومة تنهي الحوار مع شريك وفاعل رئيسي في الصراع في حين كان يتعين عليها قطع العلاقات مع السعودية وإجبار تركيا على عدم التدخل في سوريا.
ورد فالس قائلا "اختارت روسيا نهجا معرقلا ومن وجهة نظرنا فإن هذا الموقف لا يمكن تبريره."
وقال "بدون الدعم الروسي الكبير لما تمكن النظام (السوري) وبشار الأسد من شن هذه المعركة في حلب. نحن ندعو روسيا للاضطلاع بمسؤوليتها كقوة كبرى" مضيفا أن باريس مستعدة لاستضافة بوتين إذا كان على استعداد للحديث عن التوصل إلى هدنة في حلب.
ويواجه المسؤولون الفرنسيون صعوبات في إيجاد سبل لفرض ضغوط جديدة على روسيا بعد أن استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بشأن سوريا صاغته فرنسا في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة. ودفعهم الغضب المتنامي من هجوم قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب إلى إعادة النظر في استقبال بوتين في الزيارة المقررة في 19 أكتوبر تشرين الأول.
وفي وقت سابق اليوم اتهم بوتين فرنسا بتعمد استدراج روسيا لاستخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن بشأن سوريا وتساءل عما إذا كانت باريس تنفذ طلبات الولايات المتحدة.
وانتقد بعض المشرعين الفرنسيين المعارضين الحكومة في الأيام القليلة الماضية قائلين إنها تنفذ طلبات الولايات المتحدة وإنها يجب ألا تدخل في حرب باردة مع روسيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)