موسكو (رويترز) - ردت روسيا بغضب يوم السبت على العقوبات الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي بسبب دور موسكو في أزمة أوكرانيا قائلة إن هذا من شأنه أن يعرقل التعاون في القضايا الأمنية ويقوض الحرب ضد الإرهاب والجريمة المنظمة.
كما اتهمت الوزارة الولايات المتحدة التي فرضت بالفعل حزمة خاصة بها من العقوبات على روسيا بالمساهمة في الصراع في أوكرانيا عن طريق دعمها للحكومة المؤيدة للغرب في كييف.
وتوصل الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة إلى اتفاق يوم الجمعة لفرض أول حزمة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا بسبب دورها في أوكرانيا لكنه قلص نطاق العقوبات ليستبعد الجانب التكنولوجي من أجل قطاع الغاز الحيوي.
وفرض الاتحاد الأوروبي قيودا على السفر وجمد أموال رئيسي جهاز الامن الاتحادي وجهاز المخابرات الخارجية إلى جانب عدد من المسؤولين الروس الكبار قائلا انهم ساعدوا على صياغة سياسة الحكومة الروسية التي تهدد سيادة أوكرانيا ووحدتها الوطنية.
وقالت الوزارة في بيان "قائمة العقوبات الإضافية هي دليل مباشر على أن دول الاتحاد الاوروبي حددت مسارا لتقليص التعاون بشكل كامل مع روسيا بشأن قضايا الأمن الدولي والإقليمي."
وأضاف البيان "هذا يشمل الحرب ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها من التحديات والمخاطر الجديدة."
وقالت الوزارة "نحن على ثقة بان الإرهابيين الدوليين سيستقبلون هذه القرارات بحماس."
وكان الاتحاد الأوروبي قرر بالفعل تجميد أموال وفرض قيود على سفر مسؤولين روس كبار بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية لأراضيها في مارس آذار ولدعمها للانفصاليين الذين يقاتلون قوات كييف في شرق أوكرانيا.
وجاء قرار التحرك لاستهداف قطاعات من الاقتصاد الروسي بعد اسقاط الطائرة الماليزية الأسبوع الماضي مماأدى لمقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 298 في منطقة بشرق أوكرانيا يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الانفصاليين بإسقاط الطائرة بصاروخ أرض جو جاء من روسيا. وينفي الانفصاليون أن يكونوا اسقطوا الطائرة وتقول روسيا انها لم تقدم أي أسلحة من هذا النوع.
وفي بيان ثان يوم السبت قالت وزارة الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية عن الصراع في أوكرانيا من خلال دعمها للحكومة في كييف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "تمضي الولايات المتحدة في دفع كييف باتجاه القمع القسري للسكان الناطقين بالروسية (في أوكرانيا). وهناك نتيجة واحدة - تتحمل إدارة (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما بعض المسؤولية عن الصراع الداخلي في أوكرانيا وتداعياته الخطيرة."
ويأتي البيان ردا على اتهام البيت الأبيض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مذنب" في اسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق منطقة حرب يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا في أوكرانيا.
وأيد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال مقابلة نشرت اليوم السبت العقوبات الأوروبية بشدة رغم أن بلاده تربطها علاقات تجارية وثيقة مع روسيا.
وقال لصحيفة سودويتش تسايتونج " بعد وفاة 300 من الأبرياء في الرحلة رقم إم.إتش17 والتجول حول موقع التحطم بشكل مهين من قبل جنود مغيرين فان مسلك روسيا لم يترك لنا خيارا آخر."
وأضاف خلال المقابلة التي أجريت أمس الجمعة " نظل ملتزمين بمسارنا: الإجراءات التي صيغت بذكاء واتفق عليها بشكل مشترك لزيادة الضغط وملتزمين بإجراء محادثات جادة مع روسيا."
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)