من جيريش جوبتا
كراكاس (رويترز) - بعد أن أطلق عليها الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز لقب "محبوبة" الثورة الاشتراكية في فنزويلا قبل أكثر من عقد.. صعد نجم المحامية الأمريكية إيفا جولينجر حتى أنها رافقته لتناول الغداء مع بشار الأسد والعشاء مع معمر القذافي وتبادل الأنخاب مع فلاديمير بوتين.
وبينما أمطرها مناصرون بقبلات عفوية عندما زارت فنزويلا راح معارضون يكيلون لها الانتقادات على شاشات شبكات تلفزيون غربية في الغالب ويصفونها بأنها أجنبية ساذجة تدعم حكومة فاسدة وقمعية.
لكن في الأشهر الماضية تحولت جولينجر بصورة متزايدة نحو انتقاد سياسات نيكولاس مادورو خليفة تشافيز الذي تقول إنه تعدى على حقوق أساسية وترك المجال مفتوحا للفساد.
وتنضم بذلك إلى مجموعة صغيرة من المنتقدين لكنها آخذة في التزايد وتشمل مسؤولين سابقين وحاليين. هذه الأصوات المعارضة التي تنتقد حكومة فنزويلا، وإن كانت لا تعلن تأييدها للمعارضة، تأتي وسط أزمة اقتصادية طاحنة تواجه فنزويلا تسببت في نقص إمدادات الغذاء لدى الملايين.
وقالت جولينجر "هؤلاء أشخاص لم يذهبوا لشراء احتياجاتهم من متاجر البقالة منذ 15 عاما" في إشارة لقادة الحكومة وهو ما يكشف التناقض الصارخ بينهم وبين تشافيز الذي عرف عنه اتصاله بالمواطنين البسطاء.
وأضافت "إنهم لا يسيرون في الشوارع. لا يستقلون قطار الأنفاق".
وقالت جولينجر (44 عاما) في مقابلة من نيويورك في تعليق على تصويت يجرى يوم الأحد لتشكيل جمعية تأسيسية "تشافيز لم يكن ليبادر بمثل هذه العملية أبدا ويعيد صياغة الدستور دون إجراء استفتاء".
وتابعت "هناك مؤشرات على الديكتاتورية تظهر الآن وهي مقلقة جدا" مضيفة أن التصويت يحتاج إلى "موافقة أوسع نطاقا ومشاركة من قطاعات سياسية متنوعة".
وأضافت "تشافيز لم يكن ليترك الأمور تخرج عن السيطرة بتلك الطريقة. لم يكن ليقبل بسقوط قتلى في الشوارع كل يوم" في إشارة لاحتجاجات مستمرة منذ أربعة أشهر شهدت سقوط 110 قتلى.
لكن جولينجر، التي ربطتها صداقة وثيقة بتشافيز، تصر على أنها لا تنحاز للمعارضة. ويقول الكثير من مؤيدي الحكومة الساخطين الذين لا يدعمون مادورو بالكامل إنهم لن يصوتوا أبدا لقادة المعارضة لأنهم لا يريدون العودة لأيام حكمت فيها البلاد صفوة ثرية مقربة من قطاع الأعمال.
وقالت "الكل يتملكه العناد. لا يعمل أي من الطرفين لتحسين أوضاع البلاد. ليس هناك من هو مستعد للتنازل قط... ما هو الهدف النهائي الآن؟ التمسك بالسلطة أم تحسين أوضاع البلاد؟".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)